المشهد الثقافي بالمدينة العتيقة للدار البيضاء يتعزز ببناء دار للثقافة

الدار البيضاء- تفعيلا للبرنامج المندمج والمتكامل لإعادة تأهيل ورد الاعتبار للمدينة القديمة للدار البيضاء، يأتي تدشين دار للثقافة بقلب هذه المدينة ليستجيب لحاجة شباب المنطقة إلى فضاءات ثقافية وتربوية ملائمة.
وعلاوة على دورها الثقافي ، وكونها ملتقى لشباب المدينة لإبراز مواهبهم ومؤهلاتهم، ستشكل هذه البنية التحتية الثقافية فضاء لتحسيس وتوعية الشباب بأهمية المدينة العتيقة والانخراط في جهود الحفاظ عليها وترميمها ورد الاعتبار لها، لا سيما وأنها تجسد الحرص الدائم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، على ضمان تنمية مندمجة للحاضرة الاقتصادية للمملكة، باعتبارها قطبا ماليا واقتصاديا لا محيد عنه ، ودون إغفال الجانب الاجتماعي والثقافي والتاريخي.
وهكذا، وبعدما كان هذا المركز ، وهو مبنى قديم يحتضن الكنيسة الإسبانية، يجسد  قيم التعددية والانفتاح والتسامح، تحول اليوم إلى منارة ثقافية دون أن يحيد عن هذه القيم، بل وأضيف اليها الجانب البيداغوجي والتربوي، مما سيساهم في الحفاظ على قيمة المبنى التاريخية ورونقه الجمالي، حيث بات ملتقى تجتمع فيه ناشئة المدينة القديمة وروادها لتبادل الافكار والمعارف وصقل مواهبهم الثقافية.
وينضاف هذا المشروع، وهو جزء من برنامج تأهيل المدينة العتيقة بالدار البيضاء، إلى برامج ومشاريع أخرى يتم تنفيذها بدعم من مجموعة من الشركاء، كما أنه يهدف إلى الاعتناء بتراث المدينة القديمة المعماري الذي تعرضت واجهات الكثير منه للهدم أو الإهمال دون القدرة على إيقاف التدهور المتزايد لهذا الموروث.
كما أن حرص جلالة الملك ،أيده الله ، على الوقوف الميداني على تتبع تنفيذ البرنامج من خلال تدشين هذه المعلمة، يعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للجانب الثقافي ، على اعتبار أن تعبئة وتحسيس الشباب بأهمية الموروث الثقافي يشكل العامل الاهم لضمان نجاح مبادرات رد الاعتبار لهذا الموروث الأصيل.
ويتضمن برنامج تأهيل المدينة العتيقة للدار البيضاء ، في شقه الثقافي ، العديد من المبادرات ومجالات التدخل تهدف إلى بعث الروح الثقافية للمدينة القديمة، أبرزها تهييئ ملف إدراج المدينة القديمة كتراث وطني، وترميم الأسوار والمداخل والأبواب، وإنجاز دراسة لتهيئة مدار سياحي يلائم محيط المدينة القديمة.
ومن شأن تنفيذ هذه البرامج أن يجعل من الدار البيضاء، ببناياتها وعماراتها المشيدة على الطراز القديم وبالتراث المعماري الاصيل للمدينة القديمة، أن يزيد من جاذبية المدينة ويرقى بجماليتها.