المهدي فاريا.. رحيل قائد ملحمة كأس العالم 1986 بالمكسيك

المهدي فاريا.. رحيل قائد ملحمة كأس العالم 1986 بالمكسيك

الثلاثاء, 8 أكتوبر, 2013 - 18:26

الرباط – بعد أربعة أيام على إطلالته خلال مباراة تكريمية أقيمت على شرفه، يوم الجمعة الماضي بملعب طنجة الكبير، بين قدماء المنتخب الوطني لسنة 1998 ونظرائهم من ريال مدريد الإسباني، أسلم قائد ملحمة كأس العالم 1986 بالمكسيك، المدرب الأسبق للمنتخب الوطني المهدي فاريا، روحه إلى بارئها بعد مشوار حافل من الإنجازات الكروية، خاصة مع المنتخب الوطني وفريق الجيش الملكي.

يعد فاريا، المدرب البرازيلي الذي أضحى مغربيا روحا وعشقا، من أنجح الأطر التقنية التي أشرفت على كرة القدم الوطنية، إلى جانب الفرنسي غي كليزو الذي يتقاسم معه عددا من الجوانب، منها ما هو وجداني كعشق المغرب والمغاربة والتطبع بطباعهم، ومنها ما هو رياضي صرف من خلال إشرافهما المزدوج على فريق الجيش الملكي والمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم.

ويظل المهدي فاريا، الذي كان يحظى بتقدير كبير من قبل جلالة المغفور له الحسن الثاني، هرما كبيرا أعطى الكثير للكرة المغربية وساهم في بلوغها العالمية، وإن لم يتمكن من حيازة أي لقب مع المنتخب المغربي، إلا أنه ساهم في بروز جيل ذهبي فاقت شهرته كل الحدود، ونال خلالها محمد التيمومي وبادو الزاكي الكرة الذهبية على التوالي في سنتي 1985 و1986.

وبدأ الراحل فاريا أو (خوسي فاريا قبل أن يشهر إسلامه)، المزداد في 26 أبريل 1933 بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، مسيرته الكروية بفريق فلومينينسي البرازيلي الذي لعب له لمدة طويلة وظل مخلصا لناديه الأصلي. وبعد اعتزاله اللعب دوليا ومحليا، دخل عالم التدريب في سن 45 سنة من خلال إشرافه على تدريب صغار ناديه الأصلي فلومينينسي لموسم واحد (1978-1979)، غير أنه لم يكد ينه موسمه حتى اختار الهجرة للإشراف على تدريب نادي السد القطري خلال الفترة الممتدة من 1979 إلى غاية 1982، ثم تدريب منتخب قطر لأقل من 19 سنة لفترة وجيزة خلال سنة 1982 .

سعد أبو الدهاج

لكن نقطة التحول الكبرى في مسيرة هذا المدرب المقتدر بدأت حينما غير الوجهة نحو القارة الإفريقية، وبالضبط في اتجاه فريق الجيش الملكي خلال الفترة الممتدة من سنة 1983 إلى غاية 1989 ، إذ فاز معه بألقاب عديدة، منها البطولة الوطنية مرتين خلال سنتي 1984 و 1987 ، وكأس العرش ثلاث سنوات متتالية (1984- 1985- 1986) ثم كأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1985 ، وهو إنجاز غير مسبوق حققه هذا المدرب مع جيل ذهبي ضم بالخصوص التيمومي وخيري ولمريس ولغريسي وهيدامو واحسينة ودحان وشيشا وغيرهم، حيث كان الفريق العسكري أول ناد مغربي يتمكن من الظفر بهذه الكأس ويضع حدا لسيطرة الأندية المصرية على هذه المنافسات القارية في فترة الثمانينات.

مسيرته الناجحة مع الفريق العسكري قادته للإشراف على المنتخب الوطني منذ سنة 1983 مع البقاء في دكة احتياط الفريق العسكري ، إذ كانت أول محطة له الالعاب الأولمبية التي أقيمت في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1984 والتي تميزت بمشاركة رائعة اعتمد خلالها هذا المدرب القدير والمتواضع اللمسة البرازيلية التي تبقى أقرب الى الكرة المغربية المعتمدة بدورها على الفرجة.

كما ساهم الراحل في تأهيل “أسود الأطلس” للأدوار النهائية للكؤوس الإفريقية في عدة مناسبات، وإحراز المرتبة الرابعة في نهائيات كأسي إفريقيا بمصر 1986 وبالمغرب 1988 .

ويظل الإنجاز الأبرز للراحل المهدي فاريا رفقة “أسود الأطلس” هو التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي أقيمت بالمكسيك سنة 1986 ، عندما تمكن المنتخب الوطني من إحراج فرق ذات صيت دولي كالمنتخب البولوني والإنجليزي، وتصدره لمجموعته بعد فوز كبير على منتخب البرتغال بحصة لا تقبل الجدل (3-1)، ليضمنوا تأهلهم للدور الثاني في سابقة عربية وإفريقية قبل أن ينهزموا بصعوبة وفي اللحظات الأخيرة من المباراة أمام منتخب ألماني تمكن من احتلال مركز الوصافة خلال المسابقة ذاتها.

وعاد الراحل إلى تدريب فريق الجيش الملكي من سنة 1990 إلى 1992 ، ثم أشرف بعد ذلك على تدريب فريق أولمبيك خريبكة موسم 1995/1994 ومن بعده المغرب التطواني، إلى أن اعتزل التدريب.

وتجدر الإشارة إلى أن الراحل اعتنق الديانة الإسلامية، كما سبق أن نال أوسمة ملكية سامية، وقد عاش مراحل حياته الأخيرة أوضاعا صحية حرجة.

 

اقرأ أيضا

ميناء طنجة المتوسط.. حجز أزيد من 19 ألف قرص طبي مخدر (مصدر أمني)

الأربعاء, 27 نوفمبر, 2024 في 13:01

تمكنت عناصر الأمن الوطني والجمارك العاملة بميناء طنجة المتوسط، صباح اليوم الأربعاء، من إجهاض محاولة للتهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية، وحجز ما مجموعه 19 ألفا و50 قرصا طبيا مخدرا، كانت على متن شاحنة للنقل الدولي قادمة من إحدى الدول الأوروبية.

مغارة الحمام بتافوغالت ببركان.. كنز أثري وعلمي يستهوي الباحثين

الأربعاء, 27 نوفمبر, 2024 في 12:39

ظلت مغارة الحمام، التي تقبع بين جبال بني يزناسن، الواقعة بجماعة تافوغالت بإقليم بركان، تستهوي الباحثين، خلال السنوات الماضية، بما تحتويه من كنوز أثرية وعلمية، قبل أن يكتشفوا بها أقدم استخدام للأعشاب الطبية في العالم.

تحالف الحضارات.. “تحت قيادة جلالة الملك، لم يقتصر المغرب على الإشادة بالحوار، بل جسده على أرض الواقع” (السيد بوريطة)

الأربعاء, 27 نوفمبر, 2024 في 11:27

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، أن المغرب، من خلال خياراته وأفعاله، يرسم مسارا متميزا وتجربة فريدة، تمثلان مصدر إلهام لتحالف الحضارات وأعضائه، مسجلا أنه “تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لم يقتصر المغرب على الإشادة بالحوار، بل جسده على أرض الواقع”.