بدون اعتماد آلية للتعويض فإن نظام ( راميد ) يهدد استمرارية ودوام الخدمات الطبية التي يقدمها المركز الاستشفائي الجامعي بفاس

بدون اعتماد آلية للتعويض فإن نظام ( راميد ) يهدد استمرارية ودوام الخدمات الطبية التي يقدمها المركز الاستشفائي الجامعي بفاس

الثلاثاء, 6 أغسطس, 2013 - 12:41

فاس – أكد السيد خالد أيت الطالب المدير العام للمركز الإستشفائي الجامعي بفاس أن نظام المساعدة الطبية ( راميد ) يهدد بشكل فعلي استمرارية ودوام العلاجات والخدمات التي يقدمها هذا المركز الإستشفائي الجامعي إذا لم تقم الدولة وبشكل استعجالي بوضع نظام للتعويض أو آلية للموازنة .

وأوضح السيد ايت الطالب ، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء ، أن نظام المساعدة الطبية ( راميد ) سيؤثر بشكل كبير على جودة التكفل بالمرضى إذا لم تبادر الحكومة وفي أقرب الآجال إلى اعتماد نظام لتمويل هذا النظام ومنح تعويض للمراكز الاستشفائية الجامعية والمستشفيات وغيرها من المؤسسات الصحية الأخرى .

وقال إن القيمة المالية للخدمات الصحية والعلاجات التي قدمها المركز الاستشفائي الجامعي بفاس خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية لفائدة المرضى الذين يستفيدون من نظام المساعدة الطبية ( راميد ) بلغت حوالي 97 مليون درهم ، مشيرا إلى أن هذا المبلغ مرشح للارتفاع خلال الأشهر القادمة ليصل إلى 200 مليون درهم مع نهاية السنة مع العلم أن ميزانية المركز الاستشفائي الجامعي لفاس برسم سنة 2013 لا تتعدى 347 مليون درهم منها 200 مليون درهم مخصصة للتسيير .

وأكد على أن مداخيل العلاجات والخدمات التي يقدمها المركز ” هي التي تضمن استمرارية ودوام هذه الخدمات ” .

ويرى السيد أيت الطالب ان نظام ( راميد ) هو في العمق عبارة عن ” تأمين صحي للفقراء ” وبالتالي فإن المستشفى ” غير مطالب بالتكفل بهذا التأمين ” على اعتبار أن المستشفيات ” هي مؤسسات استشفائية تقدم خدمات صحية وعلاجات وعليها أن تحصل على مقابل نظير هذه الخدمات كما هو الشأن في مختلف الدول”.

وذكر المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي بفاس أنه وقبل نظام ( راميد ) كان هناك ما يعرف ب ” شهادة الاحتياج ” والتي كانت تسمح للفقراء الحاصلين عليها من الاستفادة من الخدمات العلاجية التي تقدمها المستشفيات وذلك مقابل مساهمات مادية رمزية .

و كد على أن ” هذه المساهمة المادية الرمزية هي التي كانت تساهم في تحسين والرفع من الموارد المالية الخاصة بالمركز الاستشفائي الجامعي وبالتالي تضمن استمرارية الخدمات التي يقدمها ” .

وتابع ” لكن وبعد اعتماد نظام ( راميد ) اختفت هذه المساهمة المادية الرمزية مما أثر بشكل سلبي على الموارد المالية وعلى مداخيل المركز الاستشفائي الجامعي ” .

لكل هذه الأسباب يؤكد السيد أيت الطالب على ضرورة الاتجاه نحو التفكير وبطريقة استعجالية في اعتماد نظام لتعويض المستشفيات عن الخدمات الطبية والصحية التي تقدمها لفائدة المرضى الذين يستفيدون من بطائق ( راميد ) .

ومن جهة أخرى ، عبر السيد أيت الطالب عن أسفه ل ” الضغط الكبير ” الذي يعاني منه المركز الاستشفائي الجامعي بفاس بالنظر لشساعة الرقعة الجغرافية التي يغطيها والتي تضم ساكنة تقدر بحوالي أربعة ملايين نسمة .

كما فند كل الانتقادات الموجهة للمركز حول ” سوء التنظيم ” و” آجال الانتظار الطويلة الأمد من اجل الاستفادة من خدمات المستعجلات الطبية ” مشيرا إلى أنه ” بالفعل هناك مشاكل تتعلق بمسألة التكفل بالمرضى على مستوى المستعجلات وذلك بسبب العدد الكبير من المرضى الذين يفدون على هذه المصلحة يوميا رغم كل الجهود المبذولة لتحسين مستوى الاستقبال ” قبل أن يعترف ” صحيح أننا في كثير من الأحيان نجد أنفسنا متجاوزين ولا نستطيع أن نلبي كل الطلبات ” .

وقال إن قسم المستعجلات استقبل خلال سنة 2012 ما مجموعه 73 ألف و 383 ” وهو عدد كبير ” مضيفا أن المرضى الذين توافدوا خلال هذه الفترة على قسم المستعجلات ينتمون لكل المناطق والمدن المغربية كفاس وبولمان وتاونات والحسيمة ووجدة وورزازات وفكيك وبوعرفة وغيرها .

وأبدى تخوفه من أن يتحول المركز الاستشفائي الجامعي بفاس مع هذا الإيقاع المرتفع وتدفق المرضى إلى ” مستشفى كبير للمستعجلات الطبية ” ، مشيرا إلى أنه وأمام ارتفاع الطلب على الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسة الاستشفائية فإن المركز الاستشفائي الجامعي بفاس الذي لا تتعدى طاقته الإيوائية 1000 سرير تدخله سنويا 29 ألف حالة ترقد بهذا المستشفى وتتلقى علاجاتها .

ورغم هذه الإكراهات فإن المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي بفاس يبدي ارتياحه للعمل الذي تقوم به هذه المؤسسة الاستشفائية الجامعية والخدمات التي تقدمها للمرضى وكذا في ميدان البحث العلمي على الصعيد الوطني .

وقال إن المركز عزز المكتسبات التي تحققت خلال السنوات القليلة الماضية من خلال إنجازات طبية وجراحية كبيرة ومهمة تم القيام بها داخل المركز وخلفت أصداء طيبة سواء داخل المغرب أو بالخارج وكذا من خلال إحداث أقسام ومصالح جديدة ك ( وحدة النوم وحدة العلاجات المكثفة للجهاز التنفسي ) بالإضافة إلى تعزيز ودعم المصالح الموجودة ، مؤكدا أنه وعلى مدى أربع سنوات فقط أنجز المركز 12 عملية جراحية لزرع الكلي .

وبخصوص آفاق هذا المركز أكد السيد أيت الطالب أنه سيتم إحداث مرفق خاص ب ” أبحاث مرض السرطان ” بفاس والذي سيشكل قطبا يضم كل المصالح والأقسام المتخصصة في هذا الداء أي المصالح التي تقدم العلاجات وأقسام الجراحة ووحدات البحث العلمي والطبي بالإضافة إلى ” دار الحياة ” . كما سيعمل المركز على تطوير التخصصات الطبية الدقيقة من خلال إحداث مراكز للتميز في مختلف التخصصات .

يشار إلى أن الطاقم الإداري والطبي للمركز الاستشفائي الجامعي بفاس يتكون من 2248 شخصا من ضمنهم 721 طبيبا و 1159 ممرضا ، كما يتوفر المركز على آليات ومعدات تقنية حديثة تجعل من هذا المركز حسب مديره العام أحد أهم المستشفيات على الصعيد الوطني من حيث المعدات التكنلوجية الحديثة .

أجرى الحديث محمد التوزاني

اقرأ أيضا

طوكيو: السيد زيدان يسلط الضوء على المؤهلات التي يزخر بها المغرب كوجهة مميزة للاستثمارات

الثلاثاء, 26 نوفمبر, 2024 في 13:55

أبرز الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، بطوكيو، المؤهلات التي يزخر بها المغرب كوجهة مميزة للاستثمارات وفرص الأعمال.

البرتغال.. انطلاق أشغال المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات بمشاركة المغرب

الثلاثاء, 26 نوفمبر, 2024 في 12:59

انطلقت، اليوم الثلاثاء ببلدة كاشكايش البرتغالية، أشغال المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات، وذلك تحت شعار “متحدون في السلام: استعادة الثقة وإعادة تشكيل المستقبل”، بمشاركة المغرب.

الرباط .. تقديم كتاب “إسماع صوت إفريقيا .. أعظم مقتطفات خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس”

الثلاثاء, 26 نوفمبر, 2024 في 10:23

تم، يوم الاثنين بالرباط، تقديم كتاب “إسماع صوت إفريقيا : أعظم مقتطفات خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، لمؤلفه بيتر بانيين أنمان، وذلك خلال حفل احتضنه متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.