دعم الانخراط الفاعل للأشخاص في وضعية إعاقة ضمن محيطهم السوسيو-اقتصادي ظل في صلب اهتمامات مؤسسة محمد الخامس للتضامن

الرباط – وضعت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، منذ تأسيسها، قضية التكفل بالأشخاص المعاقين وإدماجهم الاجتماعي، في صلب اهتماماتها، حيث عملت على إنجاز مشاريع تمكن هذه الفئات من الاستفادة من خدمات تتلاءم مع وضعيتهم، وتيسر لهم ولوج الخدمات الاجتماعية الأساسية، وتضمن لهم الاندماج الاجتماعي والمهني داخل المسار التنموي للبلاد.

ولهذا الغرض سعت المؤسسة جاهدة، رفقة عدد من الشركاء إلى تعبئة كافة الوسائل الضرورية لضمان استقلالية الأشخاص المعاقين، وفق استراتيجية للمقاربة المندمجة، تمنح الامتياز لدعم المؤسسات والجمعيات التي تعمل في الميدان، وتهتم بتكوين وتأهيل المعاقين من أجل إدماج اجتماعي و مهني عبر بنيات تقدم خدمات اجتماعية وتربوية وطبية.

واليوم يتجسد هذا المنحى في إعطاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، انطلاقة أشغال إنجاز مركز للقرب للتكفل بالأطفال ذوي العجز الحركي الدماغي، سينجز بحي النهضة بمدينة الرباط، في مبادرة تعكس مدى العناية الكبرى التي يوليها جلالة الملك للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويأتي إحداث هذا المركز من منطلق الوعي بضرورة تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وإدماجهم الفاعل في النسيجين المجتمعي والتربوي وضمان حصولهم على مختلف أشكال الدعم والمواكبة النفسية، حيث شهدت السنوات الأخيرة إحداث العديد من البنيات المندمجة التي تتيح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، الاستفادة من خدمات تتلاءم مع وضعيتهم وتيسر لهم ولوج الخدمات الاجتماعية الأساسية، شأنهم في ذلك شأن باقي الأطفال الأسوياء، بما يتيح إدماجهم السلس في محيطهم المجتمعي والأسري وتمكينهم من اكتساب الآليات التي تسمح لهم بتعزيز ثقتهم في قدراتهم الذاتية وتنمية حس المسؤولية لديهم.

وهكذا سيشكل المركز الذي رصدت له اعتمادات قدرت ب 5 ملايين درهم، إطارا ملائما سيعمل على توفير التكفل الاجتماعي والنفسي والطبي للأشخاص ذوي الإعاقة، لاسيما الأطفال، ومصاحبة وتتبع اندماجهم، وتنظيم أنشطة تتيح تفتحهم، فضلا عن توجيه وتأطير آبائهم وأوليائهم والجمعيات العاملة في هذا المجال.

وسيوفر هذا المركز الذي يعد ثمرة شراكة بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ومجلس عمالة الرباط، للمستفيدين منه، خدمات للفحص والعلاجات، وإعادة التأهيل والترويض الطبي، والتربية والتكوين، والتكفل الوظيفي بالاختلالات في النطق والعظام والحركية.

ولعل ما يميز البرامج المعتمدة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، إيلاء أهمية خاصة لمجال التكوين المهني، لاسيما من خلال رصد برنامج خاص لفائدتهم يهم الإنجاز التدريجي لعشرة مراكز يتولى مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل تدبيرها عبر جميع أنحاء المملكة، والتي ستوفر تكوينات تستجيب لمختلف أشكال الإعاقة مع الأخذ بعين الاعتبار أولوية هذه الشريحة في ولوج سوق الشغل.