منصة الشباب بإقليم الفحص أنجرة، فضاء للالتقائية وللإدماج الاقتصادي للشباب

الفحص أنجرة – لترصيد الدينامية الاقتصادية التي يشهدها إقليم الفحص أنجرة بفضل المشاريع المهيكلة، تم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بقصر المجاز إحداث منصة للإدماج الاقتصادي للشباب، تشكل حاضنة للمشاريع وأرضية لتطوير ومواكبة اليافعين الباحثين عن الاندماج في الدورة الاقتصادية المحلية.

ولإقليم الفحص أنجرة خصوصية مجالية، تتجلى في الدينامية الاقتصادية والمؤهلات الطبيعية والإيكولوجية، التي تجعل من مجاله الترابي فضاء خصبا لبلورة أفكار مشاريع شابة، تتماشى والمؤهلات والإمكانات المحلية.

ويعول على منصة الشباب، التي تشكل مكونا أساسيا في تنزيل برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب في إطار المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أن تدعم روح الابتكار والريادة وتشكل فضاء لمواكبة تعزيز قدرات الشباب، من خلال استقطاب حاملي المشاريع وأفكار المشاريع الباحثين عن المواكبة والتوجيه فيما يخص ريادة الأعمال وخلق مشاريع الخاصة.

وتوفر المنصة فضاءات للاشتغال بمواصفات عالية الجودة، إلى جانب فضاءات للتكوين، حيث يسهر القائمون على شؤون هذه المنشأة على تقديم كافة وسائل الدعم الكفيلة بمساعدة الشباب ودعمهم لإخراج أفكار مشاريعهم إلى أرض الواقع، وذلك من خلال التأطير الذي يشرف على أكاديميون وخبراء في مجال إحداث وتسيير المقاولات.

في هذا السياق، أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الفحص أنجرة، محمد تصميت، أن “الإمكانات المحلية دفعتنا للتفكير في وضع أحد الآليات المهمة، التي اعتمدتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، والتي نجد تجسيدا حقيقيا لها بإقليم الفحص أنجرة، ألا وهي منصة الشباب، باعتبارها فضاء للالتقاء والتواصل مع الشباب”.

وأضاف المسؤول بأن الأدوار الجوهرية لمنصة الشباب تتمثل في الاستقبال والاستماع والتوجيه باعتباره عنصرا أساسيا في منح المواكبة الملائمة لاحتياجات الشباب، كما تعد المنصة كذلك فضاء لتكوين وتأهيل الشباب، سواء الباحثين عن العمل من أجل إدماجهم بسوق الشغل أو الحاملين لأفكار مشاريع التشغيل الذاتي.

بعد إطلاق منصة الشباب في مقر مؤقت خلال السنوات الماضية، تم في شهر دجنبر الماضي تدشين مقر جديد بالقرب من ميناء طنجة المتوسط بمواصفات عصرية، تطلب تشييده وتجهيزه غلافا ماليا يفوق 4,5 مليون درهم، وهو مشروع رأى النور بفضل المقاربة التشاركية الفريدة التي التف حولها كافة المتدخلين والفاعلين على مستوى الإقليم.

ولعل من بين أبرز الشركاء في المشروع هناك المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال ومؤسسة طنجة المتوسط والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، وجمعية فحص أنجرة مبادرة.

بالفعل، فقد أصبحت المنصة مقصدا لشباب إقليم الفحص أنجرة الساعين وراء تحقيق أحلامهم وآمالهم في الانخراط في عالم المقاولاتية، أو الطامحين إلى تعزيز قدراتهم التدبيرية وكفاءاتهم المهنية في عدد من المجالات ذات الصلة بسوق الشغل.

في هذا الصدد، أبرزت يسرا، صاحبة مشروع “بوفيه” لإقامة الحفلات الخاصة مثل العقيقة، أنها جاءت إلى المنصة بحثا عن تطوير مشروعها عبر الحصول على الدعم المالي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى جانب المواكبة والتكوين في التدبير والتسويق والضرائب، معتبرة أن المنصة قربت الشباب من الخبراء في مجال المقاولات.

في السياق ذاته، اشارت الإطار بمنصة الشباب، آيت البشير ابتسام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية M24، أن هذه المنشأة تقدم عدة خدمات تتوزع على محور التشغيل للباحثين عن تطوير قدراتهم، ودعم المقاولات أي استقبال أرباب المشاريع وحاملي أفكار المشاريع، والمواكبة والتكوين في المجالات ذات الصلة بعالم المقاولة.

وعاينت وكالة المغرب العربي للأنباء ثلة من شباب إقليم الفحص أنجرة بصدد تلقي دروس نظرية وتكوينات تطبيقية حول “استراتيجية المشاريع”، وهي المرحلة الأولى التي يتم فيها تأطير الشباب من أجل بلورة أفكار مشاريع واضحة، وقادرة على توفير فرص الشغل وضمان الاستدامة.

بالفعل، فمنصة الشباب تضم عدة مرافق موجهة بشكل خاص إلى تطوير قدرات الشباب، حيث تضم قاعات للمهن الخاصة والتكوين وتقوية القدرات والتشغيل والتجارة، بالإضافة إلى قاعة متعددة الاختصاصات ومكاتب إدارية.

وتقوم منصة الشباب بحملات تحسيسية في أوساط الناس لحثهم على الاستفادة من إمكانات الدعم والمواكبة المتاحة في إطار المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما تنعقد بالمنصة لجان الانتقاء الأولي لاختيار المشاريع المؤهلة للحصول على الدعم والمواكبة قبل إحالتها على اللجان المحلية للتنمية البشرية.

بالفعل، يتيح المقر الجديد لمنصة الإدماج الاقتصادي للشباب تنزيل كل محاور البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لاسيما دعم تشغيل الشباب عبر تطوير المهارات الذاتية والمهنية لتوفير فرص للشغل بتنسيق مع مختصين في المجال، أو دعم مقاولات الشباب عن طريق ضمان المواكبة القبلية والبعدية لحاملي المشاريع قصد إنجاح مقاولاتهم، أو دعم الأنشطة التي تندرج ضمن محور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والتي تهدف إلى تطوير سلاسل القيم للقطاعات الواعدة بالإقليم.