الذكرى ال 50 لخطاب لوثر كينغ .. قصة أشهر حلم في التاريخ الأمريكي لم تكتمل بعد
بقلم : عادل بلمعلم
واشنطن – بعد مرور خمسين عاما على الخطاب التاريخي للقس مارتن لوثر كينغ، الذي أحدث ثورة في حركة الحقوق المدنية بالمجتمع الأمريكي، من خلال الدعوة إلى الحرية والمساواة بين المواطنين وعدم التمييز بينهم على أساس اللون أو العرق، ما يزال الأمريكيون يعيشون على أمل تحقيق أشهر حلم في تاريخهم.
وتظل سنة 1963 شاهدة على واحدة من أكبر الثورات التي عاشتها أمريكا، إذ تجمع في أحد أيامها نحو 250 ألف شخص، منهم حوالي 60 ألف من البيض، ليتجهوا نحو نصب لينكولن التذكاري مطالبين بحقوقهم المدنية. إنها المظاهرة التي شهدت إلقاء لوثر كينغ لأروع خطبه وأكثرها قوة ” لدي حلم”، عندما قال “إنني أحلم اليوم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون يوما في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس على أساس ألوان بشرتهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم “.
آنذاك، استطاع القس كينغ أن يحدث من خلال عبارته ” لدي حلم “، التي ظلت محفورة في الذاكرة الأمريكية، تغييرا في الذهنية الجماعية للأمريكيين، قبل أن تخلد في الصفحة الأولى للقانون الأمريكي للحقوق المدينة.
ويرى جانب من الأمريكيين أن حلم مارتن قد تحقق، ولو نسبيا، بعد فوز باراك أوباما، الرئيس الـ44 للولايات المتحدة، بالانتخابات الرئاسية لسنة 2009، ليعد أول رجل من أصول إفريقية يصل إلى سدة الحكم في القوة العظمى بالعالم.
في كلمته بهذه المناسبة، والتي فضل الرئيس أوباما أن يلقيها في المكان عينه، الذي ألقى منه القس كينغ خطابه الشهير ، أكد الرئيس الأمريكي، أمس الأربعاء، أنه ” بفضل تضحيات مارتن لوثر كينغ ورفاقه أصبحت أمريكا ” أكثر حرية وأكثر عدالة “.
وأبرز أوباما أن ” تضحيات لوثر كينغ ورفاقه في مسيرة واشنطن أيقظت الضمائر، وأحيت آمال الآلاف من المواطنين”، مضيفا “لأنهم نظموا هذه المسيرة، تغيرت المجالس البلدية، وتغيرت برلمانات الولايات، وتغير الكونغرس، وحقا تغير في آخر المطاف البيت الأبيض”.
وتميزت الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى الخمسينية بالعديد من الأنشطة والندوات والنقاشات والحفلات الفنية، التي شكلت مناسبة للأمريكيين للوقوف على واقع العلاقات القائمة بين مختلف المجموعات والطوائف المؤلفة للولايات المتحدة.
وأجمع العديدون ممن شاركوا في مسيرة نظمت السبت الماضي بواشنطن ، بهذه المناسبة ، أن الولايات المتحدة قطعت طريقا طويلة نحو تعزيز الحريات وتكريس الحقوق المدنية، الا ان هذه الرحلة مازالت لم تنته بعد ، بل تتطلب جهودا مضاعفة لتحقيق الآمال المرجوة.
فبالنسبة لزعيمة الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، فإن ” مجلس النواب لم يكن يضم منذ 50 سنة إلا خمسة أعضاء من أصول إفريقية، عكس اليوم الذي يوجد به 43 عضوا “. بينما اعتبرت رئيسة الكتلة التي تمثل النواب السود بالكونغرس، مارسيا فادج، أنه بعد “انتخاب أوباما، فإننا نسير في الطريق الصحيح نحو الإصلاح الاجتماعي المنشود”.
أما الناشط الحقوقي جيسي جاكسون فقد أكد أن المعركة لا تزال مستمرة، مبرزا “أننا في حاجة إلى الاستمرار في النضال من أجل الحصول على حقوقنا الدستورية، ونحن بحاجة إلى إحياء معركة الفقر، وإعادة إعمار الضواحي، نحن في حاجة ماسة إلى التشريعات”.
وظهر الإحساس بعدم استكمال المعركة وبأن العنصرية لا زالت تخيم على المجتمع الأمريكي، بشكل جلي أيضا في كل المساهمات والكتابات التي خطها العديد من زوار الصفحة التي أحدثتها بهذه المناسبة شبكة الأخبار الأمريكية (سي إن إن) على موقعها الإلكتروني.
فقد اعتبر البعض أن “العنصرية ستستمر ما دمنا نحكم على الناس من خلال مناصبهم وانطلاقا من لون بشرتهم”، فيما قال البعض الآخر إنه “لو كان لوثر كينغ بيننا اليوم، فإن العلاقات بين مختلف الأعراق كانت ستأخذ بعدا آخر”.
وهكذا، فإذا كان كينغ يومها قد قال بأعلى صوت إن لديه “حلم”، فإن المتتبعين للشأن السياسي والحقوقي يرون أن البلاد، وإن كانت تسير في طريقها الصحيح نحو تحقيق حلم مارتن لوجود رغبة جماعية ومجتمعية وسياسية لبلوغ ذلك، فإن الطريق ما يزال صعبا وشاقا نحو الإنجاز الكامل لأشهر حلم أمريكي، وربما إنساني، حلم المساواة والعدالة الكاملة.
اقرأ أيضا
فيينا.. المغرب يسلط الضوء على خبرته في مجال الأبحاث النووية
يسلط المغرب، من خلال جناح مخصص يحتضنه مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الضوء على المساهمة البارزة للمؤسسات المغربية في مجال الأبحاث النووية وتكوين الأطر الإفريقية في استخدام التطبيقات النووية لأغراض سلمية.
البرتغال.. السيد بوريطة يتباحث مع نظيره البرتغالي على هامش المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات
تباحث وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بكاشكايش البرتغالية، مع وزير الشؤون الخارجية البرتغالي، باولو رانجيل.
الحكومة تواصل تنزيل ورش تعميم الحماية الاجتماعية وتنفيذ سياسات اجتماعية منصفة ومستدامة (السيد أخنوش)
أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن الحكومة تواصل تنزيل ورش تعميم الحماية الاجتماعية، وتنفيذ سياسات اجتماعية منصفة ومستدامة، وذلك تجسيدا للإرادة الملكية السامية.
أخبار آخر الساعة
-
فيينا.. المغرب يسلط الضوء على خبرته في مجال الأبحاث النووية
-
البرتغال.. السيد بوريطة يتباحث مع نظيره البرتغالي على هامش المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات
-
الحكومة تواصل تنزيل ورش تعميم الحماية الاجتماعية وتنفيذ سياسات اجتماعية منصفة ومستدامة (السيد أخنوش)
-
حجز مجموعة من الحيوانات البرية والزواحف كانت موجهة للبيع بشكل غير مشروع في كل من الناظور ومراكش (مصدر أمني)
-
الاستثمار في الشباب ضرورة ملحة لمستقبل الصناعة المغربية (السيد مزور)
-
أكادير تستضيف الاجتماع التشاوري الجهوي الأول حول خارطة طريق التجارة الخارجية 2025
-
مجلس المستشارين يصادق بالأغلبية على مشروع القانون المتعلق بالصناعة السينمائية وإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي
-
انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة ال20، فرصة لتسريع مسلسل التنمية في إفريقيا (سفير)