المبادرة الملكية بإقامة مستشفى عسكري بمالي جزء من سياسة شمولية للمغرب لدعم عمل الامم المتحدة والاستقرار بالعالم (تاج الدين الحسيني)

الرباط- قال السيد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق أكدال الرباط، إن مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإقامة مستشفى عسكري ميداني في باماكو بمالي، وكذا إرسال مساعدة إنسانية إلى الشعب المالي الشقيق تعد جزءا من سياسة شمولية للمغرب لدعم عمل الامم المتحدة والمساهمة في إرساء الاستقرار بجميع مناطق العالم.وأضاف السيد الحسيني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بهذه المناسبة أن هذه المبادرة الملكية تدخل في إطار الاستراتيجية الشمولية التي سنها المغرب في إطار سياسته الخارجية على مستوى دعم عمل الامم المتحدة وانتشار الامن والاستقرار على الأصعدة الجهوية والإقليمية والقارية والدولية .

وذكر بإقدام المغرب على مبادرات متعددة منها إقامة مستشفى ميداني متكامل بمخيم الزعتري بالأردن، وبالمبادرات التي قام بها في يوغوسلافيا السابقة (البوسنة والهرسك بالخصوص )، وبالتدخلات ذات الطابع الانساني والتضامني للمملكة بالعديد من دول جنوب الصحراء.

وقال السيد الحسيني إن مالي أصبحت تشكل “بؤرة جد متطورة للنزاعات المسلحة بين المتطرفين والحكومة المركزية خاصة بعد انتخاب الرئيس الجديد واستقرار السلطة الشرعية وانسحاب الفرنسيين”، مضيفا ان المغرب يعتبر نفسه دائما طرفا اساسيا في ما يسمى بعمليات التدخل الانساني من أجل معالجة الاوضاع المستعصية “خاصة وأن الأمم المتحدة سبق لها في إطار الجمعية العامة او مجلس الأمن ان أقرت بمبادئ مسالك الاستعجال الإنساني التي ينبغي أن تفرض من أجل معالجة الحالات الإنسانية بعد الحروب وحتى في حالة الحروب الاهلية وكذلك في إقرار مبدا الاحتياطية الذي يعتبر بمثابة بديل عن عجز السلطة الشرعية عن القيام بدورها في إغاثة المنكوبين ومعالجة الجرحى والمعطوبين في الحروب” .

وأكد أنه انطلاقا من هذه المعطيات، فإن مبادرة المغرب الآن تستحق كل تقدير، موضحا أنها لا تتجه نحو استخدام القوة المسلحة لأهداف ذات طبيعة ردعية أو حتى عدوانية، بل تهدف أساسا الى القيام بأعمال ذات طبيعة إنسانية في الميدان والاقتراب من المعنيين بالأمر من مصابين وجرحى ومعطوبين.

وخلص السيد الحسيني إلى أن هذه السياسة اصبحت الآن تستحق بالفعل كل الثناء من طرف كل المنتديات الدولية، مذكرا بأن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون سبق وأن قدم تهنئة لجلالة الملك وللحكومة المغربية على هذا المستوى من السياسة والدبلوماسية الهادئة التي تهدف الى حفظ السلام والاستقرار.