إحداث مجموعة من الأروقة بمبادرة من مستثمرين مغاربة وأجانب من شأنه تعزيز مكانة مراكش كوجهة للسياحة الثقافية على الصعيد العالمي
مراكش- عرفت مدينة مراكش في السنوات الأخيرة إحداث مجموعة من الأروقة، بمبادرة من عدد من المستثمرين المغاربة والأجانب، التي من شأنها أن تساهم بشكل أو بآخر في تعزيز مكانة المدينة الحمراء كوجهة للسياحة الثقافية على الصعيد العالمي.وتشكل هذه الأروقة المحدثة إلى جانب مثيلاتها الأخرى التي تتوفر عليها المدينة من قبل، خاصة بالفنادق المصنفة، فرصة لعشاق الفن التشكيلي بكل تلاوينه وتجلياته للاطلاع على آخر أعمال مجموعة من الفنانين سواء المغاربة أو الأجانب، المحترفين أو الهواة الذين يحذوهم الأمل لإنجاز أعمال في المستوى المطلوب.
ولاشك أن اهتمام هؤلاء المستثمرين بهذا المجال يعتبر دليلا على الآفاق الواعدة التي يفتحها هذا القطاع، ما من شأنه النهوض بالثقافة المغربية وتعزيز مكانة الفن التشكيلي باعتباره يعكس مدى الإشعاع الفني للمدينة الحمراء على الصعيدين الوطني والدولي.
ويشكل هذا الإشعاع عاملا أساسيا في تزايد الاهتمام بهذا الجانب، ما من شأنه أن يساعد على إبراز الخصوصيات التي تميز الثقافة المراكشية ومن خلالها التعريف بالثقافة المغربية الغنية وذات الروافد المتنوعة.
لكن إحداث هذه الأروقة خلف جدلا كبيرا في أوساط المهتمين بهذا الميدان، فمنهم من يؤيد ويبارك هذه المبادرات لما لها من انعكاس إيجابي على الثقافة المغربية، بالنظر لكونها ستساهم في إغنائها والرقي بدورها في تحقيق التنمية المستدامة، فيما يرى البعض الآخر أن هذا الاهتمام ذو طابع تجاري محض لكون معظم المستثمرين في هذا المجال ليست لهم علاقة، لا من بعيد ولا من قريب، بالفن التشكيلي، وأن هؤلاء يحاولون استثمار الإشعاع التي بلغته مدينة مراكش على المستوى الدولي وارتفاع عدد السياح الوافدين عليها، لتشجيع الفنانين التشكيليين المغاربة والأجانب على عرض لوحاتهم بهذه الفضاءات.
وأكد المدير الجهوي لوزارة الثقافة بمراكش عبد الرحيم برطيع أن المغرب عرف الفن التشكيلي بمفهومه الغربي في بداية القرن الماضي، حيث برزت مجموعة من الرواد المغاربة في هذا المجال الذين عملوا على إبراز انفتاح المغرب في هذا الميدان على مختلف المدارس الغربية.
وأشار إلى أن مجموعة من الفنانين الأجانب يقيمون بالمدينة الحمراء، وذلك لما لمراكش، التي أصبحت مدينة ثقافية بامتياز، من مكانة متميزة على الصعيد العالمي، والتي أهلتها لتصبح قبلة للفنانين التشكيليين سواء المحترفين أو الباحثين على نافذة لولوج عالم الكبار في هذا الميدان.
وقال إن الميدان الفني أصبح له سوقا دولية خاصة به بالمملكة، بعد أن عرف المغرب منذ حوالي عشر سنوات نهضة كبرى في مجال الفنون التشكيلية التي واكبها إقبال المغاربة والأجانب على الاستثمار في هذا القطاع، مشيرا إلى أن إحداث فضاءات للعرض تابعة للخواص بمراكش (أزيد من 15 رواقا)، والتي لا يستجيب في مجملها للمعايير الدولية الخاصة بالأروقة، يحكمها المنطق التجاري.
وأضاف أن هناك ارتفاعا في الطلب لعرض الأعمال الفنية على المستوى المحلي من قبل المغاربة، المحترفين والفنانين الشباب الذين يحذوهم الأمل للتعبير عن طاقاتهم وتطوير أعمالهم والاحتكاك مع فنانين متمرسين لتطوير تجاربهم الفنية، فضلا عن الطلب المتزايد لفنانين تشكيليين أجانب للعرض بالمدينة الحمراء، ليس من أجل الربح المادي، بل للتعرف عن قرب بالفنانين التشكيليين المحليين.
وبعد أن أشار إلى أن فضاءات العرض التابعة للخواص منفتحة فقط على مجموعة محدودة من الفنانين وتقتصر على جمهور معين، أوضح عبد الرحيم برطيع أن وزارة الثقافة، التي تتوفر على رواق واحد بمراكش (رواق باب دكالة) الذي تم إغلاقه لعدة من الأسباب، بصدد إنجاز رواق آخر يستجيب للمعايير الدولية، والذي سيشكل فرصة للفنانين خاصة الشباب لتقديم أعمالهم والاحتكاك مع فنانين محترفين.
من جهته، أكد الفنان التشكيلي محمد نجاحي أن الأروقة تخلق فضاءات للتواصل الفني والثقافي وتلعب دورا هامة على المستوى التربوي والتثقيفي، مشيرا إلى أنها ساهمت أيضا في جعل الفنون التشكيلية إحدى المقومات الفكرية.
وأبرز نجاحي، العضو بالجمعية الوطنية للفنون التشكيلية، أن الأروقة بالمغرب ذات أهداف تجارية أكثر ما هي ثقافية، معتبرا أن ما يعرض بمجموعة منها لا يمثل بحق الواقع التشكيلي والقيم الإبداعية التي عرفها المغرب منذ بداية الحركة الفنية به.
وأوضح أن ظاهرة إحداث الأروقة بمراكش راجعة، بالأساس، إلى الحركة التجارية التي عرفتها المدينة والتوسع العمراني، مبرزا أن هذه الفضاءات لا تسعى إلى بلورة ثقافة تشكيلية والنهوض بها بحكم أنها تعتمد على الجانب المادي، وذلك باعتبار أن الاستثمار في الفن أصبح يوثر اهتمام عدد من رجال الأعمال المغاربة والأجانب بالرغم من كونهم لا ينتمون إلى هذا العالم.
وبعد أن أشار إلى أن الفن التشكيلي يعتبر رسالة إنسانية تتوخى الارتقاء بمجال الفن، أوضح الفنان محمد نجاحي أن مراكش استطاعت سابقا استقطاب عدد من الفنانين العالميين لانجاز أعمالهم بالمدينة الحمراء.
وبالرغم من الجدل الذي خلفته هذه الفضاءات المعتمدة على المنطق التجاري المحض، ومدى تأثيرها السلبي والإيجابي على الفن التشكيلي بالمغرب، فإنها تبقى جزء من الحركة الفنية التي تعرفها مدينة مراكش ذات الإشعاع العالمي، التي تساهم لا محالة في إنعاش القطاع السياحي بالمدينة.
(إعداد : عبد النبي الصيبي)
اقرأ أيضا
الرباط .. تقديم كتاب “إسماع صوت إفريقيا .. أعظم مقتطفات خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس”
تم، يوم الاثنين بالرباط، تقديم كتاب “إسماع صوت إفريقيا : أعظم مقتطفات خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، لمؤلفه بيتر بانيين أنمان، وذلك خلال حفل احتضنه متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
بورصة الدار البيضاء : تداولات الافتتاح على وقع الارتفاع
استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الثلاثاء، على وقع الارتفاع، حيث سجل مؤشرها الرئيسي “مازي” نموا بنسبة 0,35 في المائة ليستقر عند 14.769,72 نقطة.
الرباط .. انطلاق الحملة الوطنية التحسيسية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات
انطلقت، اليوم الإثنين بالرباط ، الحملة الوطنية التحسيسية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات، حول موضوع “من أجل وسط أسري داعم لتنشئة اجتماعية خالية من العنف ضد النساء”، ستشمل سلسلة من الأنشطة على المستويين الوطني والجهوي إلى غاية 10 دجنبر المقبل .
أخبار آخر الساعة
-
الرباط .. تقديم كتاب “إسماع صوت إفريقيا .. أعظم مقتطفات خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس”
-
بورصة الدار البيضاء : تداولات الافتتاح على وقع الارتفاع
-
الرباط .. انطلاق الحملة الوطنية التحسيسية الـ 22 لوقف العنف ضد النساء والفتيات
-
مراكش.. توقيف مواطن فرنسي من أصول جزائرية يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض (مصدر أمني)
-
أذربيجان.. وفد مغربي يشارك في مهرجان “عاصمة الرياضة” بقوبا
-
إيفاد 372 مشرفا على التأطير الديني لأفراد الجالية المغربية سنة 2024 (السيد التوفيق)
-
المغرب ـ الاتحاد الأوروبي.. توقيع اتفاقية بقيمة 190 مليون أورو لإعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز
-
عدد المدارس الجماعاتية ارتفع إلى 329 سنة 2024 (وزير)