آخر الأخبار
الأغنية الدينية: مكانة متنامية في الموسيقي المغربية تصل العصري بالتراثي

الأغنية الدينية: مكانة متنامية في الموسيقي المغربية تصل العصري بالتراثي

الإثنين, 19 أغسطس, 2013 - 12:28

بقلم كوثر كريفي

الرباط – حافظت الأغنية الدينية بالمغرب و بدول أخرى على ألقها على مر العصور، وذلك بفضل الفنانين الذين أقبلوا على هذا النوع من الأغاني الذي استعاد بريقه في السنوات الأخيرة، وكذا بفضل تنظيم مهرجانات خاصة بهذه الأغنية في مختلف المدن المغربية، تصل الرصيد التراثي بأحدث التجارب الموسيقية.
وتتميز الأغنية الدينية عن غيرها من الأنماط، بكلماتها التي تعكس الصورة السمحة للإسلام وتنشد قيم المحبة والسلام والتسامح، وهي تنهل من قاموس ديني وأخلاقي وتدعو إلى تعميق التأمل في عظمة الخالق وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفضلا عن الحضور القوي للأغنية الدينية في نطاق الموروث الفني التقليدي المتمثل في ألوان الطرق والزوايا والرصيد العريق في حقل السماع والنشيد، انصرف فنانون كثر من نجوم الأغنية العصرية الى الاجتهاد في أداء قطع دينية على غرار الراحلين اسماعيل أحمد ومحمد الحياني في رائعة “من ضي بهاك” وعبد الهادي بلخياط الذي شغل الناس بأغنيته الشهيرة “المنفرجة” وأغاني أخرى، ونعيمة سميح التي غنت “يا تواب”، إضافة إلى فنانين آخرين كلطيفة رأفت ومحمود الإدريسي وسميرة سعيد، ممن ساهموا في تشجيع هذه الأغنية بشكلها الحديث لكي لا تبقى محصورة بين الطريقة العيساوية والأناشيد التي تقدمها فرق موسيقية متخصصة في السماع والمديح.
وعن بدايات هذا النوع من الاغاني بالمغرب، يقول  الباحث الموسيقي عبد السلام الخلوفي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الغناء الديني ظهر في مطلع القرن السابع الهجري مع عدد من المتصوفة ومع بداية الاحتفال بالمولود النبوي، مشيرا إلى أنه تم الاهتمام بهذا النوع من الأغاني والحرص على الحفاظ عليه على مر العصور، كما تم ربطه بكل المناسبات خاصة الدينية.
وأضاف الخلوفي أن الأغنية الدينية تتميز حاليا بتنوعها وبحضورها المتميز، موضحا أن الإنشاد الديني وفقا للطريقة التقليدية لا يزال حاضرا بقوة على مستوى الزوايا المغربية ، وبالمقابل يقدم فنانون وملحنون على إنتاج الأغنية الدينية في قالب عصري حديث لتصل إلى أكبر عدد من الجمهور خاصة الشباب.
وأشار الخلوفي إلى أنه يتم تنظيم مهرجانات في المغرب مخصصة بالكامل للأغنية الدينية، خاصة وأنها تعرف إقبالا واهتماما من قبل الشباب، الشيء الذي يساهم في الترويج لهذا النوع من الأغاني الذي أصبح له صدى حتى على الصعيد العالمي.وفي تصريح مماثل، قال الملحن مولاي أحمد العلوي، إن الأغنية الدينية أو الأغنية الصوفية كما يفضل أن يطلق عليها، “تتميز بلون خاص على مستوى كتابة الكلمات فهي تعتمد على الكلمة التي تخاطب العقل والوجدان معا، عكس الأغنية غير الصوفية التي تعتمد بالدرجة الأولى على الإيقاع، حيث لا يلتفت المستمع أحيانا إلى الكلمات وإنما يهتم فقط باللحن والإيقاع”.
واعتبر مولاي أحمد العلوي أن هناك أنماطا متعددة للأغنية الدينية، موضحا أن الملحون والطرب الأندلسي والطرب الغرناطي ألوان موسيقية تناولت مواضيع دينية بقوة، فضلا عن الطائفة العيساوية التي تمسكت بالجانب الصوفي من خلال الموسيقى.
وأشار إلى أن الأغنية العصرية ساهمت في إغناء الأغنية الدينية التي أصبح يقبل عليها الجمهور ويتدولها بشكل يومي و ليس فقط في المناسبات الدينية حيث كانت تقدمها بعض الإذاعات والقنوات كفقرات مخصصة فقط ليوم الجمعة أو الأعياد الدينية وشهر رمضان.وأبرز أن الأغنية الدينية بالمغرب حققت نجاحا كبيرا بفضل ملحنين وفنانين كبار أمثال عبد القادر الراشدي ومحمد بنعبد السلام والعربي الكوكبي وأحمد البيضاوي، مؤكدا على أن لهذا النوع من الأغاني جمهوره وعشاقه خاصة إذا كان العمل الفني المقدم للجمهور متقنا ومبنيا على أسس إبداعية جميلة فإنه يصل بصدق إلى الآخر.
من جهة أخرى يؤكد الكثيرون أن هذا النوع من الأغاني يبقى ظاهرة صحية في مواجهة أغان تحرض على العنصرية والعنف، لذلك قام العديد من الفانين في العالم العربي بإصدار ألبومات مخصصة للأغنية الدينية ومن بينهم الفنانون وائل جسار وتامر حسني ووليد توفيق ، وقد لاقت أعمالهم إقبالا ونجاحا كبيرين.
كما قدم فنانون أجانب هذا النوع من الأغاني وفي مقدمتهم الفنان البريطاني يوسف إسلام (كات ستيفنس) الذي قدم في التسعينيات أغاني دينية وأخرى ذات بعد إنساني نالت إعجاب جمهوره.
وقام فنانون آخرون بتقديم ابتهالات دينية على إيقاعات مختلفة أو إعادة توزيع أغاني دينية شهيرة بأسلوب جديد يجذب المستمعين الشباب.
ويوظف الفنانون في هذه الأغاني مختلف الآلات الموسيقية والتقنيات الحديثة لمخاطبة روح الشباب وتقريب المستمعين من هذا الفن، نموذجهم في ذلك أغاني بعض الفنانين كماهر زين و سامي يوسف، الذين حققا نجاحا كبيرا قارب العالمية.

اقرأ أيضا

تمكين النساء: اختتام مشروع “دارنا” بمكتسبات مهمة

الثلاثاء, 26 نوفمبر, 2024 في 18:25

أقيم، اليوم الثلاثاء بالرباط، حفل اختتام مشروع “دارنا” لتعزيز التمكين الاجتماعي والاقتصادي للنساء في العديد من مناطق المغرب.

الوزيرة الأولى بجمهورية الكونغو الديموقراطية تشيد بالعلاقات المتميزة القائمة بين بلادها والمغرب وتدعو إلى تعزيزها

الثلاثاء, 26 نوفمبر, 2024 في 18:00

أشادت الوزيرة الأولى بجمهورية الكونغو الديمقراطية، جوديث سومينوا تولوكا، اليوم الثلاثاء بالرباط، بالعلاقات المتميزة القائمة بين بلادها والمغرب، داعية لتعزيزها في إطار منطق التعاون جنوب – جنوب.

الجهات التنظيمية للقطاع المالي تولي أهمية خاصة للمخاطر المناخية (السيد الجواهري)

الثلاثاء, 26 نوفمبر, 2024 في 16:59

أكد والي بنك المغرب، ورئيس لجنة التنسيق والإشراف على المخاطر النظامية، عبد اللطيف الجواهري، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن الجهات التنظيمية للقطاع المالي تولي أهمية خاصة للمخاطر المناخية.