مؤرخ الفن إبراهيم العلوي: الاستشراق ليس ملة واحدة
أصيلة – يعتبر الباحث المغربي المتخصص في تاريخ الفن، إبراهيم العلوي، أن الاستشراق في الفن التشكيلي عالم متنوع التجارب لا ينتمي كله إلى الإديولوجيا الكولونيالية.
وقال إبراهيم العلوي، الذي قدم عرضا افتتاحيا لندوة “الملامح الجديدة للاستشراق الفني في الخارج وفي الفنون العربية المعاصرة” التي اختتمت يوم الأربعاء، في إطار فعاليات جامعة المعتمد ابن عباد الصيفية، إن الاستشراق موضوع مثير للنقد لدى المفكرين العرب، لاسيما منذ ظهور أطروحة الفلسطيني إدوارد سعيد في كتابه “الاستشراق” (1978)، لكنه يكتسي تجليات متعددة، فهناك فنانون غربيون انخرطوا في منطق المنظور الاستعماري، لكن هناك آخرون عانقوا الشرق بدافع التعرف على الحضارة العربية والشرقية بأبعادها الفلسفية والفنية والثقافية.
وأوضح العلوي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الاستشراق أفرز إرثا فنيا متعدد التجليات، يغطي فترة زمنية تمتد من أواخر القرن 19 إلى خمسينيات القرن العشرين. ففي هذه المرحلة، انتقل فنانون تشكيليون إلى الشرق العربي لتصوير وتسجيل تقاليد ومناظر طبيعية وجوانب من الحياة اليومية للشعوب العربية.
أما عن ردود فعل النخبة الفنية العربية تجاه هذه النزعة، التي صنعت صورة نمطية للشرق لدى الإنسان الغربي، فأبرز إبراهيم العلوي، الذي يعمل بباريس، أن العهد الاستعماري عرف ظهور مرحلة التقليد وتعلم التصوير عن طريق محاكاة المنتوج الاستشراقي قبل أن يتبلور منظور مغاير في عهد النهضة ما بعد الاستعمار بمصر، من خلال الاستفادة من الأساليب المعاصرة في الفن، لاسيما في أوروبا، وإدماجها في الثقافة والممارسة التشكيلية العربية.
أما الآن، يضيف الباحث المغربي، فإن الفنانين والمثقفين المغاربة أخذوا نوعا من الحرية في التعامل مع الاستشراق، إذ صاغ فنانون شباب من المغرب ودول عربية وإسلامية أخرى مثل تركيا وإيران نظرة نقدية تعطي للإرث الاستشراقي مدلولا جديدا له علاقة براهن العصر، من أمثال منى حاطوم الفلسطينية ومنير الفاطمي من المغرب. فهذا الجيل أخذ من الاستشراق علامات تحيل إلى الخط والديكور وأعطاه مدلولا جديدا في إطار اجتهاد فردي حداثي.
في المقابل، يلاحظ إبراهيم العلوي أن النزعة الاستشراقية لم تنمحي إلى الأبد، لأن هناك من يستعمل هذا الإرث باستسهال للولوج إلى السوق الفنية تلبية لطلب أوساط تجارية واسعة على الصور الفولكلورية للشرق.
ويلاحظ إبراهيم العلوي أن هناك الآن تعددية في الأساليب التعبيرية للفنون العربية والإسلامية وتنوع في المذاهب والشخصيات الفردية بوصفها أساس الفن المعاصر، إذ لكل فنان كتابة تشكيلية خاصة، لكن هذا التعدد يواجه عولمة تنحو في مجال السوق الفنية إلى التنميط وتسييد أساليب عالمية مهيمنة.
وخلص الباحث إلى أن الرهان بالنسبة للتشكيليين العرب يكمن في الاجتهاد من أجل فرض الشخصية الإبداعية والبعد الثقافي الخاص بكل بلد في الساحة العالمية مادام الفن في الأساس هو قدرة الفنان على صياغة إبداعه في علاقة وثيقة بمجتمعه وثقافته والمحيط الذي يعيش فيه.
-حاوره نزار الفراوي-
اقرأ أيضا
الرباط .. انطلاق الحملة الوطنية التحسيسية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات
انطلقت، اليوم الإثنين بالرباط ، الحملة الوطنية التحسيسية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات، حول موضوع “من أجل وسط أسري داعم لتنشئة اجتماعية خالية من العنف ضد النساء”، ستشمل سلسلة من الأنشطة على المستويين الوطني والجهوي إلى غاية 10 دجنبر المقبل .
مراكش.. توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض (مصدر أمني)
تمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن مراكش بناء على معطيات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء اليوم الاثنين، من توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية يبلغ من العمر 38 سنة، وذلك لكونه يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض صادر في حقه من طرف السلطات القضائية الفرنسية .
أذربيجان.. وفد مغربي يشارك في مهرجان “عاصمة الرياضة” بقوبا
شارك وفد مغربي في مهرجان “عاصمة الرياضة” الذي أقيم من 18 إلى 24 نونبر الجاري بمدينة قوبا، شمال شرق أذربيجان.
أخبار آخر الساعة
-
الرباط .. انطلاق الحملة الوطنية التحسيسية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات
-
مراكش.. توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض (مصدر أمني)
-
أذربيجان.. وفد مغربي يشارك في مهرجان “عاصمة الرياضة” بقوبا
-
إيفاد 372 مشرفا على التأطير الديني لأفراد الجالية المغربية سنة 2024 (السيد التوفيق)
-
المغرب ـ الاتحاد الأوروبي.. توقيع اتفاقية بقيمة 190 مليون أورو لإعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز
-
عدد المدارس الجماعاتية ارتفع إلى 329 سنة 2024 (وزير)
-
تنصيب أشرف فائدة مديرا عاما للمكتب الوطني المغربي للسياحة
-
القاهرة.. بدء فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بمشاركة المغرب