أصيلة تفتح كتاب الاستشراق الفني .. نظرة نقدية لتفكيك صورة فولكلورية للغرب عن الشرق
( نزار الفراوي)
أصيلة – فتح موسم أصيلة الثقافي الدولي كتاب الاستشراق في بعده الفني التشكيلي، في أفق قراءة عميقة للإرث الاستشراقي بنظرة نقدية تمكن العرب والمسلمين من تملك هذا التراث وتفكيك صورة فولكلورية للغرب عن الشرق.
وجمعت ندوة الاستشراق، التي نظمت على مدى يومين في إطار فعاليات جامعة المعتمد بن عباد الصيفية، نخبة من الفنانين التشكيليين ونقاد ومؤرخي الفن، من المغرب وبلدان عربية وأوروبية، في لحظة تأمل جماعي في صفحات من التجربة الاستشراقية التي ازدهرت أساسا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.
وانطلقت الندوة، التي ترددت خلالها أسماء فنانين غربيين من طراز دولاكروا وماتيس، من صلب الأرضية الفكرية النقدية التي صاغها المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد في نقده لتراث أدبي وفني غربي حاول “صناعة” الشرق وتشكيله وفقا لأحكام جاهزة وتبسيطية، من خلال كتابه ذائع الصيت “الاستشراق .. ذلك الشرق الذي أوجده الغرب” (1978).
وطرحت الندوة، من خلال مداخلات وتجارب فنية مختلفة، أسئلة هامة من قبيل : “هل استنفذ الاستشراق جميع مصادر إلهامه أم أن هذه الأخيرة تعززت من خلال الهجرات الطوعية أو غير الطوعية التي تجعل من الكون مكانا للإشعاع يوجد في حركة دائبة ¿” و”هل مقومات الجمال الأخاذ والقابل للتصوير ما تزال متوفرة إلى حد الآن ¿” ثم “هل ما يزال الخطاب الذي تبناه الشرق عن الغرب مؤسسا لبناء الهوية الغربية “.
وشدد متدخلون على ضرورة التحلي بقدر من التجرد وتفادي الأحكام التعميمية لعزل الأعمال الغربية التي تناولت الشرق من باب الهيمنة والتصوير الفولكلوري، وأخرى خطت نحو الشرق من منطق التحاور مع حضارة وخصوصية ثقافية في إطار الاحتفاء بواقع الاختلاف الطبيعي والحتمي.
وقال فريد الزاهي، الناقد الفني والباحث في المركز الوطني للبحث العلمي، إن الاستشراق الفني يعد موضوعا حساسا وراهنا و”مكبوتا إلى حد ما” الشيء الذي يبرز الأهمية المعرفية لندوة أصيلة.
ولاحظ الزاهي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن النظرة الاستيهامية الاستشراقية التي سادت في القرنين 19 و20 قوبلت بطريقتين من لدن الفنانين العرب والمسلمين. فقد نزع الكثير من الفنانين العرب والمسلمين إلى مواجهتها بالتوجه نحو تأكيد الهوية، من خلال استعمال الخط والتجريد والزخرفة بأصولها الثقافية والدينية، في حين انصاع لها آخرون بمحاكاتها عبر تصوير والمناظر والإنسان بطريقة أقرب إلى عمل الاستشراقيين.
وسجل الزاهي أن فنانين معاصرين من الشرق انبروا إلى تجاوز النظرة الاستشراقية وطابعها التبسيطي عبر محاكاتها بشكل ساخر وتفكيكها من الداخل في مخاض بناء صورة تشكيلية ذاتية عن عوالمهم ومجتمعاتهم.
وأكد الناقد الفني على أهمية طرح السؤال في الوقت الراهن حول : “كيف نتعامل مع هذا الإرث الاستشراقي بجوانبه الإيجابية والسلبية، كيف نفكر فيه ونمتلكه بنظرة نقدية وعادلة في نفس الوقت “.
وشارك في الندوة، التي نسقت أشغالها الباحثة الفرنسية نادين ديسوندر، فنانون ونقاد من المغرب والجزائر وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا وإيطاليا.
اقرأ أيضا
الرباط .. انطلاق الحملة الوطنية التحسيسية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات
انطلقت، اليوم الإثنين بالرباط ، الحملة الوطنية التحسيسية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات، حول موضوع “من أجل وسط أسري داعم لتنشئة اجتماعية خالية من العنف ضد النساء”، ستشمل سلسلة من الأنشطة على المستويين الوطني والجهوي إلى غاية 10 دجنبر المقبل .
مراكش.. توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض (مصدر أمني)
تمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن مراكش بناء على معطيات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء اليوم الاثنين، من توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية يبلغ من العمر 38 سنة، وذلك لكونه يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض صادر في حقه من طرف السلطات القضائية الفرنسية .
أذربيجان.. وفد مغربي يشارك في مهرجان “عاصمة الرياضة” بقوبا
شارك وفد مغربي في مهرجان “عاصمة الرياضة” الذي أقيم من 18 إلى 24 نونبر الجاري بمدينة قوبا، شمال شرق أذربيجان.
أخبار آخر الساعة
-
الرباط .. انطلاق الحملة الوطنية التحسيسية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات
-
مراكش.. توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض (مصدر أمني)
-
أذربيجان.. وفد مغربي يشارك في مهرجان “عاصمة الرياضة” بقوبا
-
إيفاد 372 مشرفا على التأطير الديني لأفراد الجالية المغربية سنة 2024 (السيد التوفيق)
-
المغرب ـ الاتحاد الأوروبي.. توقيع اتفاقية بقيمة 190 مليون أورو لإعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز
-
عدد المدارس الجماعاتية ارتفع إلى 329 سنة 2024 (وزير)
-
تنصيب أشرف فائدة مديرا عاما للمكتب الوطني المغربي للسياحة
-
القاهرة.. بدء فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بمشاركة المغرب