المخرج نبيل لحلو : فيلم “شوف الملك في القمر” يستلهم التاريخ الوطني وفيه بعض مني

الرباط- (أجرى الحوار: سعيد الرفاعي) – قال المخرج نبيل لحلو إن فيلم “شوف الملك في القمر”، الذي تم عرضه يوم الأربعاء في سينما الفن السابع بالرباط ، يستلهم التاريخ الوطني منذ سنة 1905، وفيه أيضا بعض من طفولته وذكرياته عن مرحلة من المراحل التي مر بها المغرب.وأضاف لحلو، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش العرض الخاص لفيلمه الجديد (120 دقيقة)، أنه حافظ فيه، في إطار التجديد وتطوير أدواته الفنية، على الأسلوب الفني المعروف عنه والقائم على التبسيط المتعمد دون السقوط في الإسفاف والابتذال، وذلك بهدف الوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور مع حثه على التفكير والتحليل، وربط الوقائع.

وأشار المخرج المغربي إلى أنه حاول على مدى تاريخه الإبداعي الطويل أن ينجز أعمالا تحترم ذكاء المتلقي وقدرته على الفهم واستيضاح المعاني والرموز التي تحفل بها أفلامه، دون أن يحبس نفسه في برج عاجي يتعالى على الجمهور فيستعصي عليه بالتالي فهمه.

ومن جهة أخرى، رأى نبيل لحلو أن فيلمه الجديد “شوف الملك في القمر”، الذي كتبه وأخرجه بنفسه وتشاركه الممثلة صوفيا هادي في أداء عدد من أدواره فتاة وامرأة وعجوزا تبعا لمجريات الفيلم، ليس سيرة ذاتية، لكن فيه شيئا من ذكرياته خلال مرحلة الطفولة وكذا من معايشاته وقراءاته ومذكراته، فعين الطفل في الفيلم، على غرار عدسة الكاميرا، ترى وتلاحظ وتسجل.

وبخصوص الموسيقى التصويرية، أفاد لحلو بأنه يسعى للحفاظ على المهنية من خلال الاستعانة بموسيقيين مغاربة محترفين، فقد استعان في هذا الفيلم بالفنان يونس مكري الذي أنجز موسيقى مطابقة لوقائعه التاريخية ولمساته الفنية بعدما استعان به ممثلا في فيلمه (إبراهيم ياش)، كما استعان في فيلمه السابق (ليلة القتل) بالموسيقار عبد الوهاب الدكالي.

وقال إنه سعى في هذا الفيلم، الذي سيتم عرضه تجاريا في 9 أكتوبر القادم، إلى أن يلقي نظرة على تاريخ المغرب، ويلمس مواطن الخلل، ويلقي حجرا في البركة الراكدة، مشيرا إلى أنه يحاول القيام بواجبه كمواطن دون أن يرتكز إلى أي هيئة سياسية، إلا أنه يريد من كل الهيئات أن تقدم مساندتها ودعمها ولا تتخلف عن الحضور.

وعن سؤال حول ميزانية الفيلم، قال نبيل لحلو إن لجنة الدعم “لم تمنحه سوى ثلاثة ملايين درهم” فيما صور في 12 مدينة مختلفة في المغرب، مشيرا إلى أنه كان سيقوم بتصوير شخصيات وأحداث تاريخية (معركة أنوال مثلا) عوض الاكتفاء بالإشارة إليها والاستعانة بممثلين آخرين لو كانت الميزانية المخولة له كافية.

وقد انطلق الفيلم، في تداخل وتشابك فني متعمد إذ لا تسير الأحداث في خط أفقي مستقيم، من فترة حرب الريف ضد الإسبان والفرنسيين بقيادة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، ففترة الاحتلال الفرنسي والمقاومة المغربية، قبل أن ينتقل إلى أحداث عرفها المغرب في السبعينيات وغيرها.