المستشفيات الميدانية المغربية: خبرة متميزة وتقاليد راسخة في مجال العمل الإنساني
باماكو-(من المبعوثين الخاصين للوكالة)– بفضل وفائه لتقاليده الراسخة والضاربة في القدم في سبيل إعلاء قيم التضامن والأخوة بين الشعوب، استطاع المغرب في السنوات الأخيرة أن يضطلع بدور بارز في هذا المجال الحيوي، رصيده في ذلك صيته وخبرته التي راكمها في ما يخص تدبير والإشراف على المستشفيات الميدانية بالمناطق المتضررة من النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية.فمن منطقة البلقان بأوروبا، وبرازافيل وكازمانس بإفريقيا، مرورا بالأردن وقطاع غزة، والحدود التونسية الليبية، أبان المغرب عن يقظته واستعداده للتدخل في مواقع شتى لإسعاف وإنقاذ العديد من المواطنين من ضحايا الحالات القصوى.
ويتعلق الأمر، بالتزام قطعته المملكة على نفسها، للتواجد الفعلي في الميدان، حتى في مواقع ساخنة وبؤر توتر عديدة، إن اقتضت الضرورة ذلك، متسلحة بوضوح الرؤية لتحقيق هدف أسمى يتمثل في إنقاذ أرواح بريئة، ما أكسبها صيتا دوليا وعزز مصداقية سياستها الخارجية.
وغالبا ما كان المغرب يواجه أوضاعا صعبة وقيودا متعددة، لكن مثابرة أبنائه الذين يتم نشرهم في مستشفيات ميدانية عدة، وحرصهم الدؤوب على تنفيذ مهامهم على أكمل وجه وتفانيهم سرعان ما كان يذلل أعتى الصعاب.
وفي هذا الصدد، يؤكد الكولونيل عبد الواحد بايت، الطبيب الرئيسي للمستشفى الميداني الذي أقيم بباماكو في إطار المساعدة الإنسانية المقدمة من قبل المغرب لمالي بتعليمات ملكية سامية، أن “المشاكل الصحية تحظى بالأولوية” لدى البعثة الطبية المغربية.
وأضاف عبد الواحد بايت، وهو طبيب يتمتع بتجربة كبيرة في هذا النوع من العمليات الإنسانية، إذ سبق له الاشتغال في العديد من المستشفيات الميدانية التي أقامتها المملكة، خصوصا في مخيم الزعتري بالأردن أو على الحدود التونسية الليبية في ذروة الصراع الذي مزق ليبيا بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، أنه “يتعين دائما تدعيم الجانب النفسي للمريض بغض النظر عن وضعه والأجواء الصعبة التي يواجهها”.
وسجل المسؤول المغربي أن القدرة على تجاوز الانقسامات من أي نوع، ووضع الجانب الانساني فوق كل الاعتبارات الأخرى، تمثلت بوضوح في المستشفى العسكري المغربي الذي تمت إقامته بكوسوفو ما بين سنتي 1999 و2001 ، مضيفا أن التاريخ سيذكر العمل الرائع للفرق الطبية المغربية التي تم نشرها بإقليم البلقان الممزق أنذاك بفعل الصراعات المسلحة المتعددة النوازع عرقية ودينية وسياسية.
وأشار الكولونيل عبد الواحد بايت إلى أنه في غضون عامين قدم الفريق الطبي المتعدد التخصصات بهذا المستشفى مائة ألف تدخل طبي وأجرى 1000 عملية جراحية وأشرف على 968 ولادة، وهي حصيلة مشرفة جدا بغض النظر عن الإكراهات الكبيرة، خصوصا المتعلقة منها بالجانب الأمني.
وأكد، في السياق ذاته، أن جودة الخدمات الطبية والسمعة الطيبة لأعضاء البعثة المغربية “لقيتا ترحيبا كبيرا من طرف كوسوفو وصربيا، فصيلي الصراع هناك، حيث لم يتردد ممثلو الجانبين في التعبير عن تقديرهم العميق للعمل المقدم من قبل أطر المستشفى المغربي، وسلوكهم غير المتحيز في التعامل مع مواطني الجهتين معا”.
وعلى مستوى الدعم الانساني، حظيت إفريقيا، القارة التي يتقاسم معها المغرب روابط تتجاوز معطى الانتماء الجغرافي، هي الأخرى باهتمام خاص من قبل المملكة. ويجد هذا الاهتمام بالقارة الإفريقية تفسيره أيضا في علاقات الاخوة والصداقة التي تربط المغرب بالعديد من الدول الإفريقية على مدى قرون مضت.
وفي هذا الصدد، كانت المملكة قد استجابت لدعوة أطلقها المجتمع الدولي سنة 1992 لمساعدة الشعب الصومالي الذي كان يعاني من ويلات النزاع السياسي المسلح، حيث أقدم المغرب أنذاك على إقامة مستشفى ميداني، سيظل عمل أطره النبيل موشوما إلى الأبد في ذاكرة الصوماليين.
كما استفادت دول إفريقية اخرى مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية والنيجر والكونغو من نفس الاهتمام الأخوي المغربي، وهو الاهتمام الذي يفسر في حرص المغرب على الحفاظ على روابطه التاريخية والثقافية مع القارة السمراء.
وهو ما يمثل إذن التزاما شخصيا راسخا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إزاء القضايا الانسانية وحرصه الدائم على إعلاء قيم التضامن. وتندرج هذه الالتفاتات الإنسانية في إطار النهج الذي تتبعه المملكة في سياستها الخارجية، والمتمثل في دعم الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي، بإشراف من الأمم المتحدة من أجل تعزيز قيم السلام والتضامن بين شعوب العالم.
هذا الالتزام وهذه الدبلوماسية الإنسانية اللذين أصبحا عملة نادرة في عالم يعاني من عدم الاستقرار وعدم اليقين، هو ما أثار الإعجاب لدى السكان المتضررين ولدى جميع دول العالم، الذين يرون في المغرب عضوا فاعلا في المجتمع الدولي يمكن الاعتماد عليه على الداوم.
اقرأ أيضا
فيينا.. المغرب يسلط الضوء على خبرته في مجال الأبحاث النووية
يسلط المغرب، من خلال جناح مخصص يحتضنه مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الضوء على المساهمة البارزة للمؤسسات المغربية في مجال الأبحاث النووية وتكوين الأطر الإفريقية في استخدام التطبيقات النووية لأغراض سلمية.
حجز مجموعة من الحيوانات البرية والزواحف كانت موجهة للبيع بشكل غير مشروع في كل من الناظور ومراكش (مصدر أمني)
في إطار العمليات الأمنية الرامية لمكافحة الجرائم الماسة بالأحياء البرية والغابات، وحماية الأصناف الحيوانيّة المهددة بالانقراض، تمكنت عناصر الشرطة في كل من الناظور ومراكش بتنسيق مع مصالح الوكالة الوطنية للمياه والغابات، اليوم الثلاثاء، من حجز مجموعة من الحيوانات البرية والزواحف التي كانت موجهة للبيع بشكل غير مشروع.
الاستثمار في الشباب ضرورة ملحة لمستقبل الصناعة المغربية (السيد مزور)
أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، ضرورة الاستثمار في الشباب لضمان مستقبل مزدهر للصناعة المغربية.
أخبار آخر الساعة
-
فيينا.. المغرب يسلط الضوء على خبرته في مجال الأبحاث النووية
-
حجز مجموعة من الحيوانات البرية والزواحف كانت موجهة للبيع بشكل غير مشروع في كل من الناظور ومراكش (مصدر أمني)
-
الاستثمار في الشباب ضرورة ملحة لمستقبل الصناعة المغربية (السيد مزور)
-
أكادير تستضيف الاجتماع التشاوري الجهوي الأول حول خارطة طريق التجارة الخارجية 2025
-
مجلس المستشارين يصادق بالأغلبية على مشروع القانون المتعلق بالصناعة السينمائية وإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي
-
انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة ال20، فرصة لتسريع مسلسل التنمية في إفريقيا (سفير)
-
التعاون الأمني مع المغرب “كان حاسما” في تفكيك خلية إرهابية (الشرطة الإسبانية)
-
تمكين النساء: اختتام مشروع “دارنا” بمكتسبات مهمة