وكالة المغرب العربي للأنباء، من زنقة اليمامة إلى شارع علال بنعبد الله، مسار متواصل نحو وكالة للقرن ال21

وكالة المغرب العربي للأنباء، من زنقة اليمامة إلى شارع علال بنعبد الله، مسار متواصل نحو وكالة للقرن ال21

الأربعاء, 18 نوفمبر, 2015 - 13:34

القاهرة- قطعت وكالة المغرب العربي للأنباء (ومع) منذ إنشائها كوكالة خاصة من طرف السياسي والأديب والوطني الراحل المهدي بنونة في مثل هذا اليوم (18 نونبر) من 1959 مشوارا طويلا تفاعلت فيه مع مختلف المتغيرات والتطورات التي شهدها المغرب منذ الاستقلال وإلى اليوم.

واختار لها ، جلالة المغفور له ، الملك محمد الخامس ، الذي قام بتدشينها شعار “الخبر مقدس والتعليق حر” وذلك في وقت كان ينظر فيه، في العالم العربي، لحرية الصحافة والرأي كترف لا يليق إلا بالضفة الشمالية المتقدمة التي لها باع في مجال الإعلام والكتابة عموما.

وظل هذا الشعار رهانا عملت الوكالة على رفعه وحمل لواءه كوكبة من الصحفيين الشباب الذين وضعوا اللبنات الأولى للعمل الصحفي الوكالاتي باجتهادات فردية وطموحات لا حدود لها للحاق بركب الوكالات الكبرى التي كانت، وما زال بعضها، مسيطرا على الساحة الإعلامية في العالم ك(فرانس بريس) و(رويترز) و(أسوشيتد بريس) و(نوفوستي) وغيرها من التي توقف نشاطها أو تراجع.

ففي زنقة اليمامة، قرب محطة القطار الرئيسية بوسط العاصمة الرباط عمل صحفيو الوكالة على إرساء أسس وكالة وطنية كانت أول وكالة عربية ، و جاءت تسميتها ب “وكالة المغرب العربي للأنباء”، تكريسا لاختيار تبناه المغرب منذ الاستقلال ، لتكون وكالة لكل دول المغرب العربي التي لم تكن بها وكالات بعد، وهو طموح كان على قدر كبير من التجاوب مع تطلعات وطموحات الشعوب المغاربية في تلك الفترة.

وعملت الوكالة في البداية ، وبعد أن أصبحت مؤسسة عمومية تابعة للدولة بإمكانيات متواضعة، وفي مقر أكثر تواضعا، لكن بحماس كبير من قبل جسم صحفي قليل العدد (لم يكن يتجاوز الثلاثين في وقت ما) لكن قوي العزيمة وشديد الإيمان بالسير بالوكالة قدما ، بموازاة مع ما يحققه المغرب من إنجازات وما يفتحه من أوراش وما ينهجه على طريق تحقيق دولة الحق والقانون.

وسجلت الوكالة نقاطا إيجابية عدة بشهادة العديد من المتابعين في مناسبات عدة سياسية ورياضية وغيرها منها على سبيل المثال ألعاب البحر الأبيض المتوسط بالدار البيضاء في 1983 حيث كان صحفيو الوكالة سباقين إلى تغطية كل التظاهرات وهو ما أشادت به إحدى الوكالات الغربية الكبرى واعترفت بتفوق الوكالة.

كما واكبت الوكالة أحداثا أخرى لا تقل أهمية خاصة القمم العربية العادية والاستثنائية التي استضافها المغرب ومنها قمة 1974 التي اعتبرت قمة تاريخية غير مسبوقة وفيها تم لأول مرة الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني ، وهي القمة التي فتحت الباب واسعا أمام الشعب الفلسطيني الذي تحولت النظرة إليه من شعب من اللاجئين إلى شعب يكافح من أجل استرداد حقوقه وأرضه بقيادته التاريخية وعلى رأسها الزعيم الراحل ياسر عرفات وهو ما أدى إلى اتفاقيات مدريد وما تلاها .

وواكبت الوكالة الأوراش والمشاريع الكبرى التي انخرط فيها المغرب لتحقيق التنمية خاصة ما يتعلق بالأقاليم الجنوبية للمملكة التي تركها الاستعمار في حالة يرثى لها وأصبحت مع مرور السنوات في مستوى وربما أحسن من العديد من جهات المملكة بفضل السياسة الحكيمة التي اتبعها المغرب .

وما فتئت الوكالة تتوسع بشبكة من المكاتب الجهوية والدولية والمراسلين لتغطي مختلف مناطق المغرب وجهات العالم حتى أصبحت تغطي في الوقت الراهن قارات أوروبا وإفريقيا وآسيا والأمريكيتين ، ومستقبلا استراليا لتصبح فعلا وكالة القرن الواحد والعشرين وأول وكالة عربية وإفريقية وربما عالم ثالثية، تغطي متخلف بقاع العالم بفضل مراسليها ومكاتبها وأقطابها المنتشرين في أهم العواصم والمدن العالمية.

كما عملت الوكالة خلال السنوات الأربع الأخيرة على عملية إصلاح واسعة شملت الإطارين التنظيمي والمهني ابتداء من إحداث مجلس للتحرير ووضع ميثاق للتحرير سعيا وراء إقرار النهج الذاتي التشاركي في التدبير، وفتح المجال أمام الصحفيين الشباب للعمل كمراسلين وفي مكاتب الوكالة في الداخل والخارج ، والسعي نحو إقرار المساواة بين الجنسين في تولي المسؤوليات ، في تنويع منتوجها، واقتحام مجالات صحفية جديدة وتنويع المنتوج كالصورة والفيديو والرسوم البيانية فضلا عن العزم على خلق قناة تلفزية تشتغل على مدى الساعة، فضلا عن سياسة إحداث أقطاب جهوية ودولية تمكن من تغطية الأحداث الوطنية والدولية على مدار الساعة كذلك وتقديمها برؤية مغربية.

ويذكر أن وكالة المغرب العربي للأنباء التي انتقلت إلى مقرها الحالي بشارع علال بنعبد الله في 1988 لتكون إلى جانب مؤسسات ومواقع تاريخية ومعالم بارزة مثل متحف محمد السادس وبناية البريد التاريخية ومسجد السنة حيث استقرت في محور من أهم محاور العاصمة المغربية، حظيت بالعديد من الإشادات الدولية لعل أبرزها تنويه منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة التي صنفتها في الثمانينات كأفضل وكالة عربية وإفريقية.

( بقلم : الحسين البوكيلي )

اقرأ أيضا

المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان تطلع على الأضرار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة بواحات طاطا

الإثنين, 30 سبتمبر, 2024 في 16:53

قامت المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، لطيفة اليعقوبي، بزيارة ميدانية إلى إقليم طاطا يومي الجمعة والسبت الماضيين لتقييم الأضرار المسجلة على مستوى العديد من الواحات إثر الفيضانات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

انطلاق أشغال مؤتمر دولي بدبي حول مستقبل الضيافة بمشاركة المغرب

الإثنين, 30 سبتمبر, 2024 في 16:14

انطلقت اليوم الاثنين بدبي ، فعاليات مؤتمر دولي حول مستقبل الضيافة في العالم ، بمشاركة عدد من المسؤولين الحكوميين والخبراء وصناع القرار في مجال الضيافة ، ضمنهم وفد مغربي ، برئاسة وزيرة السياحة ، فاطمة الزهراء عمور.

واشنطن.. انطلاق الاجتماع الوزاري الـ11 للتحالف الدولي ضد داعش بمشاركة المغرب

الإثنين, 30 سبتمبر, 2024 في 15:45

انطلقت، اليوم الاثنين بواشنطن، أشغال الاجتماع الوزاري الحادي عشر للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، بمشاركة المغرب، الذي يمثله وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية