يتعين على الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية تبسيط الخبر الاقتصادي وجعله في متناول القراء (ندوة)

الرباط – اعتبر عدد من مهنيي الإعلام في ندوة تكوينية نظمت خلال هذا الأسبوع بالرباط، أنه يتعين على الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية، الذي يتوفر على تكوين جيد ويمتلك المفاهيم الأساسية، أن يضطلع بدور الناشر لمعلومة اقتصادية بسيطة وموثوق بها ويمكن الولوج إليها.

وفي هذا الصدد، قال رئيس الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية، السيد خليل الهاشمي الإدريسي، إن هذا الصحفي، الذي هو في واقع الأمر “يعالج كافة أصناف الخبر”، ينبغي عليه تبسيط الأخبار الاقتصادية وجعلها في متناول القراء.

وأبرز السيد الهاشمي، في كلمة بمناسبة افتتاح الندوة التكوينية حول الصحافة الاقتصادية والمالية التي نظمتها الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية لفائدة نحو عشرين صحافيا إفريقيا، أن التحدي الرئيسي للصحفي الاقتصادي يكمن في جعل المعلومة الاقتصادية مفهومة، وفي تبسيطها وجعلها في متناول القراء بطريقة سليمة، معتمدا في ذلك الوثائق وتعريف المفاهيم واللجوء إلى تحليل الخبراء في المجال.

وأوضح رئيس تحرير صحيفة “ليكونوميست”، محمد بنعبيد، بمناسبة تنظيم هذه الندوة التي استمرت على مدى خمسة أيام، أن الصحافي الاقتصادي، الذي طالما تعرض في الماضي للازدراء والاحتقار في هذه المهنة، تمكن خلال العقود الأخيرة، من ترسيخ ممارسات جديدة، واحتلال مكانة إلى جانب الصحافة السياسية، وتأكيد دوره في تقييم السياسات العمومية الكبرى.

من جانبه، اعتبر المسؤول عن العلاقات العامة لدى الخطوط الملكية المغربية بإفريقيا، بشير تيام، أن “تطور هذا التخصص حدث ضمن السياق السياسي والأيديولوجي لما بعد الحرب العالمية الأولى، والذي أتاح إعادة تأهيل المقاولة”.

أما رئيس تحرير صحيفة “لافي إيكونوميك” و”أوجوردوي لوماروك”، سعد بن منصور، فقد أشار إلى ضرورة التخصص في الصحافة الاقتصادية والمالية، لافتا إلى أنه على الصحافي الاقتصادي أن يكون مطلعا على التوجهات والمستجدات، فضلا عن مختلف القضايا والإشكاليات ذات الصلة بالقطاعات التي يشتغل فيها.

في سياق ذلك، أبرز أستاذ الاقتصاد والصحافي، الصديق موفق، أن الصحافي الاقتصادي مطالب بإضفاء قيمة مضافة خاصة به على الخبر، من خلال نظرة نقدية، وتتبعه عن قرب للأخبار الراهنة حول القطاع وإتقان المفاهيم الاقتصادية الأساسية.

وأكد المدير العام لمرصد المغرب وإفريقيا (لوبسيرفاتور دي ماروك إي لافريك)، السيد حكيم عارف، أنه على الصحافي المتخصص في الشؤون المالية أن يكون مسلحا بمعارف قوية حول المجال، علاوة على الاطلاع الجيد على عالم الاقتصاد والمال، فضلا عن الوعي بحساسية المعلومة المالية.

أما الصحفي في أسبوعية “ماروك إيبدو”، عيسى أموراغ، فقد أبرز دينامية الأسواق المالية في المغرب، التي تبلورت في سياق الإصلاح الكبير الذي عرفه القطاع في سنة 1993، مما أتاح إرساء سوق مالي متطور ومنظم.

وقد تمحور النقاش، يقول أباشي شامامبا، صحفي لدى “ليكونوميست”، حول المعالجة الصحفية لقانون المالية الذي يمثل خبرا اقتصاديا ذا بعد سياسي، يستأثر باهتمام الرأي العام ويتطلب معالجة متعددة ومبسطة.

وشكلت هذه الندوة التكوينية فرصة للوقوف على مصادر ومصداقية الأخبار الاقتصادية وتحديات هذا الصنف من الصحافة في الزمن الرقمي.

وأبرز مدير نشر أسبوعية “لانوفيل تربين”، فهد يعتة، المصادر متعددة الأبعاد والاتجاهات لمصادر الأخبار الاقتصادية في الزمن الرقمي، داعيا الصحفيين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة قصد تحديد المصدر الموثوق واستيعاب نجاعة الخبر.

وشدد نصر الدين العفريت، مدير تحرير الجريدة الإلكترونية “ميديا24″، من جانبه، على ضرورة الاعتماد على مصادر موثوق بها، لاسيما المؤسساتية وقصاصات وكالات الأنباء، معتبرا أن مصداقية المصدر هي التي تتيح نشر معلومات صحيحة.

وشكلت هذه الندوة، التي تنظم في مقر وكالة المغرب العربي للأنباء في إطار الدورة الربيعية للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية التي تترأسها وكالة المغرب العربي للأنباء، فرصة لزيارة مختلف المصالح التحريرية والتقنية للوكالة.

يذكر أن الفدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الافريقية، التي تضم حاليا عشرين وكالة أنباء افريقية، تشكل أرضية مهنية للنهوض بتبادل التجارب والمعلومات والمنتجات متعددة الوسائط.

وتعمل الفدرالية على تشجيع تبادل الآراء والتفكير في مستقبل وكالات الأنباء والدور الذي تضطلع به في القرن ال21 في تنوعها وخصوصياتها، مع الأخذ بعين الاعتبار التحولات العميقة التي تطبع المشهد الاعلامي في سياق العولمة وتعددية الوسائط.

وحددت الفدرالية التي تأسست في 14 أكتوبر 2014 هدفا لها إرساء شراكة استراتيجية وتطوير العلاقات المهنية بين وكالات الأنباء. كما تروم المساهمة في تعزيز حرية تدفق المعلومات وتوطيد التعاون والتنسيق على مستوى المنتديات الجهوية والدولية.