آخر الأخبار
نادية أعراب الباحثة المغربية بالنرويج التي تسبر أغوار بحار الشمال الأوروبي( بورتريه )

نادية أعراب الباحثة المغربية بالنرويج التي تسبر أغوار بحار الشمال الأوروبي( بورتريه )

الجمعة, 4 مارس, 2016 - 13:16

من أوسلو .. جمال الدين بن العربي

أوسلو – لم تدخر نادية أعراب أي جهد للبحث عن آفاق أرحب لتحقيق حلم راودها منذ الصغر لتسبر أغوار البحار والمحيطات، وتحط الرحال منذ أكثر من عشر سنوات في النرويج، البلد القريب من بحار الشمال الأوروبي.

ووجدت نادية أعراب ضالتها المعرفية في معهد للبحث في مجال البحار والمحيطات في هذا البلد الاسكندنافي، وبالضبط بمدينة ستافانغر الشاطئية، التي تعتبر محطة كبرى لاستخراج البترول من البحر، ما يحتم القيام بأبحاث ميدانية حول تأثير ذلك على المياه البحرية والبيئة القريبة.

وقد شدت الرحال في سنة 2005 إلى النرويج، وهو بلد بعيد جغرافيا لكنه قريب من طموحاتها في تخصص يعتمد على الذكاء وعشق مجال الغوص مع التسلح بمفردات العلم والبحث المختبري.

وتشتغل نادية أعراب حاليا مستشارة لدى العديد من شركات التنقيب عن البترول واستخراجه العاملة في البحار المحيطة بالنرويج، من خلال تقديم دراسات ميدانية تساعد في تجنب الآثار السلبية للحفر والتنقيب واستخراج البترول.

وتعتبر أعراب، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عملية الحفر ينبغي أن تراعي المتطلبات البيئية، مشيرة إلى أن النرويج صارمة في مجال الحفاظ على البيئة، ولا يمكن القيام بالحفر في منطقة بحرية بدون الحصول على ضمانات لتجنب كوارث بيئية.

وتعمل أعراب أيضا في مجال تقديم الاستشارة الميدانية والعلمية، في النرويج وخارجها، حول مدى ملاءمة عمل التنقيب عن النفط خلال الظروف المناخية السيئة، مثل العواصف الثلجية، أو في ظل سيادة الظلام على المنطقة في أوقات من السنة، خاصة أن المناطق الشمالية بالنرويج تعرف بطول أوقات لا تشرق فيها الشمس إلا لماما، وتتعرض لموجات ثلج قاسية تحول دون استمرار أعمال الحفر.

وتجرى معظم التنقيبات عن النفط واستخراجه في الساحل البحري للنرويج البلد الغني بموارده الطبيعية المتعددة، مثل النفط والأسماك والمساحات الشاسعة من الغابات.

ويتطلب هذا الجهد العلمي والمعرفي الغوص في البحار وأخذ عينات من الماء والتربة والأسماك المحيطة بالمناطق التي تشتغل فيها هذه الشركات، التي تلجأ إلى خدماتها الأخرى الخاصة بإقناع المؤسسات والهيآت النرويجية والدولية بمدى سلامة عملها وحفاظه على البيئة وفق المعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال.

وينبع حب نادية أعراب، وهي أم لثلاثة أطفال، لهذا النوع من المغامرة المتيقظة بعلم ودراية بحثية عميقة، من اهتمام طفولي، حينما كانت تقضي أوقاتا طويلة في السباحة في شواطئ المحيط الأطلسي بجنوب المغرب.

إنها مدينة أكادير الشاطئية التي احتضنت جزءا من حلم راود نادية أعراب، إذ تقول إنه منذ ذلك الحين بدأ شغفها بالمحيطات وسبر أغوارها يسكن طموحاتها العلمية والبحثية، و”الغوص في استكشاف سر المحيط الأطلسي الأزرق”.

لقد صقلت تجربتها في مجال البحث من خلال عضويتها في المعهد العالمي للأبحاث بستافانغر (جنوب شرق النرويج)، فلمدة تسع سنوات وهي تعمل على إجراء أبحاث في عرض البحر منقبة عن ما يمكن أن يشكل سببا في تضرر البيئة من عمل شركات البترول.

ومدينة ستافانغر، التي تحتضن هذا المعهد الكبير في البلاد، تعد ثالث أكبر منطقة سكنية وتلقب بعاصمة البترول في هذا البلد الاسكندنافي الذي يعتبر من أهم مصدري النفط في العالم.

وتقول أعراب إنها كانت تعمل على إخراج عينات من الماء والسمك وصفائح من البحر والتربة، لتشكل موضوع دراسة وتحليل لكي يتم تحسين عمليات الحفر، خاصة أنها قد تتسبب في تلويث المياه، وبالتالي تضرر السلسلة الغذائية البحرية والأسماك التي تعتبر إحدى أهم صادرات النرويج نحو الخارج.

وقد يتمخض عن هذا التحليل إعطاء الرأي حول المدة التي ينبغي فيها الحفر، أو كيفية التعاطي مع مشاكل تسرب النفط في البحار وحماية الأشخاص والأسماك.

عمق الاستشارات التي تقدمها نادية أعراب نابعة من ثقة في مسار دراسي حافل، حيث انه بعد ان حصلت على الإجازة من كلية العلوم في أكادير (تخصص علم المحيطات)، التحقت بفرنسا سنة 1999 لتحصل هناك على دبلوم الدراسات العليا من مركز العلوم والبحار والمحيطات بمارسيليا.

إنها تجربة جيدة، تقول أعراب، التي لم تخف تطلعا علميا كبيرا في داخلها أثمر نيل الدكتوراه في علم المحيطات في إطار مشروع أوروبي لنحو 32 مختبرا من القارة العجوز، مما أتاح لها فرصة القيام برحلات بحرية إلى 34 بلدا من ضمنها إيطاليا وفرنسا واسبانيا، بالإضافة إلى النرويج.

وباعتبارها باحثة شابة ولديها تجربة كبيرة، نالت في سنة 2004 جائزة “أحسن الباحثين الشباب” في علوم البحار والمحيطات، وذلك خلال مؤتمر حول “الرخويات” انعقد في فرنسا، وكذا جائزة أحسن متدخل في مؤتمر نظم سنة 2003 بجامعة تامبا بفلوريدا بالولايات المتحدة، وجائزة أخرى سنة 2004 تمنحها جمعيات البحث في البحار والمحيطات بجامعة بوردو الفرنسية.

التجربة الطويلة في البحث العلمي والاستشارة البيئية، جعلت دولة “بيليز” تطلب الاستفادة من خبرتها، خاصة أن هذا البلد الصغير، الذي يقع قرب غواتيمالا والمكسيك، يحبذ التعرف على المراحل اللوجستيكية والاحتياطات البيئية قبل إعطاء الانطلاقة للتنقيب عن البترول في المياه الوطنية.

ودولة بليز، التي توجد في شمال أمريكا الوسطى ويحدها شرقا البحر الكريبي، تتوفر على أنواع عديدة من الأسماك، ما جعل هذا البلد يحبذ الإنصات إلى نادية أعراب لكي يتم التنقيب بتوازي مع احترام المعايير البيئية الأساسية.

ولم تنس أعراب بلادها، فهي في مرحلة إعداد مشروع لتأسيس غرفة للتجارة بين العرب والنرويجيين تهدف إلى نقل المعرفة التي تتوفر عليها النرويج لمدة 40 عاما في ميدان البترول إلى البلدان العربية ،وعلى الخصوص المغرب الذي لديه طموح كبير ليدخل نادي البلدان المنتجة للنفط.

وتعتبر نادية أعراب أن التحدي الأساسي في مسارها العلمي هو الرفع من القدرات المعرفية في هذا المجال والكيفية التي يمكن من خلالها المساهمة بشكل أفضل في إنجاز مشاريع بيئية للمغرب وللمؤسسات التي تعمل معها.

اقرأ أيضا

انعقاد الدورة العادية الـ 159 للجمعية العامة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي

الإثنين, 1 يوليو, 2024 في 16:05

عقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الدورة العادية التاسعة والخمسين بعد المائة لجمعيته العامة برئاسة أحمد رضى شامي، رئيس المجلس.

قدرة مشاريع الطاقات المتجددة التي توجد في طور الاستغلال تبلغ 4600 ميغاواط (وزيرة)

الإثنين, 1 يوليو, 2024 في 16:01

أفادت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، اليوم الاثنين بمجلس النواب، أن قدرة المشاريع المنجزة للطاقات النظيفة، والتي توجد في طور الاستغلال، تصل حاليا إلى حوالي 4600 ميغاواط.

المغرب يفرض نفسه كوجهة رائدة لشركة “ستيلانتيس” لصناعة السيارات (مجلة إسبانية)

الإثنين, 1 يوليو, 2024 في 12:31

أفادت مجلة “إيبريدوس إي إلكتريكوس” الإسبانية المتخصصة في صناعة السيارات، اليوم الاثنين، بأن المغرب يفرض نفسه كوجهة رائدة لشركة “ستيلانتيس” لصناعة السيارات.