ملكية متشبعة بالقيم الإنسانية
(رشيد سامي)
الرباط – إنها لصدفة تاريخية سعيدة ومتفردة للغاية، كون المغاربة في الداخل كما في الخارج يتأهبون للاحتفال بفخر واعتزاز وطيلة يومين متتاليين بعيدين وطنيين كبيرين يجسدان، بحق، ذاك التلاحم القائم بين الشعب وعاهله. إنهما حدثان بارزان في التاريخ العريق للمملكة، ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب.
حدثان وطنيان بامتياز جسدا عبر التاريخ المعاصر للمملكة الروابط الراسخة التي تجمع بين العرش والشعب. عيدان يكتسيان أهمية بالغة في تاريخ البلاد، يحتفي بهما المغاربة عند حلولهما تعبيرا عن تعلقهم المتين بأهداب العرش العلوي المجيد.
بصوت واحد، وحماسة واحدة، أبان المغاربة على الدوام عن تجندهم وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في أوقات الفرح كما في أوقات الشدة، معتزين بالقيم والخصال الإنسانية النبيلة التي يتحلى بها عاهلهم، ومن أبرزها عطفه وحنوه الموصولان على المعوزين والضعفاء.
يثمن المغاربة قاطبة المبادرات والالتفاتات الملكية النبيلة فور وقوع أي حادث مأساوي، كما حصل خلال حادثة السير المروعة التي أودت بحياة عشرة أشخاص قرب شيشاوة يوم الجمعة الماضي. فحرصا من جلالة الملك على التخفيف من معاناة عائلات الضحايا، بعث لها على الفور برقيات تعزية ومواساة، شاملا إياها بعطفه ورعايته الساميين.
ومن منطلق الحرص ذاته، أبان جلالة الملك قبل أيام عن حس إنساني مرهف بعد أن استقبل ذوي الأطفال ضحايا الجرائم الجنسية الرهيبة التي اقترفها في حقهم سفاح إسباني أطلق سراحه عن طريق الخطأ قبل أن يقع في يد العدالة من جديد.
في مشهد مفعم بالعطف والحنو انتفت فيه الإجراءات البروتوكولية، واسى جلالة الملك ذوي الضحايا واحدا واحدا، مؤكدا لهم جلالته كل الدعم الضروري، خاصة على صعيد المتابعة النفسية . لقد جاءت صور الاستقبال الملكي غنية عن أي تعليق، صور عاهل يحضن بيديه الكريمتين أولياء أطفال تعرضوا لجرائم وحشية.
لقد وقف المغاربة والعالم قاطبة على زخم من الأعمال الإنسانية التضامنية منذ الأسابيع الأولى من تربع جلالة الملك على عرش أسلافه الميامين، وانبهر الجميع ولا يزال بالعناية القصوى والرعاية السامية اللتين يحيط بهما جلالته الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.
ما فتئ جلالة الملك، الأكثر التفاتا لمعاناة الآخرين، والأكثر قربا من رعاياه، يصغي باهتمام لكل الشكاوى خلال لقاءاته العفوية مع المواطنين الذين يهبون لتقديم التحية لجلالته بمناسبة تدشين أوراش التنمية البشرية المتوالية في مختلف ربوع المملكة.
لأول مرة، شاهد المغاربة والعالم عاهلا يتقاسم قساوة البرد والطبيعة مع ساكنة منطقة أنفكو المعزولة في إقليم خنيفرة. كان ذلك في ماي 2008. كما شاهدوا لأول مرة ملكا يقضي ليال كاملة تحت خيمة بين السكان المتضررين جراء الزلزال العنيف الذي ضرب مدينة الحسيمة ليلة 24 فبراير 2004.
لقد خفف مقام جلالة الملك بين المتضررين من وطأة الكارثة، وأحيى لديهم الأمل في حياة أفضل. وشكلت البادرة الملكية درسا نموذجيا في العطف والحنو سيظل منقوشا بحروف من ذهب في سجل التاريخ.
وإذ حرص جلالة الملك شخصيا على حسن سير عمليات الإنقاذ والتكفل بضحايا هذا الزلزال الذي أودى بحياة أزيد من ستمائة شخص، أصدر جلالته، أيضا، تعليماته السامية لمنح الأطفال اليتامى ضحايا الزلزال صفة منكوبي الأمة، وهي الصفة التي تمكنهم من الاستفادة من دعم معنوي ومادي إلى حين بلوغهم سن الرشد.
لقد أبانت مختلف مبادرات جلالة الملك عن حس تضامني رفيع وحرص نادر على تكريس مبدأ القرب. ولم تشمل التفاتات جلالته الساكنة الأكثر هشاشة في المجتمع، والمعوقين، والمرأة وكافة المغاربة، من طنجة إلى لكويرة، فحسب، بل اجتازت الحدود كما تشهد على ذلك العديد من عمليات المساعدة الإنسانية التي قامت بها المملكة عبر العالم، خاصة في إفريقيا حيث يحظى صاحب الجلالة بتقدير وإعجاب كبيرين.
الأكثر من ذلك، وفي سابقة بالعالم، بادر جلالة الملك بزيارة الجرحى الذين أدخلوا المستشفى الميداني الذي أقامه المغرب منذ عاشر غشت 2012 في مخيم الزعتري بالأردن، وهو المستشفى الذي قدم، سنة بعد وضعه من طرف القوات المسلحة الملكية، العلاج لأزيد من مائتي ألف لاجئ سوري فروا من جحيم الحرب.
وقام جلالة الملك، أيضا، بدور ريادي في دعم القضية الفلسطينية، إذ كان من قادة الدول الأوائل الذين أدانوا العدوان الإسرائيلي الغاشم على السكان المدنيين في غزة خلال شتنبر 2012، قبل أن يأمر بعيد ذلك بإقامة مستشفى ميداني للتخفيف من معاناة ضحايا هذا العدوان، ناهيك عن المبادرات الملكية المتعددة عبر الآلية التنفيذية للعمل التضامني لفائدة فلسطين، (بيت مال القدس الشريف).
إنها أمثلة ساطعة للعيان تنضاف لأخرى عديدة لتبرز بجلاء مدى الحس الإنساني الرفيع لجلالة الملك الذي ما فتئ يسخر جهوده لخدمة القضايا الإنسانية. كيف لا وهو الذي تشبع منذ نعومة أظفاره بقيم التضامن الإنساني والعدالة الاجتماعية.
اقرأ أيضا
تمكين النساء: اختتام مشروع “دارنا” بمكتسبات مهمة
أقيم، اليوم الثلاثاء بالرباط، حفل اختتام مشروع “دارنا” لتعزيز التمكين الاجتماعي والاقتصادي للنساء في العديد من مناطق المغرب.
الوزيرة الأولى بجمهورية الكونغو الديموقراطية تشيد بالعلاقات المتميزة القائمة بين بلادها والمغرب وتدعو إلى تعزيزها
أشادت الوزيرة الأولى بجمهورية الكونغو الديمقراطية، جوديث سومينوا تولوكا، اليوم الثلاثاء بالرباط، بالعلاقات المتميزة القائمة بين بلادها والمغرب، داعية لتعزيزها في إطار منطق التعاون جنوب – جنوب.
الجهات التنظيمية للقطاع المالي تولي أهمية خاصة للمخاطر المناخية (السيد الجواهري)
أكد والي بنك المغرب، ورئيس لجنة التنسيق والإشراف على المخاطر النظامية، عبد اللطيف الجواهري، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن الجهات التنظيمية للقطاع المالي تولي أهمية خاصة للمخاطر المناخية.
أخبار آخر الساعة
-
تمكين النساء: اختتام مشروع “دارنا” بمكتسبات مهمة
-
الوزيرة الأولى بجمهورية الكونغو الديموقراطية تشيد بالعلاقات المتميزة القائمة بين بلادها والمغرب وتدعو إلى تعزيزها
-
الجهات التنظيمية للقطاع المالي تولي أهمية خاصة للمخاطر المناخية (السيد الجواهري)
-
طوكيو: السيد زيدان يسلط الضوء على المؤهلات التي يزخر بها المغرب كوجهة مميزة للاستثمارات
-
البرتغال.. انطلاق أشغال المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات بمشاركة المغرب
-
الرباط .. تقديم كتاب “إسماع صوت إفريقيا .. أعظم مقتطفات خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس”
-
بورصة الدار البيضاء : تداولات الافتتاح على وقع الارتفاع
-
الرباط .. انطلاق الحملة الوطنية التحسيسية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات