تونس.. جريمة قتل امرأة تذكي النقاش حول العنف الزوجي
(محمود القلعي)
تونس – تجتاح المشهد التونسي، حاليا، موجة من الاستنكار عقب قتل زوج يشتغل موظف إنفاذ القانون لزوجته، مما أذكى النقاش حول ظاهرة العنف الزوجي.
وجلت الواقعة، التي ذهبت ضحيتها أم لثلاثة أطفال تبلغ 26 سنة، ولفظت أنفاسها يوم 9 ماي بمستشفى الكاف (170 كيلومترا غرب العاصمة) جراء طلق ناري، دور الدولة والعدالة والقصور الذي لفّ تدخلهما وشجبته عديد المنظمات النسوية والأخرى العاملة في مجال حقوق الإنسان.
وترى هذه الجمعيات في قضية “رفقة الشرني” تجسيدا جديدا لظاهرة العنف الذي يطال النساء، على الرغم من أن تونس جرمت في 2017 العنف الأسري والزوجي في أغلب الحالات، في حين اعتبرت جمعيات أخرى نشطة بالمجتمع المدني القضية عنفا مبنيا على الجنس، ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير.
وفي هذا الصدد، دعت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، في بيان، المواطنين إلى إشهار لافتة بمناسبة عيد الفطر للتنديد بالعنف الذي يطال النساء.
وتعتبر الجمعية “رفقة الشرني” ضحية منظومة مؤسساتية وجمعوية سلبية لا تندد بالعنف الذي يلحق النساء، لاسيما من خلال غياب قوانين رادعة تحمي الضحايا وتضع حدا للإفلات من العقاب.
ودعت الجمعية ومركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول النساء إلى التنفيذ الفعلي للقانون 58 المتعلق بالقضاء على العنف ضد النساء للحد من الإفلات من العقاب.
كما سجلت هاتان الجمعيتان الحاجة إلى توسيع الطاقة الاستيعابية لمراكز الإيواء قصد استقبال النساء ضحايا العنف ودعمهن والانتصاف لهن.
من جانبها، دعت الجمعية التونسية لطلبة تونس إلى منع حيازة الأسلحة الوظيفية للشرطة خارج أوقات العمل، وإحداث وحدات تحر وتثبت خاصة بجرائم العنف ضد النساء، إضافة إلى بلورة سياسات وبرامج بشأن محاربة العنف ضد النساء.
أما المحامي منير بنصالحة، فأوضح أن الفقيدة قدمت شكايات متعددة ضد زوجها بدائرة الشرطة تتهمه فيها بـ”العنف الزوجي” لكن الموظفين لم يتفاعلوا إيجابا مع شكاياتها. وتعود آخر شكاية إلى الأسبوع الماضي وعضدتها شهادة طبية تظهر عجزا يقدر في 21 يوما.
وأبدى أسفه لكون نائب وكيل الجمهورية المداوم لم يأمر بتوقيف القاتل، مضيفا أن حالات قتل النساء أصبحت ظاهرة مجتمعية وحدثا سياسيا، موضحا أنه “حتى بالإعلام وبالأعمال الفنية، نواصل تشجيع الذكورة المقيتة والعنف”.
كما شجب المحامي صمت السلطات إزاء هذه الظاهرة القائمة، خصوصا وأن الضحايا يخضن صراعا جسديا وبسيكولوجيا بلا هوادة، ويبدين ثقتهن في الدولة وفي المنظومة القضائية “الفاشلة”.
واعتبر، على صعيد متصل، “المجتمع التونسي مجتمعا ذكوريا معاديا للنساء”، متهما الدولة بالتستر على المعتدين.
وبدورها، حذرت جمعية “مساواة” من مغبة ارتفاع منسوب العنف.
وعلى المستوى الرسمي، أعربت وزارة المرأة بتونس عن أملها في “أن تشكل الحادثة حافزا لتطبيق قانون 2017 ضد العنف الذي يطال النساء، والذي يقترح من حيث المبدأ دعما قانونيا وماديا للضحايا”.
وتضاعفت، حسب وزارة المرأة، إشعارات النساء ضحايا العنف لأكثر من خمس مرات خلال الحجر الأول الذي امتد من مارس حتى يونيو 2020.
وأسفت لمستوى العنف الزوجي المرتفع القائم على الجنس، الذي شهدته تونس مؤخرا، لاسيما خلال هذه الأزمة الصحية وإبان شهر رمضان.
وحذرت الوزارة من تبخيس كل أشكال العنف الذي يلحق المرأة، سواء أكان بالساحة العمومية أو الخاصة، داعية إلى القطع مع ثقافة الإفلات من العقاب والتدخل بشكل مستعجل من خلال تطبيق القانون على المعتدين.
تجدر الإشارة إلى أن البرلمان التونسي صادق في 2017 على قانون طموح يوسع بشكل ملحوظ نطاق العنف المجرم، لكنه ظل حبرا على ورق بسبب تشعب الإجراءات المسطرية ذات المآلات المشوبة بعدم اليقين ولضعف الموارد المخصصة.
اقرأ أيضا
إيفاد 372 مشرفا على التأطير الديني لأفراد الجالية المغربية سنة 2024 (السيد التوفيق)
أفاد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، اليوم الاثنين خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمحلس النواب، بأن عدد المشرفين على التأطير الديني لأفراد الجالية المغربية الذين تم إيفادهم إلى تسع دول، بلغ 372 سنة 2024.
المغرب ـ الاتحاد الأوروبي.. توقيع اتفاقية بقيمة 190 مليون أورو لإعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز
وقع المغرب والاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين بالرباط، اتفاقية بقيمة 190 مليون أورو (ما يناهز 2 مليار درهم) تهم البرنامج المندمج لإعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز (2024 ـ 2028).
عدد المدارس الجماعاتية ارتفع إلى 329 سنة 2024 (وزير)
أفاد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، اليوم الاثنين بمجلس النواب، بأن عدد المدارس الجماعاتية ارتفع من 226 سنة 2021 الى 329 سنة 2024، بزيادة بلغت 103 مدرسة.
أخبار آخر الساعة
-
إيفاد 372 مشرفا على التأطير الديني لأفراد الجالية المغربية سنة 2024 (السيد التوفيق)
-
المغرب ـ الاتحاد الأوروبي.. توقيع اتفاقية بقيمة 190 مليون أورو لإعادة بناء المناطق المتضررة من زلزال الحوز
-
عدد المدارس الجماعاتية ارتفع إلى 329 سنة 2024 (وزير)
-
تنصيب أشرف فائدة مديرا عاما للمكتب الوطني المغربي للسياحة
-
القاهرة.. بدء فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بمشاركة المغرب
-
بورصة الدار البيضاء : تداولات الافتتاح على وقع الأخضر
-
ليبيا: مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي يجدد التأكيد على أهمية مسلسلي الصخيرات وبوزنيقة
-
فاس – مكناس: إطلاق مرصد جهوي للحق في الحصول على المعلومات