مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة يحتفي في دورة2014 بالراحل نلسون مانديلا أيقونة النضال ضد الميز العنصري
فاس – تكرم الدورة 20 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، التي ستنظم من 13 إلى 21 يونيو 2014، تحت شعار “منطق الطير .. عندما تسافر الثقافات” رئيس جنوب إفريقيا الراحل نلسون مانديلا، أيقونة النضال ضد الميز العنصري، الذي توفي مؤخرا عن سن تناهز 95 سنة.
وسيحتفي هذا الحدث الثقافي والفني العالمي، الذي تكرس كملتقى للتقريب بين الشعوب والثقافات وكآلية لتعميق قيم التسامح والسلام والإخاء والعيش المشترك، بنلسون مانديلا كرمز للنضال ضد الميز والتفرقة وكل ما يخدش إنسانية الإنسان.
وسيبرز هذا الاحتفاء من خلال مجموعة من العروض الفنية والسهرات الموسيقية من بينها العرض الفني الذي ينتظره عشاق الموسيقى العريقة والذي سيجمع يوم 15 يونيو بين فنانين عملاقين هما يوسو ندور وجوني كليغ بفضاء (باب المكينة) التاريخي ابتداء من الساعة التاسعة مساء.
ويعد الفنان السنغالي يوسو ندور، رائد الموسيقى الشعبية في السنغال، من الفنانين الذي دافعوا ومنذ عقد الثمانينيات عن القيم التي كان يناضل من أجلها الراحل مانديلا ونظم في هذا الإطار حفلا فنيا كبيرا سنة 1985 للدعوة لإطلاق سراح هذا الزعيم وضمنه ألبومه الذي يحمل عنوان (نلسون مانديلا).
أما الفنان جوني كليغ فقد ربط مبكرا بين الموسيقى التي يؤديها ومعركته ضد نظام الميز العنصري ( أبارتايد ) ووقف بجانب الشعب الجنوب إفريقي عبر سلاح الموسيقى إذ غنى لنلسون مانديلا أغنيته الشهيرة ” اسينيمونغا ” بلغة “الزولو” الإفريقية متحديا النظام العنصري الذي كان يمنع الغناء بهذه اللغة .
وقد تم اختيار أغنية جوني كليغ المعروفة ( أيبهولا ليتو ) التي تعالج موضوع الميز العنصري في الملاعب كشعار لكأس العالم لكرة القدم خلال سنة 2010 .
وإلى جانب السهرات الموسيقية سيتم تكريم روح الزعيم مانديلا من خلال مجموعة من اللقاءات والندوات التي ستقام في إطار منتدى فاس ( روح للعولمة ) والتي ستتمحور حول شخصيته باعتباره أيقونة للنضال استطاع بصبره وحنكته أن يقود شعب جنوب إفريقيا للقضاء على سياسة الميز العنصري .
وسيركز الباحثون والمفكرون والخبراء الذين سيحضرون المائدة المستديرة التي ستخصص لبحث موضوع ” الثقافات والمجتمعات في ظل التحول ” على تتبع مسار هذا المناضل الكبير وكيفية إدارته للمعركة ضد النظام العنصري من داخل سجنه والتزامه بتحقيق الحرية والكرامة للشعب .
كما ستحضر حياة مانديلا ونضاله في إطار نفس المنتدى يوم 17 يونيو بمتحف البطحاء من خلال لقاء يناقش ملف تعثر المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يؤطره سؤال يحمل أكثر من دلالة ارتأى المنظمون صياغته على الشكل التالي ” هل يمكن أن يوجد شخص كمانديلا بالشرق الأوسط ” .
وحسب مؤسسة ( روح فاس ) التي تشرف على تنظيم مهرجان الموسيقى العالمية العريقة، فإن دورة هذه السنة ستتميز بمشاركة العديد من الرموز الفنية العالمية والموسيقيين الرواد الذين سيحيون سهرات فنية بمجموعة من الفضاءات التاريخية بالمدينة العتيقة كباب المكينة ودار عديل ودار المقري ودار التازي وغيرها من الساحات والفضاءات التي دأبت على احتضان حفلات المهرجان الفنية .
ومن بين الفنانين الذين سيؤثثون هذه الفضاءات كاظم الساهر ( العراق ) ولوزميلا كاربيو ( بوليفيا ) وروبيرطو ألاغنا ( فرنسا ) ومجموعة أطلان ( إيرلاندا ) ورقية تراوري ( مالي )، إضافة إلى مجموعات موسيقية من هنغاريا وكازاخستان وأوزبكستان وغيرها .
وسيكون العرض الافتتاحي للمهرجان عبارة عن حفل فني يتخذ من شعار هذه الدورة ” منطق الطير .. عندما تسافر الثقافات ” موضوعا له بينما سيعرف الحفل الختامي تنظيم سهرتين موسيقيتين الأولى بمتحف البطحاء لكل من رازا خان ( الهند ) وكومبان منت إيلي ورقان ( موريتانيا )، في حين سيحيي السهرة الثانية التي ستقام بفضاء باب المكينة الفنان الأمريكي بودي غي ليجوند .
وحاولت مؤسسة ( روح فاس ) أن يعكس البرنامج، الذي تم إعداده بحرفية عالية، شعار هذه الدورة الذي يكرس القاعدة التي يرتكز عليها مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة باعتباره يساهم في التقريب بين الشعوب والثقافات وجعل الفنون والقيم الروحية في خدمة التنمية البشرية والمجتمعية .
وحسب فوزي الصقلي، المدير العام للمهرجان، فإن شعار الدورة 20 للمهرجان ” منطق الطير .. عندما تسافر الثقافات ” يطرح مجموعة من القضايا التي تتعلق بمغامرة الإنسان في علاقته بالآخر والتأثير المتبادل بينه وبين هذا الآخر وكذا في سفر الثقافات وترحالها، مشيرا إلى أن دورة هذه السنة ستجوب مختلف الفضاءات الموسيقية والإيقاعية التي أبدعتها ثقافات العالم منذ فجر التاريخ .
وقال إن هذه المغامرة تختزل في العمق تاريخ الإنسانية باعتبارها رحلة لاقتفاء أثر المعنى وروح القيم في تعدد اللغات والثقافات واختلافات التأويل وتنوع الرؤى حول ماهية الكون .
وبرأي مدير المهرجان، فإن الحوار بين الثقافات ليس “غاية في حد ذاته “، ولكنه جهد وعلم متواصل ومتحرك تصبح خلاله كل ثقافة مطالبة بالتطور والتحول ومواجهة ذاتها والبحث عن الإضافات التي تختزنها والقيم التي تحملها حتى تستطيع أن تحقق كونيتها .
ويشكل مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، ومنذ دوراته الأولى، رحلة ساحرة نحو فضاء الإبداعات الموسيقية والإيقاعية التي أنتجتها مختلف الثقافات والشعوب منذ القدم .
وكانت الدورة 19 للمهرجان، التي نظمت ما بين 7 و 15 يونيو من السنة الماضية، قد احتفت بالثقافة الأندلسية التي استطاعت خلال أزيد من ثمانية قرون أن تجسد التلاقح الكبير بين مختلف الثقافات خاصة الأمازيغية والعربية والإيبيرية والرومانية وأن تشكل جسرا بين ثقافات الشرق والغرب .
وعرفت هذه الدورة، التي نظمت تحت شعار ” فاس الأندلسية “، مشاركة العديد من الأسماء الفنية العالمية التي قدمت عروضها الفنية بمختلف فضاءات مدينة فاس أمثال باكو دي لوسيا وباتي سميت وأصالة نصري وبانديت شيام سوندر وغيرهم .
اقرأ أيضا
فاس – مكناس: إطلاق مرصد جهوي للحق في الحصول على المعلومات
نُظم، اليوم الأحد بفاس، لقاء جهوي لتأسيس المرصد الجهوي للحق في الحصول على المعلومات بجهة فاس – مكناس، في إطار مشروع يروم تأسيس خمسة مراصد مماثلة بالمملكة، مُمولة بشراكة مع الاتحاد الأوروبي بالمغرب.
فيضانات إسبانيا.. تضامن المغرب يعكس روح التعاون التي تميز العلاقات بين البلدين (السيدة بنيعيش)
أكدت سفيرة المغرب بمدريد، كريمة بنيعيش، أول أمس الجمعة بفالنسيا، أن تضامن المملكة تجاه إسبانيا، عقب الفيضانات التي ضربت الجارة الإيبيرية، يعكس روح التعاون التي تميز العلاقات القائمة بين الرباط ومدريد.
المعرض الدولي للبناء بالجديدة : أزيد من 200 ألف زائر لنسخة رفعت شعار الابتكار (المندوب العام للمعرض)
اختتمت اليوم الأحد بالجديدة فعاليات الدورة ال 19 للمعرض الدولي للبناء، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي حج إليها أزيد من 200 ألف زائر ضمن نسخة رفعت شعار الابتكار.
أخبار آخر الساعة
-
فاس – مكناس: إطلاق مرصد جهوي للحق في الحصول على المعلومات
-
فيضانات إسبانيا.. تضامن المغرب يعكس روح التعاون التي تميز العلاقات بين البلدين (السيدة بنيعيش)
-
المعرض الدولي للبناء بالجديدة : أزيد من 200 ألف زائر لنسخة رفعت شعار الابتكار (المندوب العام للمعرض)
-
الرباط.. خبراء يناقشون دور الذكاء الاصطناعي كحليف جديد لمدراء المشاريع
-
عصبة الأبطال الإفريقية للسيدات.. المغربية لمياء بومهدي تقود تي بي مازيمبي للظفر بلقبه الأول
-
صالون تربوي: الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس – مكناس تسلط الضوء على العلاقة بين التعليم والسعادة
-
إقليم الحوز.. استفادة أزيد من 500 شخص بجماعة أنكال من خدمات قافلة طبية
-
الدار البيضاء.. ملتقى وطني يسلط الضوء على الواقع اليومي للأشخاص المصابين بمرض الفصام