لرمضان بسانتو دومينغو نكهة خاصة رغم الغربة والبعد عن الأحباب

لرمضان بسانتو دومينغو نكهة خاصة رغم الغربة والبعد عن الأحباب

الإثنين, 15 يوليو, 2013 - 12:57

سانتو دومينغو- بقلم  مجيد علال-  لرمضان بسانتو دومينغو، نكهة خاصة رغم البعد عن الأحباب وحيث يصبح مسجد (النور)، الوحيد المتواجد بعاصمة الدومينيكان، في شهر رمضان الفضيل، قبلة للجالية الإسلامية التي تحرص على القيام بشعائرها الدينية للحفاظ على هويتها الإسلامية ودرئا لمخاطر الذوبان في المجتمع الدومينيكي وأيضا للتزود بجرعة إيمانية تساعدها على مقاومة ظروف الحياة في بلاد الغربة.
وتحتفل الجالية الإسلامية بالدومينيكان بشهر رمضان من خلال تكثيف العبادات وقراءة القرآن حيث يقبل أفرادها على مسجد (النور) بكثافة للصلاة والاستماع إلى الدروس الدينية التي يلقيها إمام المسجد، وكذلك من خلال حضور موائد الإفطار الجماعي التي دأب المسجد على تنظيمها كل سنة طيلة أيام رمضان , فهي تعتبر مناسبة للجالية الإسلامية للتعبير عن تآزرها وتشبتها بهويتها الإسلامية وقيمها الثقافية.

وبخصوص الموائد الرمضانية التي ينظمها مسجد (النور)، تعتبر الوجبات التي يتم تقديمها في رحاب المسجد انعكاسا لتعدد الجنسيات التي ينتمي إليها أفراد الجالية المسلمة بالدومينيكان، فعند مغرب كل يوم يتم تقديم وجبة من بلد مختلف , حتى يتعرف المسلمون ومعهم الدومينيكانيون من المسلمين وغير المسلمين الذين يحضرون موائد رمضان , على غنى الأطباق الإسلامية ومناسبة لتذوق ما تجود به الثقافات المختلفة من مأكولات ، فهناك وجبة الإفطار الباكستاني والإفطار العربي خاصة المشرقي والإفطار التركي مما يوفر للمفطرين أجواء البلدان الإسلامية.

ويقول حمدي محمود، إمام مسجد (النور) , إن خصوصية شهر رمضان بسانتو دومينغو لا تقتصر على الجانب الديني، بل هي أيضا مناسبة اجتماعية للتكافل والتآزر في جو من الفرحة والحميمية بين المسلمين بصرف النظر عن جنسيتهم أو لغتهم , حيث ينظم المسجد الإفطار الجماعي كل يوم طيلة شهر رمضان لمد جسور التواصل بين المسلمين وغير المسلمين الذي يحضرون إلى المسجد لتناول وجبة الإفطار التي يتم إعدادها من قبل مطاعم إسلامية وللتعرف على رسالة الإسلام السمحة ومناسبة لإزالة الصورة النمطية السلبية التي يروجها الإعلام عن المسلمين.

وأوضح إمام المسجد في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن موائد الافطار الجماعي، التي يتم تمويلها عن طريق تبرعات يقدمها بعض المحسنين من رجال الأعمال المسلمين بالدومينيكان، تعتبر من أبرز مظاهر التضامن بين أفراد الجالية الإسلامية كما أنها وسيلة للتعارف والتواصل في ما بينهم وبين مسلمي الدومينيكان .

وأضاف الإمام، وهو مصري الجنسية، وخريج معهد إعداد الدعاة وكلية الألسن، تخصص اللغة الإسبانية بالقاهرة، قائلا ” وبما أن شهر الصيام والقيام هو قبل كل شيء غذاء للروح قبل الجسد، فإن مسجد (النور) يغص بجموع المصلين لأداء صلاتي المغرب والعشاء وصلاة التراويح كما يتحول المسجد إلى مكان للتوعية الدينية والتربية الروحية من خلال الدروس التي يلقيها الإمام باللغتين العربية والاسبانية حول قيم الإسلام السمحة.

وأشار إلى أن أفراد الجالية الإسلامية بالدومينيكان التي تتكون من جنسيات مختلفة من المغرب والجزائر ومصر ولبنان والعراق وسوريا بالإضافة إلى الباكستانيين الذي يشكلون 60 في المائة من عدد الجالية، يحرصون على اصطحاب أبنائهم إلى المسجد لتعريفهم بمبادئ الاسلام وبقيم التسامح والتآزر التي يكفلها، خاصة بالنسبة للأطفال الذين ولدوا في الدومينيكان، لتحصينهم من الذوبان في المجتمع الدومينيكي المسيحي.

وأبرز أن الشهر الفضيل يعتبر كذلك مناسبة دعوية إرشادية للمسلمين وغير المسلمين للتعرف على الصيام والعبادات الإسلامية مما جعل الإسلام ينتشر بالفعل بين الدومينيكانيين والهايتيين المقيمين بالبلاد لافتا إلى أن الجالية الإسلامية , بفضل الدور الإيجابي الذي تحرص على القيام به، تحظى باحترام الشعب الدومينيكي الذي يتقبل العادات والتقاليد الإسلامية.

وذكر أن مسجد النور الذي تم بناؤه سنة 2000 وتسيره جمعية منتخبة من طرف الجالية الإسلامية لمدة سنتين يقوم بأنشطة موازية كالمشاركة في المعارض الثقافية التي تقام بالدومينيكان وينظم ندوات في إطار الحوار بين الأديان في الجامعات والمدارس للتعريف بالإسلام، كما يستقبل وفودا من المدارس والجامعات تود التعرف على الدين الحنيف.

من جانبه، أكد سعيد، وهو إعلامي من أصل دومينيكي، أنه بالرغم من حداثة اعتناقه الإسلام , منذ تسعة أشهر، فإن صيامه لرمضان للمرة الأولى في حياته يجعله يشعر بانتمائه لأمة يبلغ تعدادها مليار ونصف نسمة مشيرا إلى أن الإفطار الجماعي يعد مناسبة لتوثيق الصلات بأفراد الجالية المسلمة ويجعله يشعر أن له إخوة في الدين يؤازرونه عند الحاجة.

ويقول بطاش، وهو تاجر مغربي، مقيم منذ نحو سنة بسانتو دومينغو، إن “الإفطار الجماعي يجمع المسلمين الذين فرضت عليهم ظروف الحياة التواجد في ديار الغربة , وذلك في أجواء رمضانية تنسينا آلام فراق العائلة ، غير أن تواجدنا على موائد الافطار الجماعي رفقة مسلمين من جنسيات مختلفة يجعلنا نشعر بالأجواء الرمضانية وكأننا بين أحبابنا”.

واستطرد قائلا “بالرغم من خلو المائدة الرمضانية بسانتو دومينغو من الأكلات المغربية اللذيذة كالشباكية والحريرة والبغرير والبريوات والزميتة وسلو والرغايف وأطباق السمك خاصة السردين المشرمل وغيرها من الأطباق اللذيذة التي تتفنن المرأة المغربية في إعدادها، فإن الإفطار الجماعي بمسجد (النور) يخفف عنا عناء الغربة، ويعتبر بالنسبة لنا، المتزوجين من دومينيكيات، فرصة للقاء أفراد الجالية الإسلامية وإقامة الشعائر الرمضانية في أجواء روحانية “.

من جانبه، أكد عرفان خالد، وهو طبيب من باكستان، أنه بالرغم من وجوده بالدومينيكان منذ 15 سنة، فإنه لا يشعر بالغربة بفضل تواجده بالمسجد مع أفراد الجالية المسلمة خاصة عند سماعه آذان المغرب والعشاء وأدائه صلاة التراويح التي يؤديها الإمام بصوت عذب ورقيق يثير الخشوع مشيرا إلى أن الإفطار الجماعي يعتبر وسيلة للتعارف الاجتماعي بين أفراد الجالية الإسلامية مما يجعل من هذا الشهر الفضيل عيدا على مدار 30 يوما ومناسبة لتقوية الشعور الديني الإيماني.وتظل لرمضان طقوسه وخصائصه الروحانية التي ترافق المسلمين أينما حلوا وارتحلوا رغم شعورهم بالغربة الحقيقية كلما حل شهر رمضان الكريم، تلك هي ضريبة السعي وراء الرزق الكريم.

اقرأ أيضا

الرباط .. انطلاق الحملة الوطنية التحسيسية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات

الثلاثاء, 26 نوفمبر, 2024 في 0:02

انطلقت، اليوم الإثنين بالرباط ، الحملة الوطنية التحسيسية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات، حول موضوع “من أجل وسط أسري داعم لتنشئة اجتماعية خالية من العنف ضد النساء”، ستشمل سلسلة من الأنشطة على المستويين الوطني والجهوي إلى غاية 10 دجنبر المقبل .

مراكش.. توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض (مصدر أمني)

الإثنين, 25 نوفمبر, 2024 في 23:48

تمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن مراكش بناء على معطيات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء اليوم الاثنين، من توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية يبلغ من العمر 38 سنة، وذلك لكونه يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض صادر في حقه من طرف السلطات القضائية الفرنسية .

أذربيجان.. وفد مغربي يشارك في مهرجان “عاصمة الرياضة” بقوبا

الإثنين, 25 نوفمبر, 2024 في 23:09

شارك وفد مغربي في مهرجان “عاصمة الرياضة” الذي أقيم من 18 إلى 24 نونبر الجاري بمدينة قوبا، شمال شرق أذربيجان.