مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة حدث عالمي خالد دخل ذاكرة المغاربة والعالم ( المجلس الجهوي للسياحة)

(أجرى الحديث : محمد القنصوري)

فاس- قال السيد إدريس فصيح، رئيس المجلس الجهوي للسياحة، إن مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة يشكل حدثا ثقافيا خالدا لأنه دخل ذاكرة المغاربة والعالم وأضحى مع توالي الدورات يجسد مبادئ وقيم السلم والتسامح والتعايش.

وأضاف السيد فصيح، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الحدث الثقافي والفني العالمي يمثل نموذجا لفن العيش وفضاء للتلاقي والتعارف، مشيرا إلى أن الحفل الافتتاحي للدورة الحالية لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي ترأسته صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، حضرته العديد من الشخصيات التي جاءت من مختلف بلدان العالم.

وأوضح أن العرض الافتتاحي لهذه السنة الذي حمل عنوان “سماء مرصعة بالنجوم” شكل مناسبة لاستحضار مسار نساء شهيرات طبعن تاريخ المغرب وبعض المحطات من حياتهن، وذلك عبر حكي مجازي استحضر تألق هؤلاء النسوة الرائدات وإسهاماتهن في الحياة المغربية.

وأشار السيد إدريس فصيح إلى أن منظمة الأمم المتحدة اختارت منذ سنة 2001 مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ك”حدث متميز” من شأنه أن يساهم بشكل كبير في دعم وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وتكريس قيم ومبادئ السلم والتعايش.

وقال رئيس المجلس الجهوي للسياحة إن المولعين بالموسيقى الروحية والمهووسين بالدفاع عن قيم ومبادئ التسامح والإخاء يشدون كل سنة خلال هذا الموعد الرحال إلى مدينة فاس في رحلة للبحث عن الذات والانتشاء بالإيقاعات الموسيقية والتعابير الفنية والأذكار الصوفية التي تدعو إلى المحبة والإخاء وترفض العنف والتطرف والتمييز.

وأكد أن هذا الحدث الثقافي تميز سنة بعد أخرى بالانتشار والإشعاع وظل محافظا على رسالته التي أنشئ من أجلها وهي دعم السلم والأمن والتقريب بين الثقافات والشعوب بعيدا عن اللون او الجنس أو الدين وذلك بتمجيد المشترك بين الإنسان والاحتفاء بالمقدس، مضيفا أن المهرجان مكن أكبر عدد من الناس من مختلف بلدان العالم ومن الشخصيات المرموقة والمعروفة من زيارة العاصمة العلمية والفكرية للمملكة التي تعيش طيلة أيام المهرجان على إيقاعات الموسيقى والتعابير الفنية التي يقدمها فنانون ومبدعون يفدون من مختلف دول العالم خلال حفلات وسهرات تحتضنها فضاءات متعددة بالمدينة.

وأوضح السيد إدريس فصيح أن هذا الحدث الدولي ساهم من خلال عروضه الفنية ومنتدياته الفكرية وسهراته الموسيقية إلى جانب تثمين المؤهلات السياحية لمدينة فاس العريقة والتعريف بها، في تكريس إشعاع كبير للمغرب رمز التعايش والتسامح والإخاء بين مختلف الديانات والثقافات.

وشدد على أن 22 سنة من الانتشاء والتلذذ بالموسيقى العريقة جعلت من مدينة فاس فضاء للروحية بامتياز تهفو إليه خلال هذا الموعد السنوي أفئدة المهتمين بالمقدس والمشترك بين الشعوب الذين يزداد عددهم دورة بعد أخرى من أجل التأمل في هذا الكون واستخلاص العبر والتعارف والتلاقي وتكسير الحواجز الإيديولوجية والفكرية.

وقال إن مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة تجاوز كونه فضاء للقاءات وللفكر والثقافة والفن إلى آلية ومرتكز لتنشيط مدينة فاس سياحيا باعتباره يشكل حملة إشهارية مسترسلة لمدينة عريقة تختزن منذ نشأتها فبل عدة قرون قيما وعادات وتقاليد ثقافية وفكرية أصيلة استطاعت بمفضل جهود العديد من الجهات أن تحافظ عليها وتضمن استمراريتها.

من جهة أخرى عبر رئيس المجلس الجهوي للسياحة عن أسفه لإلغاء بعض الحفلات الفنية والموسيقية التي كانت مبرمجة خلال هذه الدورة بالفضاء التاريخي (باب الماكينة) بسبب الأمطار التي تهاطلت خلال امسيات هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن هذه الأمطار دفعت العديد من عشاق المهرجان وزوار المدينة إلى تأجيل قدومهم ومنهم من قرر إلغاء حجوزاتهم.

وأكد السيد فصيح أن مدينة فاس تتوفر على مختلف الإمكانيات والمؤهلات التي تجعل منها وجهة سياحية بامتياز، مشيرا إلى أن هذه المدينة العريقة التي تحتضن العديد من المعالم التاريخية والمآثر الحضارية والمعمارية شكلت على الدوام منطقة جدب للسياح ليس فقط من أوربا وحدها ولكن أيضا من آسيا وإفريقيا وأمريكا.

ونوه، في هذا الإطار، بقرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي أعلن عنه جلالته من بكين والقاضي بإلغاء التأشيرة على الصينيين الراغبين في زيارة المغرب ابتداء من فاتح يونيو المقبل.

واوضح رئيس المجلس الجهوي للسياحة أن السياحة جنوب الصحراء أضحت في ظل التحولات التي يشهدها العالم تشكل نشاطا للمستقبل بالنسبة للعاصمة الروحية للمملكة بصفة خاصة وللمغرب بصفة عامة بالنظر للقرب الجغرافي وكذا للزيادة المسجلة على مستوى عدد الرحلات الجوية للخطوط الملكية المغربية اتجاه هذه البلدان معلنا عن قرب افتتاح خط جوي جديد سيربط بشكل منتظم بين مدينتي فاس ودكار.