الأولمبياد الخاص المغربي .. عمل متواصل لتجسيد الإرادة الملكية السامية في النهوض برياضة الأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية

(إعداد: سعد أبو الدهاج) الرباط-  يواصل الأولمبياد الخاص المغربي، الذي تأسس من طرف المرحومة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة في سنة 1994، عمله لتجسيد الإرادة الملكية السامية الرامية إلى النهوض برياضة الأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية في المغرب.وبفضل رعاية المرحومة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة، عرف الأولمبياد الخاص المغربي تطورا ملحوظا في مختلف الأصناف الرياضية، من خلال تنظيم دورات تكوينية للمؤطرين والمدربين والعديد من البطولات والمنافسات، التي مكنت الرياضيين المغاربة من تحقيق أفضل النتائج على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وفي هذا الصدد، قالت السيدة فاطمة حصار، الرئيسة المنتدبة للأولمبياد الخاص المغربي، خلال ندوة صحفية نظمت الخميس الماضي بالرباط وخصصت لتقديم الدورة الثامنة للألعاب الوطنية لفائدة الرياضيين في وضعية إعاقة ذهنية المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بإفران ما بين 25 و29 شتنبر الجاري، إن هذه الدورة الثامنة تعتبر امتدادا للتظاهرات الرياضية التي كانت تنظمها المرحومة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة، مؤسسة الأولمبياد الخاص المغربي.

وهكذا، دأب الأولمبياد الخاص المغربي على إشعاع فلسفة الأولمبياد الخاص بالمملكة، والعمل على توسيع قاعدة الممارسين، وتحفيزهم على ممارسة عدد من الرياضات، وتشجيعهم على إبراز قدراتهم ومؤهلاتهم في هذا المجال، إذ ترتكز فلسفة الأولمبياد الخاص على الاقتناع بأن الأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية يمكن لهم، بواسطة التعليم المناسب والتشجيع المستمر، اكتساب القدرة على المشاركة في الرياضات الفردية والجماعية التي تناسب حاجياتهم.

كما تتجسد مبادئ الأولمبياد الخاص في روح المنافسة والشجاعة والمشاركة والسعادة والقيم الكونية التي تتخطى جميع الحواجز الجغرافية المتمثلة في الجنسية والثقافة والفلسفة والدين والجنس والسن والعرق.

ويتوخى الأولمبياد الخاص المغربي مساعدة الأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية على تنمية قدراتهم البدنية والنفسية والاجتماعية من خلال الأنشطة الرياضية، كما يسعى إلى تسهيل إدماجهم في المجتمع، وتحسيس مختلف مكونات المجتمع بحقوقهم، وتحفيز العائلات والمتطوعين والطلبة للمشاركة في مختلف البرامج الرياضية والاجتماعية والتربوية والترفيهية، وتكوين المدربين والمربين لضمان تأطير ملائم للرياضيين في مختلف الأصناف الرياضية.

كما يهدف إلى تسجيل أكبر عدد من الرياضيين في مختلف الأصناف المغربية، والبحث عن الاعتمادات والموارد الضرورية، وتعبئة أكبر عدد من الداعمين والمؤسسات الخاصة لتقديم المزيد من الدعم لبرامج الأولمبياد الخاص المغربي، وتنمية علاقات التعاون مع البرامج الأخرى للأولمبياد الخاص، وإدخال أصناف رياضية أخرى، والمساهمة في تنفيذ استراتيجية الأولمبياد الخاص الدولي 2011-2015.

ويستفيد من برامج وأنشطة الأولمبياد الخاص المغربي الأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية، المنتمون للمراكز الطبية البيداغوجية، والجمعيات والمنظمات المهتمة بالأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية، والأقسام المدمجة لوزارة التربية الوطنية، فضلا عن الأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية غير المنتمين لأية مؤسسة.

وتتمثل المنافسات المنظمة من طرف الأولمبياد الخاص المغربي على الصعيد الوطني في كأس العرش لكرة القدم داخل القاعة (سنويا)، وكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة في كرة القدم داخل القاعة (سنويا)، والألعاب الوطنية (كل سنتين)، والألعاب الجهوية (كل سنتين بمختلف جهات المملكة)، والألعاب المحلية (كل سنتين).

ويشارك الأولمبياد الخاص المغربي في عدد من التظاهرات الدولية كالألعاب العالمية الصيفية والألعاب العالمية الشتوية والألعاب الوطنية لدول أخرى يستدعى لها الأولمبياد الخاص المغربي. أما على الصعيد الإقليمي، فتتم المشاركة في الألعاب الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والألعاب المنظمة من طرف برامج المنطقة.

كما يضم الأولمبياد الخاص المغربي عددا من البرامج الموازية، تضم برنامج العائلات الذي يشمل مرافقة الرياضيين إلى أماكن التداريب، والمشاركة في مختلف حملات التحسيس والإعلام، وتشجيع ودعم الرياضيين خلال المنافسات الرياضية، وتبادل الآراء والتجارب في مختلف المجالات المتعلقة بإدماج الرياضيين في المجتمع.

ويشمل البرنامج الصحي تتبع الوضعية الصحية للرياضيين، وتكوين الفرق الطبية، والإعلام والتربية في الميدان الصحي لكل المجموعات المستهدفة، وتأمين الخدمات الطبية التالية (السمع الصحي، والأعين المفتوحة، والابتسامة الخاصة، والعناية بالأقدام، والتغذية السليمة)، في حين يستهدف برنامج التكوين المربين والحكام والمدربين والمؤطرين والرياضيين والمتطوعين والعائلات والصحفيين والمنسقين الجهويين، كما يشمل إعداد جذاذات ودلائل التكوين وتقييم وتتبع دورات التدريب والتكوين المستمر.

أما برنامج المتطوعين، فيستهدف تأطير الرياضيين خلال الألعاب والتظاهرات الرياضية، والمشاركة في البرامج المتعلقة بالتداريب وتنظيم الألعاب المحلية والجهوية والوطنية، وتعبئة وتحسيس المتطوعين خلال المنافسات الرياضية والأنشطة الموازية، في حين يشمل برنامج الإعلام والاتصال تعميم مبادئ وقواعد حركة الأولمبياد الخاص، وضمان التغطية الإعلامية للتظاهرات الرياضية المنظمة من طرف الأولمبياد الخاص المغربي، وإنجاز منشورات ووثائق إعلامية حول أنشطة الأولمبياد، وتعزيز علاقات التعاون والتواصل مع الصحافة.

وبدوره، يسعى برنامج الأطفال أقل من 8 سنوات إلى إعداد الأطفال في وضعية إعاقة ذهنية لممارسة الرياضة منذ صغر سنهم، وتنمية قدراتهم في مختلف الأصناف الرياضية، في الوقت الذي يهدف فيه برنامج الرياضات الموحدة إلى تكوين فرق مشتركة مكونة من الشباب ولاعبي الأولمبياد الخاص المغربي خلال المنافسات الرياضية والألعاب المختلفة، وتنمية علاقات التعاون والشراكة بين الطرفين.

ومن جانبه، يتوخى برنامج قادة اللاعبين إعداد الرياضيين للقيام بالدور القيادي والناطق الرسمي للأولمبياد الخاص، وتقييم وتتبع الأنشطة المنجزة من قبل قادة اللاعبين، في حين تروم البرامج الأخرى تعزيز العلاقات مع مختلف المؤسسات، وتنمية المبادرات وتنمية الموارد وتنمية برنامج المدارس والشباب.

على صعيد آخر، تربط الأولمبياد الخاص المغربي علاقات تعاون وشراكة مع الأولمبياد الخاص الدولي، تتجسد من خلال مشاركة الأولمبياد الخاص المغربي، في شخص المرحومة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة في أشغال اللجنة الاستشارية والمجلس الإداري للأولمبياد الخاص الدولي، وتوقيع اتفاقية تعاون مع الأولمبياد الخاص الدولي سنة 2010 بخصوص التحضير للمؤتمر العالمي للأولمبياد الخاص، وتنظيم المؤتمر العالمي للأولمبياد الخاص بمراكش سنة 2010 والتي أسفرت أشغاله عن اعتماد الخطة الاستراتيجية للأولمبياد الخاص الدولي 2011-2015.

أما على الصعيد الإقليمي، فيشارك الأولمبياد الخاص المغربي، باعتباره عضوا مؤسسا للأولمبياد الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في تطوير أنشطة الأولمبياد الخاص المنجزة من قبل برامج المنطقة على الصعيد الإقليمي، والتي شملت تنظيم الدورة الثانية للألعاب الإقليمية للأولمبياد الخاص سنة 2000 والبطولة الإقليمية في كرة السلة والدراجات سنة 2012 بالرباط، واحتضان اجتماعين للمجلس الاستشاري الإقليمي للأولمبياد الخاص في كل من الدار البيضاء سنة 2006 وفاس سنة 2008، والمشاركة في مختلف الألعاب الإقليمية التي تنظمها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمشاركة في مختلف اجتماعات العمل التي تنظم على الصعيد الإقليمي وكذا الدورات التكوينية المنظمة في هذا الإطار.

ويعد الأولمبياد الخاص الدولي برنامجا دوليا للتداريب والمنافسات الرياضية الخاصة بالصغار والكبار في وضعية إعاقة ذهنية، تم إحداثه من طرف السيدة يونيس كينيدي شرايفر، شقيقة الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي، كما أنه برنامج معترف به من طرف اللجنة الأولمبية الدولية، ويحظى بالصفة الاستشارية لدى الأمم المتحدة، وينظم كل أربع سنوات الألعاب العالمية الصيفية والألعاب العالمية الشتوية.

ويتكون الأولمبياد الخاص الدولي من سبع مناطق وهي إفريقيا، وأمريكا الشمالية، وآسيا، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأوروبا، والصين، وأمريكا اللاتينية.