2013 سنة تؤرخ لانتقال سلس للسلطة في قطر ،شعاره التغيير في ظل الاستمرارية

2013 سنة تؤرخ لانتقال سلس للسلطة في قطر ،شعاره التغيير في ظل الاستمرارية

الإثنين, 23 ديسمبر, 2013 - 10:50

من المراسل الدائم للوكالة : عمر شليح

الدوحة 23 دجنبر 2013 -يشكل ال25 يونيو 2013 ، محطة فارقة في التاريخ السياسي المعاصر لدولة قطر، إذ يؤرخ لتولي الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد بعدما تنازل له والده الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني عن الحكم، وهو حدث عاين من خلاله العالم انتقالا سلسا للسلطة شعاره التغيير في ظل الاستمرارية.

ويبدو أن الستة أشهر الاولى من حكم الأمير الجديد لقطر، أجابت عن سلسلة من التساؤلات التي طرحها المراقبون لمستجدات وتطورات الوضع السياسي في هذه الدولة الخليجية، حول النهج الذي سيعتمده الشيخ تميم في ادارة دواليب الحكم في البلاد ، حيث لم تطرأ تغييرات كبيرة على مستوى السياسات القطرية بالنسبة للأولويات الداخلية أو الخارجية.

ويعلل المراقبون ذلك بكون الشيخ تميم كان يمسك منذ توليه منصب ولي العهد بالعديد من ملفات السياسات الرئيسية لقطر ويتقاسم وجهة نظر والده بشأن السياسة التنموية الاقتصادية للدولة والقضايا الاقليمية والمرتبطة خاصة بمصير دول الربيع العربي وأمن دول منطقة الخليج.

وتجسد هذا التوجه من خلال الخطب التي ألقاها الامير تميم بن حمد في عدد من المناسبات والمحافل الدولية ومن أهمها خطابه الاول بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد، وكلمته امام الجمعية العامة للام المتحدة في نيويورك ، و خطابه في افتتاح اشغال مجلس الشوري القطري ،وكلها خطب حملت العديد من الرسائل المهمة والملامح الرئيسية لخريطة الطريق المستقبلية التي سوف تسير عليها الدولة داخليا وخارجيا .

ففي أول خطاب وجهه للشعب، غداة تسلمه السلطة من والده الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني، اعتبر الشيخ تميم بن حمد أن “تغيير شخص الأمير في دولة قطر لا يعني أن التحديات والمهام قد تغيرت بالنسبة للدولة”، مبرزا أن “معطيات الواقع لم تتغير وما زال تحدي الاستثمار في صناعة النفط والغاز وفي البنى التحتية قائما، وما زال تحدي تنويع مصادر الدخل والاستثمار الواثق لصالح الأجيال القادمة قائما أيضا”.

وأكد في هذا الصدد انه سيواصل الاهتمام بالنهوض بالعنصر البشري وبالاقتصاد الوطني وتطوير الخدمات وبناء المرافق العامة و تنويع مصادر دخل البلاد تحقيقا لرؤية 2030 التنموية ،التي تأتي، يقول الشيخ تميم ، ” استكمالا لمسيرة الاصلاح و الحداثة و ترمي الى تحويل قطر في افق سنة 2030 الى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة”.

منطق الاستمرارية هذا ، عبر عنه الشيخ تميم أيضا على الصعيد الخارجي، حيث أكد في نفس الخطاب التزام بلاده “بواجباتها تجاه التضامن والتعاون العربي في إطار مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومؤسساتهما، وتلتزم بالقضايا القومية والأمن القومي العربي وباحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي الدول العربية كافة.”

وشدد على أن قطر تلتزم بالتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله لنيل حقوقه المشروعة “، مبرزا ان قطر ستبقى “كعبة المضيوم وسوف تبقى على هذا العهد في نصرة المظلومين” ، و ذلك في اشارة الى وقوف قطر الثابت والدائم إلى جانب الشعب السوري في ثورته ومطالبه العادلة .

وجاء خطاب الأمير تميم بن حمد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 شتنبر 2013 ، ليؤكد الانخراط المتواصل لقطر في قضايا الربيع العربي ،حيث أكد الشيخ تميم أن هذه الثورات “تواجه صعوبات، تعيد عقارب الساعة للوراء، موضحا أن هذه “الصعوبات متوقعة، وأن أي ثورات يصاحبها محاولات من النظم القديمة لإعادتها مرة أخرى”.

وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ،اعتبر الشيخ تميم بأنها أصبحت “أكثر تعقيدا، حيث إن استمرار سياسة الأمر الواقع لن تحل المشكلة”، مضيفا أن استمرار السياسة الاستيطانية ستعقد الصراع مع إسرائيل، داعيا مجلس الأمن للقيام بدوره في حفظ الأمن والسلم الدوليين.

وبخصوص الازمة السورية، شدد الشيخ تميم على أن جرائم النظام السوري تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، خاصة بعد استخدامه للأسلحة الكيماوية ضد شعبه، داعيا مجلس الأمن لإنقاذ الشعب السوري، ومطالبا قوى المعارضة الى توحيد صفوفها من أجل مرحلة انتقالية تهدف إلى نظام حكم يضمن حرية وكرامة الجميع دون تمييز.

وجاءت كلمة الشيخ تميم أمام مجلس الشورى القطري في الخامس من نونبر الماضي تأكيدا لخطابه الأول الذي وجهه للشعب بعد توليه مقاليد الحكم، حيث سلط خلاله الضوء مجددا على قضايا داخلية ملحة منها على الخصوص محاربة الفساد والاحتكار ووجوب دراسة أسباب التضخم.

وفي خطابه أمام مجلس الشورى جدد الامير تميم التأكيد على أن قطر “لن تتخلى عن الشعب السوري الذي أصبح يدافع عن كرامته ووجوده على أرضه، وليس فقط لتحقيق الحرية والعدالة، وبذلك القول قطع الطريق على كل الشائعات بأن قطر تخلت عن مواقفها تجاه سوريا .

ومن خلال استحضارهم للمواقف المعبر عنها من قبل الامير الجديد لقطر ، يخلص العديد من المراقبين للوضع في الشرق الاوسط و الخليج العربي ان الرؤية الواقعية للأشياء ،التي يتمتع بها الشيخ تميم بن حمد من المرجح أن تسهم في الدفع به لمواصلة المسيرة التي رسمها والده في السياسة الخارجية.

ويلاحظ الخبراء في الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية أن قطر مهتمة بشكل عميق بالأزمة السورية لدرجة أكبر من أن تجعلها تبتعد بشكل مفاجئ من دون أن تزعج حليفتها الرئيسة الولايات المتحدة ، مؤكدين انه بعد مرور عامين، وفي بيئة إقليمية تشهدا استقطابا مطردا، من المرجح أن يواصل الشيخ تميم السير على النهج نفسه لكي يحافظ على المكانة المتقدمة التي تحظى بها قطر في المنطقة.

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024/كرة القدم-رجال (الجولة الثانية).. المغرب ينهزم أمام أوكرانيا (1-2)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 18:22

انهزم المنتخب الوطني المغربي الأولمبي أمام نظيره الأوكراني بنتيجة (1-2)، في اللقاء الذي جمع بينهما، اليوم السبت على أرضية ملعب جيوفروي غيشار بمدينة سانت إتيان، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في إطار منافسات كرة القدم (رجال) برسم الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

أولمبياد باريس.. الوفد الرياضي المغربي عازم على تحقيق مشاركة متميزة (السيد بنموسى)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:17

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم السبت بباريس، أن الوفد الرياضي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة خلال الألعاب الأولمبية 2024.

الداخلة تعيش على إيقاع الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:11

انطلقت مساء أمس الجمعة بالداخلة، فعاليات الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى عيد العرش المجيد.