أمير المؤمنين يؤدي صلاة الجمعة بمسجد الرياض بالرباط
الرباط – أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، اليوم صلاة الجمعة بمسجد الرياض بمدينة الرباط.وانطلاقا من قول الله تعالى “يـأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ، وأعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون” ، بين الخطيب في خطبتي الجمعة ، ما في هذه الآية من الاقتران بين أمر الله وأمر رسوله، مؤكدا أن كل توجيهات الرسول الكريم مستوحاة من القرآن الكريم نصا وروحا ، كما أن الحياة الحقيقية المقصودة في الآية ليست هي الحياة المشتركة بين البشر والحيوان ، ولكنها حياة تكتسب من جديد وتتحقق بهذا الاتباع لدعوة الله ورسوله.
وأوضح أن هذا الاتباع سيتحقق به للإنسان نوع من الميلاد الجديد في حياة جديدة لا تقف عند الحياة البشرية العادية، بل حياة ناتجة عن ترقية إلى المعنى الإنساني المكتمل بالإيمان مع ما يقتضيه من شروط الشعور الذي نسميه بالوعي، ومن شروط اليقظة التامة والالتزام والحزم واليقين.
وقال الخطيب إن مناسبة هذا التمهيد ما ورد من توجيهات سديدة في خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله حول التعليم بمناسبة الذكرى ال 60 لثورة الملك والشعب، وذلك لأن كل دعوة توزن بميزان الشرع ، فإذا وافقته وصبت في اتجاهه فهي دعوة إلى الإحياء في جانب من جوانب الحياة ، وأي دعوة أحق وأولى من الدعوة إلى النظر في حال التعليم والتعلم بالمغرب، لاسيما وأن الجميع يعلم أن التعليم ليس سبيلا لأفضل أسباب المعاش وحسب، بل هو قبل كل شيء سبيل لمعرفة طريق الحق ومعرفة حقوق الله وحقوق الناس وحقوق العباد.
وأكد أن التنبيهات والتوجيهات التي تضمنها الخطاب الملكي في موضوع التعليم ترصد حالة تستدعي الإحياء، وكل إحياء يتطلب ثلاثة امور أساسية أولها التنبه من الغفلة أو السبات وإدراك مخاطر التراخي ونتائج التقاعس في القيام بالواجب، وثانيها تشخيص مواطن الخلل ومعرفة أسباب التأخر وتخطيط طرق العلاج، فيما يهم ثالثها تحديد المسؤوليات حتى يقوم كل بواجبه في حركة عامة شاملة واضحة ومتكاملة لإحياء التعليم.
فبالنسبة للأمر الاول الذي هو الشعور بخطورة الموضوع، يقول الخطيب، فإن المواطنين أدركوا جميعا، من خلال النطق الملكي في وضوح مضمونه وصراحته المعتادة ولهجته القوية، أن أمتنا تواجه تحديا يأتي في صدارة الاولويات، أما بخصوص التشخيص ومعرفة وسائل العلاج فإن ذلك موكول إلى المختصين ،علما بأن الأمم في قضية التعليم بالخصوص تهتدي بتجارب غيرها وتتجنب تكرار الأخطاء.
وبخصوص تحديد المسؤوليات أوضح الخطيب أن الأسلم والأقرب للصواب هو أن نقتنع بأن التعليم هو مسؤولية الجميع، الدولة والمجتمع، مع التحديد الواضح لمسؤولية كل طرف، مبرزا أن الاطراف الرئيسية في العملية التربوية هي المعلم والمتعلم والبيئة التي يتم فيها التعليم وتؤطره بالقيم والوسائل البشرية والمادية.
وأوضح أن من حق المعلم أن يمكن من التأهيل المطلوب ومن واجبه أن يؤدي واجبه المهني ورسالته التربوية، أما المتعلم فحقه أن يوفر له مقعد في المدرسة وأن يؤطره معلم مؤهل ومن واجبه أن يتكرس بكليته للتعلم، وعليه أن يعلم أن ما تنفقه الدولة في تعليمه دين عليه أمام الله وأمام الوطن، في حين أن بيئة التعليم في المغرب، كما هي في أي بلد آخر، تتكون من الدولة ومن المجتمع بحيث تخصص الدولة من المال للتعليم ما ينبغي تخصيصه ومن واجبها مساءلة نفسها بوسائل مناسبة ومستمرة عن مردودية ذلك الاستثمار المالي والبشري الهائل، أما المجتمع فالطرف الأول فيه هو الأسرة التي يجب عليها أن تحاسب نفسها لأنها مسؤولة عن الأبناء حتى يحق لها بعد ذلك أن تحاسب المدرسة إن ظهر منها ما يستوجب المحاسبة.
وقال الخطيب إن مقام أمير المؤمنين عندما يدعونا ويرشدنا ويوجهنا لما ينفعنا ، إنما يستوحي ذلك من مقام جده عليه الصلاة والسلام حيث قال فيه الله تعالى “لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم”، مؤكدا أن الله تعالى مشفق علينا ورحيم بنا ومن شفقته ورحمته أن وجهنا توجيهات عامة إلى كيفية إيجاد الحلول لمشاكلنا الصغيرة والكبيرة وأن ما ينبغي اجتنابه في أمر إصلاح التعليم هو تبذير المال وإضاعة الوقت.
ولهذه الاعتبارات كلها، يضيف الخطيب ، لم يعد بالإمكان أن تغيب عن شعورنا دعوة أمير المؤمنين إلى مسألة إصلاح التعليم وترشيده حتى يحقق الاهداف المرجوة منه ويكون بصيرة لأبنائنا في طرق الفلاح والنجاح ومحافظا في نفس الوقت على ما نعتز به من قيم الدين والمواطنة.
وابتهل الخطيب في الختام إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي جعل من التربية والتكوين أولوية وطنية بعد قضية الوحدة الترابية ، نصرا عزيزا يعز به الدين ويعلي به راية الاسلام والمسلمين ، وبأن يحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الامير مولاي الحسن ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الامير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما تضرع إلى العلي القدير بأن يتغمد برحمته الواسعة الملكين المجاهدين جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويطيب تراهما ويكرم مثواهما.
اقرأ أيضا
صالون تربوي: الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس – مكناس تسلط الضوء على العلاقة بين التعليم والسعادة
نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس – مكناس، السبت بفاس، نسخة نونبر 2024 من صالونها التربوي التي خُصصت لموضوع “التعليم والسعادة”.
إقليم الحوز.. استفادة أزيد من 500 شخص بجماعة أنكال من خدمات قافلة طبية
استفاد أزيد من 500 شخص من خدمات قافلة طبية، نُظمت اليوم السبت بالجماعة الترابية أنكال بإقليم الحوز.
الدار البيضاء.. ملتقى وطني يسلط الضوء على الواقع اليومي للأشخاص المصابين بمرض الفصام
شكل موضوع “علاج الفصام بالمغرب: الواقع الراهن وآفاق المستقبل”، محور ملتقى وطني نظم اليوم السبت برحاب كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، بمشاركة أطباء وأخصائيين وفاعلين في القطاع الصحي.
أخبار آخر الساعة
-
صالون تربوي: الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس – مكناس تسلط الضوء على العلاقة بين التعليم والسعادة
-
إقليم الحوز.. استفادة أزيد من 500 شخص بجماعة أنكال من خدمات قافلة طبية
-
الدار البيضاء.. ملتقى وطني يسلط الضوء على الواقع اليومي للأشخاص المصابين بمرض الفصام
-
واحات تافيلالت، نماذج لتدبير الموارد المائية عبر التاريخ (السيدة بهيجة سيمو)
-
تحديات تطوير اللقاحات والسيادة الصحية في إفريقيا محور جلستي نقاش بالداخلة
-
علوم الصحة بإفريقيا: التوقيع بالداخلة على ثلاث اتفاقيات للتعاون والشراكة
-
الأكاديمية الإفريقية لعلوم الصحة بالداخلة، مشروع “مهيكل للغاية” (وزير)
-
ملتقى بفاس يؤكد على الدور الهام للصحة والسلامة المهنية في تحسين بيئة العمل