مراكش في انتظار سكورسيزي .. الصديق يعود
الرباط- (بقلم : نزار الفراوي) – أن تزف أولى البيانات الصحفية المتعلقة بالدورة 13 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، إسم المخرج الأمريكي الشهير، مارتن سكورسيزي رئيسا للجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، فذلك دليل على أن التظاهرة ماضية في إصرارها على الضرب بقوة في أجندة المواعيد السينمائية الدولية، سنة بعد أخرى.
ففي ظل منافسة شرسة مع تظاهرات دولية وإقليمية، على استقطاب كبار الفن السابع، نجومية وتأثيرا عميقا في مسار السينما، يكون مهرجان مراكش قد رفع حمى السباق عاليا، وهو يخطف مخرجا من طليعة صناع الفيلم في هوليود.
ومع أن استقطاب علم بهذا الثقل في التاريخ السينمائي الكوني، إنجاز هام في حد ذاته، حتى قبل انطلاق فعاليات الدورة المرتقبة ما بين 29 نونبر و7 دجنبر، إلا أن حضور سكورسيزي ليس مفاجأة بالنسبة للمتابعين لمسيرة المهرجان في علاقته بهذا المخرج، ولعلاقة هذا الأخير بالمغرب، عموما.
فصاحب “تاكسي درايفر” أتى إلى مراكش مكرما سنة 2005، وحل على ساحة جامع الفنا ضيفا فوق العادة، برفقة نجمه المدلل ليوناردو دي كابريو، وهو يعرض فيلمه “الطيار” عام 2007، وها هو يعود تكريسا لصداقة عميقة، مانحا تلك المهمة النبيلة والحساسة للتحكيم بين أفلام من مختلف الألوان الفنية والانتماءات الجغرافية، كامل سموها ومصداقيتها.
مهرجان مراكش يعمد آصرة قديمة كان مدخلها روحيا موسيقيا، عنوانه “ناس الغيوان”. إنها واحدة من مشاهدات الصدفة قادت مارتن في بداية الثمانينيات إلى فيلم “الحال” الذي أخرجه أحمد المعنوني عن تجربة المجموعة وعمقها الروحي.
ولأن الموسيقى مرجع فني أساسي للمخرج المتوج بالأوسكار، ومكون هام في صناعته ورؤيته السينمائية، عبر مجمل أعماله، أصبحت المجموعة الشعبية الأسطورية ملهمة له في عدة روائع.
بتواضع الكبار، اعترف سكورسيزي بهذا الحضور الموسيقي الروحي لناس الغيوان وهو يحتفى به في الدورة الخامسة للمهرجان، ويعتلي المنصة على إيقاع المفاجأة التي أسرته : ناس الغيوان، بقيادة عميدها عمر السيد الذي سلمه مجموعة تسجيلات للفرقة، هدية للرجل الذي وصفها ب”الرولينغستونز” الإفريقية والعربية.
على يمينه النجمة الفرنسية كاترين دونوف، وعن يساره عمر السيد، بدا سكورسيزي متأثرا بالتكريم وباستقباله بنغمات من سماهم “أبطالي الذين سعدت بالالتقاء بهم مجددا .. تعرفت على موسيقاهم عام 1981، ومنذئذ وأنا أنصت إليهم، وقد ألهمت موسيقاهم الكثير من أفلامي”.
عشق “ناس الغيوان” في فيلم “الحال”، فتح عيني سكورسيزي على السينما المغربية، إذ كان فيلم “الحال” أول عمل سينمائي عالمي يتم ترميمه من طرف مؤسسة مختصة أنشأها خصيصا للحفاظ على روائع السينما العالمية.
في أوج مسيرة سينمائية حافلة بالإنجاز والتتويج، يعطي سكورسيزي درسا في الإنصات بتواضع إلى ما يقوله الآخرون وما يفعلونه في مضمار الفن، من مختلف الثقافات، والأجيال. هكذا، قدم الفنان الذي حاز جائزة الأوسكار بعد رقم قياسي في عدد الترشيحات (ست مرات فاشلة)، هدية لا تقدر بثمن وهو يبعث برسالة تنويه إلى المخرج المغربي الشاب فوزي بنسعيدي، إعجابا بفيلمه “موت للبيع”. ومضى كرمه أبعد حين وقع شهادة اعترافه على ملصق الفيلم لدى خروجه إلى القاعات الفرنسية.
يعود مارتن سكورسيزي الى المغرب بحنين وامتنان لذلك الفضاء الطبيعي الساحر والمرحب الذي احتضن تصوير اثنين من أنجح أفلامه “الإغراء الأخير للمسيح” (1988) و”كوندون” (1995) باستوديوهات الأطلس بورزازات. فتنة المشهد وامتداد الأفق والحضور الطاغي للضوء اصطادت سكورسيزي على غرار كوكبة من ألمع مخرجي هوليود.
استضافة مبدع “الثور الهائج” رئيسا للجنة تحكيم الدورة 13 لمهرجان مراكش احتفاء أيضا بفنان سينما لا بمجرد صانع أفلام ماهر. فهو من تلك الصفوة المبدعة التي تضفي على السينما رؤية إنسانية وحضارية وفكرية تتعدى الإنجاز إلى الأثر.
في هذا الإطار تفهم قولته “إننا اليوم في حاجة إلى أن نجدد النظرة إلى بعضنا، وان السينما هي من أفضل الأدوات للتعرف على بعضنا البعض … السينما فتحت عيني على العالم الخارجي، وأنا مقتنع بأنها فعلت نفس الشيء بالنسبة للعديد من الأشخاص”.
اقرأ أيضا
فيينا.. المغرب يسلط الضوء على خبرته في مجال الأبحاث النووية
يسلط المغرب، من خلال جناح مخصص يحتضنه مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الضوء على المساهمة البارزة للمؤسسات المغربية في مجال الأبحاث النووية وتكوين الأطر الإفريقية في استخدام التطبيقات النووية لأغراض سلمية.
حجز مجموعة من الحيوانات البرية والزواحف كانت موجهة للبيع بشكل غير مشروع في كل من الناظور ومراكش (مصدر أمني)
في إطار العمليات الأمنية الرامية لمكافحة الجرائم الماسة بالأحياء البرية والغابات، وحماية الأصناف الحيوانيّة المهددة بالانقراض، تمكنت عناصر الشرطة في كل من الناظور ومراكش بتنسيق مع مصالح الوكالة الوطنية للمياه والغابات، اليوم الثلاثاء، من حجز مجموعة من الحيوانات البرية والزواحف التي كانت موجهة للبيع بشكل غير مشروع.
الاستثمار في الشباب ضرورة ملحة لمستقبل الصناعة المغربية (السيد مزور)
أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، ضرورة الاستثمار في الشباب لضمان مستقبل مزدهر للصناعة المغربية.
أخبار آخر الساعة
-
فيينا.. المغرب يسلط الضوء على خبرته في مجال الأبحاث النووية
-
حجز مجموعة من الحيوانات البرية والزواحف كانت موجهة للبيع بشكل غير مشروع في كل من الناظور ومراكش (مصدر أمني)
-
الاستثمار في الشباب ضرورة ملحة لمستقبل الصناعة المغربية (السيد مزور)
-
أكادير تستضيف الاجتماع التشاوري الجهوي الأول حول خارطة طريق التجارة الخارجية 2025
-
مجلس المستشارين يصادق بالأغلبية على مشروع القانون المتعلق بالصناعة السينمائية وإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي
-
انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة ال20، فرصة لتسريع مسلسل التنمية في إفريقيا (سفير)
-
التعاون الأمني مع المغرب “كان حاسما” في تفكيك خلية إرهابية (الشرطة الإسبانية)
-
تمكين النساء: اختتام مشروع “دارنا” بمكتسبات مهمة