مهرجان الهرهورة لسينما الشاطئ يواصل فعالياته بعرض فيلمي “رجاء بنت الملاح” و”مقاومة”

  الهرهورة- يواصل مهرجان الهرهورة لسينما الشاطئ فعالياته بعرض، يوم الجمعة، الوثائقي “رجاء بنت الملاح” للمخرج عبد الإله الجوهري، وفيلم “مقاومة” لإدريس شويكة، في إطار المسابقة الرسمية لنسخته الأولى.

  المجد الزائل والأضواء والأوهام هي المفارقات التي تشكل حجر الزاوية في موضوع حاول المخرج عبد الإله الجوهري تحويله إلى عمل سينمائي هو “رجاء بنت الملاح”.

  عاشت نجاة بنسالم في دور “رجاء بنت الملاح” لحظات السعادة والشهرة التي ستجلب لها فيما بعد الكثير من المتاعب والآلام وستتراكم عليها العديد من المشاكل لتجد نفسها مضطهدة، مجسدة بذلك شتى أنواع المآسي الإنسانية.

  ويحكي هذا الفيلم جوانب من قصة “رجاء بنت الملاح”، وهي شابة مراكشية ذات التاسعة عشرة عاما وجدت نفسها صدفة في قلب مغامرة سينمائية من خلال مساهمتها في شريط (رجاء) للمخرج الفرنسي جاك دوايون، وحصولها على جائزتي أحسن ممثلة صاعدة في مهرجان البندقية السينمائي وأحسن ممثلة في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش سنة 2003، يفترض أن تفتح لها ابواب السعادة والنجاح.

  بفضل عفويتها وتطبعها بميزات المدينة الحمراء استطاعت نجاة بن سالم بسرعة فائقة إقناع المخرج الفرنسي الذي رصدها سنة 2003 ومنحها أحد الأدوار الرئيسية في فيلمه. هذه المرحلة في حياتها مكنتها من الولوج إلى عالم السينما من بابه الواسع والعمل الند للند مع مشاهير السينما خلال فترات التصوير.

  من خلال جولته الإبداعية بين مراكش  وضواحيها حاول الجوهري إظهار ما حصل للبطلة “رجاء”، التي، مع الأسف، لم تواصل مسارها السينمائي والحصول على دور سينمائي في فيلم آخر.

  وعلى الرغم من أنها تعيش، منذ سنوات، حياة صعبة في شوارع مراكش لم يفقدها ذلك إيمانها بقدراتها الإبداعية، غير أن موهبة الفنانة الشابة لم تشفع لها في إيجاد من يحتضنها من أجل مواصلة مسارها السينمائي.

  في فيلم وثائقي من 70 دقيقة، حاول المخرج عبد الإله الجوهري جمع لحظات مأساوية من حياة رجاء، التي بدأت منذ سنوات، قبل الانتقال إلى استعراض تطورات مراحل الحياة البشرية، التي تحيل على القسوة ووهم المجد.

  من جهته، سلط المخرج إدريس شويكة في فيلمه “مقاومة” الضوء على لحظة مهمة في تاريخ الشعب المغربي تتجلى في مطالبته بنيل الاستقلال. يحكي الفيلم عن الاستياء والغضب الذي خلفه نفي جلالة المغفور له محمد الخامس لدى الشعب بمختلف أطيافه.

  هذا الاستياء والغضب الذي اعترى المغاربة جسده الشاب عبد الرحمان ربيعي، وهو ميكانيكي يتطلع إلى الانضمام إلى المقاومة المسلحة بقيادة المقاوم محمد الزرقطوني.

  وفي طريقه للالتحاق بعناصر المقاومة المسلحة وجد نفسه أمام خيار صعب حينما اكتشف أن جده على رأس شبكة من المتعاونين مع المستعمر، والمسؤول أيضا على السجن،  بل تسبب في اغتيال العديد من المقاومين.

  من خلال هذه الشخصية خاص الفيلم في حقبة من تاريخ المغرب تميزت بتصاعد المقاومة المسلحة ضد المستعمر  واستهداف المقاومين من طرف المتعاونين معه.

  يذكر أن مهرجان الهرهورة لسينما الشاطئ في نسخته الأولى، الذي ينظم من 26 إلى 30 يوليوز الجاري بشاطئ سيد العابد، “يعد مغامرة سينمائية جديدة وفضاء سيجتمع فيها المهنيون والجمهور العريض لتقاسم لحظات فنية وسينمائية خاصة تحت سماء شاطئ الهرهورة.

  وتتوخى هذه التظاهرة الاحتفاء بثلاث أجيال فنية، إضافة إلى تطوير المنتوج الفني والثقافي سواء تعلق الأمر بالسينما أو المسرح أو الموسيقى وإهداء الجمهور والمصطافين عروضا سينمائية متنوعة.