567 مشروعا وأزيد من ألف نشاط في 960 صفحة .. مفاتيح موسوعة “بيروت عاصمة عالمية للكتاب”

(إعداد المراسل الدائم للوكالة ببيروت عبد الله البوشواري)

بيروت – “سنة ثقافية خارج القرن …بيروت عاصمة عالمية للكتاب”، موسوعة توثيقية تسجيلية رصدت فترة زمنية ثقافية بامتياز عاشتها هذه المدينة سنة 2009، عندما اختارتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو ) لتكون عاصمة للكتاب.وتعتبر الأرقام المدخل الأساس لهذه الموسوعة، التي أنجزتها ليلى بركات التي كلفت آنذاك بمهمة المنسقة العامة لسنة “بيروت عاصمة عالمية للكتاب”، إذ لا يمكن تجاوز أرقام كعدد صفحاتها ( 960 صفحة من الحجم الكبير)، كما لا يمكن القفز على عدد المشاريع التي وثقتها الموسوعة ، التي قدمتها بركات مؤخرا خلال مؤتمر صحفي ، التي بلغت 567 مشروعا، هذا فضلا عن 1200 نشاطا ثقافيا مرتبط ارتباطا وثيقا بالكتاب والفن والأدب والعلوم.
وانطلاق من الرغبة في التوثيق، أرادت بركات كما جاء في تقديمها، أن تكون الموسوعة ” من الغلاف الى الغلاف” وثيقة ب”الأرقام والأسماء والتواريخ والصور”.
وثقت الموسوعة للحدث من البداية الى النهاية، أسماء الأدباء والمفكرين والمبدعين الذين زاروا بيروت خلال تلك الفترة ، لأجمل النصوص التي كتبت عنه، المتابعات الإعلامية المحلية والإقليمية والعربية والدولية ، صور ورسوم وبيانات،…
إلا أن هدف الموسوعة لا يقتصر على التوثيق، بل هي تسعى الى أبعد من ذلك “الاستثمار في القطاع الثقافي وتحقيق التنمية المستدامة وتغيير صورة لبنان”، لهذا فالموسوعة ، تؤكد بركات، “دعوة للطبقة السياسية للسعي وراء هذا الهدف.
وبكلمات “حمالة أوجه” ، تسير في ذات المنحى، كتب رئيس تحرير صحيفة (السفير) طلال سلمان بأن الموسوعة “…بما تتضمنه، كما بوزنها” فهي “امتحان” لقدرة ” من يتصفحها ” على حمل الثقافة بكل أثقالها الإبداعية”.
والموسوعة، كما اعتبر سلمان في كلمة خلال تقديمها، ” مختلفة شكلا وموضوعا” ، فهي بيروت “الأغنية واللحن” بيروت ” التي تعرف اللغات جميعا ، تكتسبها ، تضيف إليها ، إنها بيروت التي تعيد خلق الكتاب والمؤلفين ، تعطيهم من ألقها ، تنشر مؤلفاتهم مع الهواء والأغنية وتجعل فلسفاتهم أحاديث سمر…”.
وتمجد الموسوعة بيروت الثقافية، التي أسرت المنتسبين لعوالم الأدب، وتخلدها في الأذهان… لم يدخلها مبدع إلا افتتن بها، وتبقى بيروت ولو أن وهنا وتجاعيد تسللت إليها مع مرور السنسن، أيقونة ، تكتب وتنكتب كما تنبثق من صورتها من الذاكرة .
عنها قالت أحلام مستغانمي سنة 2009 ، بنفس المناسبة، بأن ثمة مدنا ” نسكنها وأخرى تسكننا ،ومدنا نكتبها وأخرى تكتبنا (…) لذا ما من كاتب عربي إلا وكتبته بيروت حتى من قبل أن يزورها، لا يحتاج أن يقيم يها هي التي تقيم فيه”.
وفي تلخيص لحدث “بيروت عاصمة عالمية للكتاب”، خلصت بركات الى أن أي بلد ، أي بلد، عندما يعرف تجربة رائدة …ينساها ويعود الى حياة روتينية يعوزها المجد ، إن كان قومه بسيطا, ويهم بتوثيقها ويحفظها في الذاكرة الجماعية كي تشكل قيمة مضافة الى تاريخه ، إن كان قومه يقظا, ويعمل جاهدا لاستخراج العبر منها بغية تكرارها وانتهاجها إن كان قومه عبقريا” .
يذكر أن لجنة الاختيار التابعة لليونسكو منحت بيروت يوم ثالث يوليوز 2009 بقب “عاصمة عالمية للكتاب” ، وقد انطلق هذا الحدث في أبريل من ذات السنة وانتهى في 22 أبريل سنة2010.