آخر الأخبار
بنسعيدي و”موت للبيع” خارج الحدود: ترحيب نقدي فرنسي.. وشهادة “المعلم” سكورسيزي

بنسعيدي و”موت للبيع” خارج الحدود: ترحيب نقدي فرنسي.. وشهادة “المعلم” سكورسيزي

الجمعة, 30 أغسطس, 2013 - 10:34

بقلم نزار الفراوي

الرباط – بعد مرور أزيد من سنتين على إنتاجه، يتذوق المخرج المغربي فوزي بنسعيدي طعم النجاح والاعتراف بالقيمة الإبداعية لفيلمه “موت للبيع”، خارج الحدود، وهو يخوض مغامرته الفرنسية في القاعات، ويتوج في مهرجان أنغوليم، ثم وهو ينتزع شهادة اعتراف من صانع سينما كبير، هو الأمريكي مارتن سكورسيزي.نجاحات متزامنة تكافئ مسارا سينمائيا متميزا لفنان يحظى بتقدير خاص في المشهد السينمائي الوطني، نظير عمقه الفكري ونضج لغته السينمائية وأصالة رؤيته التعبيرية التي انتزعت ترحيبا خاصا من لدن أرفع المحافل النقدية في فرنسا، فضلا عن استقبال جماهيري جيد في القاعات التي خرج إليها الفيلم منذ 21 غشت الجاري.
في حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء، بدا فوزي بنسعيدي سعيدا بالمواكبة النقدية التي حفلت بها الصفحات المتخصصة لعدد من الصحف والمواقع الفرنسية، والتي مكنت الفيلم من تعزيز حضوره في القاعات للأسبوع الثاني. وقال إن جائزة الإخراج التي حصل عليها في مهرجان أنغوليم ساعدت على تحقيق هذا التواجد المشرف، مشيرا الى أن قاعات فرنسية أخرى تطلب عرض الفيلم.
أما مبلغ اعتزاز المخرج المغربي بهذا الترحيب النقدي في وسط مهني معروف بصرامته وجديته، فيكمن في ما ذهبت إليه بعض القراءات من الاعتراف لفيلم “موت للبيع” بتقديم إضافة فنية نوعية في جنس الأفلام السوداء والبوليسية. ليس الفيلم تجريبا إذن للعب في هذا المدار، بل رؤية خاصة بلغة وأدوات فنية راسخة تعطي نفسا جديدا لهذا النوع من الأفلام، المشتغلة على العوالم السفلى للمدن، على غرار ما قامت به السينما الآسيوية بداية التسعينيات من القرن الماضي.
يصف الناقد فانسان أوستريا فيلم “موت للبيع” في مقال على (ليزانروك) بأنه “مين ستريت” مغاربي، في إشارة الى أحد أبرز أعمال المخرج مارتن سكورسيزي. يرى الناقد أن فيلم المخرج الذي برزت موهبته في أعمال سابقة يجمع بين عملية إخراجية ذكية وملهمة واستخدام رائع للمشهد الحضري ورسم مركب للحياة الاجتماعية.
نفس الناقد يكتب في صحيفة (لومانيتي) يوم 26 غشت منوها باللمسة الفنية في صنع المشهد البصري، بما يضاهي أفضل أفلام الحركة الأمريكية، دون السقوط في الطابع الفرجوي الاستعراضي. يتوقف عند مجموعة من الأدوار الصغيرة المصاغة بدقة وعناية (على غرار دور الشرطي الذي يجسده المخرج نفسه)، ليخلص إلى الإعجاب “بفسيفساء سينمائية نطمح إلى مشاهدتها في السينما الفرنسية، حيث يتم التركيز غالبا على الحوار ونسيان النسيج الإنساني والرؤية الشاملة”.
وتحت عنوان مثير “بنسعيدي يجدد الفيلم الأسود”، وصف رومان دوفيد، في مقال نشره موقع (تو لوسيني.كوم)، يوم 22 غشت، فيلم “موت للبيع” بأنه أحد أبرز نجاحات هذا الصيف في فرنسا، مشيدا على وجه الخصوص بجودة التوضيب وتألق الطاقم التمثيلي، فضلا عن الجمالية البصرية المتميزة.
كما حظي الفيلم باهتمام خاص من لدن المنبر الشهير “دفاتر السينما”، بقلم فانسان مالوسا، الذي اعتبر بنسعيدي إلى جانب ليلى كيلاني في طليعة المبدعين السينمائيين الذين أنجبهم المغرب خلال العشرية الأولى للقرن. إنها قصة “كلاسيكية” ترسم مسارات شباب مغاربة تتجاذبهم تيارات الطموح الجارف وخطر التطرف ومدارات الحب، لكن “قوة المخرج تكمن في الأسلوب والتحكم في الأدوات، بما يتيح له تشكيل بانوراما غنية متنوعة الألوان والجرعات”.
وعلى أهمية هذا الالتفاف الدافئ لجمهرة من النقاد الفرنسيين حول الفيلم، فإنه قد لا يبث في قلب فوزي بنسعيدي ذات القدر من السعادة المتأتية من اعتراف “معلم” كبير في السينما العالمية، وأيقونة خاصة في جنس الأفلام السوداء، من حجم الأمريكي المخضرم مارتن سكورسيزي.
“إنها التفاتة تنم عن سخاء بلا حدود ودرس في تواضع الكبار، أن يخصني أحد سادة السينما العالمية برسالة إعجاب بالفيلم”، يقول فوزي بنسعيدي. أكثر من ذلك، لقد وافق مارتن سكورسيزي على وضع بصمة دعم خاصة للفيلم بتوقيع عبارة تفتح شهية الجمهور للمشاهدة، على ملصق الدعاية.
لا يخفي فوزي بنسعيدي حالة الانتشاء الخاصة التي يعيشها إثر هذه الشهادة من مخرج “تاكسي درايفر” وتطلعه إلى اللقاء به، قائلا “ستكون لحظة كبرى في حياتي”.
ويبدو أن حظ السينما المغربية جيد مع المخرج المتوج بالأوسكار، سكورسيزي، الذي سبق أن تبنى فيلم “الحال” لأحمد المعنوني ضمن مشروعه الفريد لترميم أفلام من التراث السينمائي العالمي.
فيلم “موت للبيع”، الذي حصد الجائزة الكبرى لمهرجان تطوان المتوسطي في دورته الخامسة عشر، يقتفي مصائر ثلاثة شبان مغاربة، يواجهون بدرجات متفاوتة حالات من الضياع في فضاءات ليل مدينة تطوان (شمال المغرب). يتورط بطل الفيلم “مالك” في صداقة خطيرة مع رفيقيه، تتخللها حياة مجون وتشرد وعمليات سرقة للحصول على المال. يجتمع الثلاثة على تنفيذ عملية أخيرة فاشلة، ليخسر كل واحد منهم كل شيء.
تخرج بنسعيدي المولود في مدينة مكناس عام 1967، من المعهد العالي للفن الدرامي والتنشيط الثقافي عام 1990. واصل دراساته في فرنسا حيث نال الماجستير في المسرح من جامعة باريس، كما انضم إلى المعهد الوطني العالي للفن الدرامي بالعاصمة الفرنسية.
ووقع المخرج على موهبة واعدة منذ فيلمه القصير “الحافة”، ثم فيلمه الطويل “ألف شهر”، قبل أن يحقق انعطافة نوعية أخرى بفيلمه “يا له من عالم رائع”.
فوزي بنسعيدي في “موت للبيع” وما بعده، تجربة فنية تعد بفصول جديدة من قصة عطاء إبداعي تحتاجه السينما المغربية في طريقها الطويل نحو التميز والازدهار.

اقرأ أيضا

الاستثمار في الشباب ضرورة ملحة لمستقبل الصناعة المغربية (السيد مزور)

الثلاثاء, 26 نوفمبر, 2024 في 20:42

أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، ضرورة الاستثمار في الشباب لضمان مستقبل مزدهر للصناعة المغربية.

أكادير تستضيف الاجتماع التشاوري الجهوي الأول حول خارطة طريق التجارة الخارجية 2025

الثلاثاء, 26 نوفمبر, 2024 في 20:36

انعقد اليوم الثلاثاء بأكادير، الاجتماع التشاوري الجهوي الأول حول إعداد خارطة طريق التجارة الخارجية للفترة 2025-2026.

مجلس المستشارين يصادق بالأغلبية على مشروع القانون المتعلق بالصناعة السينمائية وإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي

الثلاثاء, 26 نوفمبر, 2024 في 20:24

صادق مجلس المستشارين خلال جلسة تشريعية عقدها اليوم الثلاثاء، بالأغلبية، على مشروع القانون رقم 18.23 يتعلق بالصناعة السينمائية وإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي.