جرأة عبد الرحمان باكو تخرج الفن الكناوي من الظل إلى رحاب العالمية
الصويرة- إذا كان الفن الكناوي يتألق اليوم تحت أضواء المنصات الكبرى ويحتك بالموسيقى العالمية، فإن الفضل في ذلك يعود، في جزء منه، إلى الراحل “المعلم” عبد الرحمن كيروش، المعروف بباكو، الذي ساهم بجرأته في إخراج الفن الكناوي من الظل.
ففي أواخر ستينيات القرن الماضي، حينما كانت الصويرة مدينة صغيرة، تقع بعيدا عن الطرق الرئيسية، تخضح بشكل كامل لحركة الهيبي. كان الشاب باكو، الذي أصبح بعد ذلك عضوا في المجموعة الأسطورية ناس الغيوان، قد كشف أمام جمهور متعدد الجنسيات عن الموسيقى الكناوية والطقوس المصاحبة.
وقال الباحث الصويري والأنتروبولوجي، عبد القادر منا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “هذا هو باكو، أول من أخرج الكناوي إلى الجمهور، ليخرق بذلك الطقوس الكناوية، التي كانت منحصرة على مستوى الزاوية”.
وأضاف الباحث أن “المعلم باكو، أخرج أيضا (اطبيكة) والآلات الموسيقية الأخرى وذهب مع فرقته المسرحية ليخرق مرة أخرى المقدس الكناوي، لأن الأمر كان أمام جمهور أجنبي وغير مسلم”، مسجلا أن الصويرة “هي المدينة الوحيدة بالمغرب التي أقام فيها كناوة مكانا للعبادة (زاوية سيدنا بلال)، لأن الكناويين كانوا يمارسون، في تلك الفترة، هذه الطقوس بمنازلهم أو في بيت الشخص الذي يرغب في العلاج”.
وأشار الباحث إلى أن “هذه الفترة كانت بداية انفتاح كناوة على العالم. وسيزيد هذا الانفتاح حينما التقى الفنان باكو مع الفنان الأمريكي الشهير جيمي هندريكس، حيث نظمت ليلة كناوية”.
غير أن القصة لن تكتمل هنا، فبالإضافة إلى اكتشاف الفن الكناوي بفضل شجاعة باكو، ظهر رجل شاب رهيف الإحساس في الإنتاج الموسيقي، وهو جورج لاباساد، والذي كشف للعالم، بفضل الالتزام بالعمل والبحث، إلى جانب العديد من الشباب الصويريين، من بينهم عبد القادر منا، الكنوز الثقافية لمدينة الصويرة.
وأكد عبد القادر منا أن جورج لاباساد، الذي قدم إلى مدينة الصويرة حوالي سنتي 1967-1968، كان يميل من خلال أبحاثه السابقة إلى الاهتمام بالتراث الثقافي للمدينة وخاصة كناوة، مبرزا أنه “بفضل أعماله وأبحاثه الجادة في مجال الكتابة والنشر، التي استمرت طيلة 20 سنة، ساهم الباحث الفرنسي في شهرة الفن الكناوي بشكل كبير”.
وأضاف الباحث أن “كناوة، الذين كانوا مهمشين بشكل تام، حيث لم يكن أحد يهتم بهم، وكانوا يقتصرون على ممارسة طقوس غامضة إلى حد ما على مستوى الزاوية، أصبحوا معروفين في مختلف أرجاء العالم”، مضيفا أن “هذه الشهرة رسخت في الأذهان على أن الصويرة هي مدينة كناوة”.
وبعدما خلق هذا العمل الأكاديمي جدلا حول قيمته، تابع باكو، صاحب آلة الهجهوج (آلة موسيقية إيقاعية لكناوة)، مسيرته الفنية في أماكن أخرى لتحرير الفن الكناوي.
وقد عرفت السنوات، التي انضم خلالها باكو إلى مجموعة ناس الغيوان، نجاحا كبيرا حيث استخدم الموسيقى الكناوية لدى هذه المجموعة الأسطورية، وساهم في منح الحركة الغيوانية بعدها الإفريقي.
(إعداد: علي رفوح)
اقرأ أيضا
الاستثمار في الشباب ضرورة ملحة لمستقبل الصناعة المغربية (السيد مزور)
أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، ضرورة الاستثمار في الشباب لضمان مستقبل مزدهر للصناعة المغربية.
أكادير تستضيف الاجتماع التشاوري الجهوي الأول حول خارطة طريق التجارة الخارجية 2025
انعقد اليوم الثلاثاء بأكادير، الاجتماع التشاوري الجهوي الأول حول إعداد خارطة طريق التجارة الخارجية للفترة 2025-2026.
مجلس المستشارين يصادق بالأغلبية على مشروع القانون المتعلق بالصناعة السينمائية وإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي
صادق مجلس المستشارين خلال جلسة تشريعية عقدها اليوم الثلاثاء، بالأغلبية، على مشروع القانون رقم 18.23 يتعلق بالصناعة السينمائية وإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي.
أخبار آخر الساعة
-
الاستثمار في الشباب ضرورة ملحة لمستقبل الصناعة المغربية (السيد مزور)
-
أكادير تستضيف الاجتماع التشاوري الجهوي الأول حول خارطة طريق التجارة الخارجية 2025
-
مجلس المستشارين يصادق بالأغلبية على مشروع القانون المتعلق بالصناعة السينمائية وإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي
-
انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة ال20، فرصة لتسريع مسلسل التنمية في إفريقيا (سفير)
-
التعاون الأمني مع المغرب “كان حاسما” في تفكيك خلية إرهابية (الشرطة الإسبانية)
-
تمكين النساء: اختتام مشروع “دارنا” بمكتسبات مهمة
-
الوزيرة الأولى بجمهورية الكونغو الديموقراطية تشيد بالعلاقات المتميزة القائمة بين بلادها والمغرب وتدعو إلى تعزيزها
-
الجهات التنظيمية للقطاع المالي تولي أهمية خاصة للمخاطر المناخية (السيد الجواهري)