حفظ تلقائي : “سليمان” محمد البدوي .. العمق الإنساني وهاجس الإبداع البصري سمة موهبة تعد بالتألق

حفظ تلقائي : “سليمان” محمد البدوي .. العمق الإنساني وهاجس الإبداع البصري سمة موهبة تعد بالتألق

الأحد, 9 فبراير, 2014 - 11:32

(إعداد عبد المغيث صبيح)

طنجة – “تذكروا هذا الإسم جيدا..سيكون له شأن في عالم السينما”..كانت تلك وصية أحدهم بعد مشاهدة الفيلم الطويل “سليمان” بسينما الريف بطنجة مساء يوم أمس السبت، لمخرجه الشاب محمد البدوي، الموهبة المغربية التي أشرت على عطاء متميز في السينما الوطنية، بعمل أول يؤلف بين العمق الإنساني للموضوع والخضوع المطلق لسطوة هاجس الإبداع البصري.

البدوي، الحاصل على ماستر في السمعي البصري بجامعة مدريد والمتخصص في الكرافيزم والمؤثرات الخاصة والمونتاج وكتابة السيناريو، ارتأى إخضاع رصيده الأكاديمي والمهني هذا لاختبار ميداني عسير قاده إلى الجمع بين الإنتاج والإخراج والتمثيل في آن واحد… فكان أن جاء “سليمان”، باكورة عطائه السينمائي.

بإحدى القرى في نواحي الحسيمة، كانت عائشة، امرأة أمازيغية تقليدية، تسعد بحياة هنيئة مع زوجها الشاب، سليمان، وثمرة حبهما الطفل إسماعيل، إلى أن جاء اليوم المشؤوم الذي قادت فيه الصدفة إحدى السائحات الأروبيات إلى بيتها، لتقع عينها على الزوج الذي شغفها حبا وأسقطته في شرك الخيانة، لتبدأ بذلك معاناة زوجة تفشل في استعادة زوجها وفي إنقاد فلذة كبدها من الموت المحتوم بعد إصابته بالمرض الخبيث.. تلك قصة الشريط، الذي عرض ضمن فعاليات الدورة ال15 للمهرجان الوطني للفيلم بمدينة البوغاز.

أما نهاية القصة، فكانت مأساوية.. انتحار الأم بسم قاتل من فرط اليأس من ضياع الزوج ومرض الإبن الذي أذاقته من نفس السم لكي لا تفارقه ولكي “يرافقها” إلى عالم الموت، وتشرد الأب بعد أن جن جنونه من شدة الندم.

وفي تجل واضح لحسه الإنساني المرهف، اختار المخرج الشاب أن تكون الفكرة الأقوى في الفيلم ومحوره الأساس هو “حلقته الأضعف”، الطفل إسماعيل، الذي دفع ثمن أخطاء الكبار حتى وهو في عز مصارعته للمرض الخبيث: أب عابث ارتمى في أحضان الخيانة الزوجية المعلنة وأم استسلمت لليأس من عبث الزوج ومرض الابن لتسممه وتسمم نفسها، وعشيقة أوروبية لم تكثرت لحاله بعد أن عشقت أباه، ومدرس لا يبالي، ومستشفى تعوزه مقومات الاستشفاء. “طفل بريء في عالم موحش”، يقول مخرج الفيلم في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء.

ولعل ما يميز عمل “سليمان” هو ضيق مساحة الحوار الذي اعتمده المخرج الشاب كأسلوب تماهى من خلاله وبشكل واضح مع طبع من طباعه الإنسانية: الصمت..الناطق بكل شيء. “هو أمر مقصود في الفيلم، فأنا كمخرج وكإنسان أحب الصمت” كلغة تعبيرية، و”السينما صورة بالأساس”، يوضح البدوي.

المخرج المغربي يرى أنه “حان الوقت لبروز أسلوب سينمائي جديد بالمغرب يكسر سمة طغيان الحوار في الأعمال السينمائية المغربية ويبدع من خلال هيمنة لغة الصمت هذه المرة، رغم صعوبة المهمة”… السهل الممتنع.

وحول مورده الرئيس لتغطية تكلفة هذا العمل الفني وإخراجه إلى الوجود، قال البدوي إنها “الثقة”..”ثقة أناس في السيناريو الذي عرضته عليهم ودخولهم معي في إنتاج مشترك وتمويل الفيلم”.

لقد اعتمد البدوي في عمله السينمائي هذا على ممثلين إسبان، من طينة روبيرطو هوياس وخوان إيستيليريتش ونينا إيكونان، وبالأساس، على شخوص مغربية تدخل عالم التمثيل لأول مرة، كالشابة أنيسة إيكاري (عائشة)، التي تتوفر فقط على تجربة في المسرح، والطفل عمر بوعمار (إسماعيل) اللذين أبانا، مع ذلك، عن “موهبة كبيرة” حسب تقدير المخرج نفسه، الذي تقمص من جانبه دور الأب والزوج، سليمان.

وبعد هذا العمل الذي يكتسي طابعا جهويا، من حيث الشخوص المشاركة والفضاء، يبقى طموح المخرج المغربي، الذي يجد أن مستوى السينما المغربية يشهد تقدما ملموسا، لكنه قابلا للتحسن والتطوير، هو إنتاج أعمال سينمائية تكتسي بعدا وطنيا أكبر يحتضنها، تشجيعا وتمويلا، المركز السينمائي المغربي.

وقد سبق أن شارك “سليمان” في مهرجان القاهرة حيث حظي الفيلم بإعجاب المتتبعين، الإعلاميين على الخصوص، وفي مهرجان الناضور حيث حاز على جائزتي أحسن ممثلة، في شخص أنيسة إيكاري، والتنويه الخاص بالنسبة للمخرج.

البدوي اعترف، في كلمة مقتضبة قبيل عرض شريطه، بفضل الكاتب العام للمركز السينمائي المغربي، مصطفى استيتو، أحد الأسماء التي شجعته على إخراج فكرته السينمائية إلى حيز الوجود. “لقد منحني الثقة والدعم وخلق في حماسا كبيرا” لخوض غمار هذه التجربة السينمائية.

اقرأ أيضا

فاس – مكناس: إطلاق مرصد جهوي للحق في الحصول على المعلومات

الأحد, 24 نوفمبر, 2024 في 21:47

نُظم، اليوم الأحد بفاس، لقاء جهوي لتأسيس المرصد الجهوي للحق في الحصول على المعلومات بجهة فاس – مكناس، في إطار مشروع يروم تأسيس خمسة مراصد مماثلة بالمملكة، مُمولة بشراكة مع الاتحاد الأوروبي بالمغرب.

فيضانات إسبانيا.. تضامن المغرب يعكس روح التعاون التي تميز العلاقات بين البلدين (السيدة بنيعيش)

الأحد, 24 نوفمبر, 2024 في 21:26

أكدت سفيرة المغرب بمدريد، كريمة بنيعيش، أول أمس الجمعة بفالنسيا، أن تضامن المملكة تجاه إسبانيا، عقب الفيضانات التي ضربت الجارة الإيبيرية، يعكس روح التعاون التي تميز العلاقات القائمة بين الرباط ومدريد.

المعرض الدولي للبناء بالجديدة : أزيد من 200 ألف زائر لنسخة رفعت شعار الابتكار (المندوب العام للمعرض)

الأحد, 24 نوفمبر, 2024 في 20:54

اختتمت اليوم الأحد بالجديدة فعاليات الدورة ال 19 للمعرض الدولي للبناء، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي حج إليها أزيد من 200 ألف زائر ضمن نسخة رفعت شعار الابتكار.