منتدى التعاون الصيني-الإفريقي ..أرضية للحوار من أجل تعميق الشراكة الصينية -الإفريقية

عبد الغني عويفية

جوهانسبورغ – لقد شكل منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك 2015) ، الذي انطلقت أشغال قمته الثانية اليوم الجمعة بجوهانسبورغ بمشاركة المغرب ، طيلة 15 سنة الماضية أرضية للحوار من أجل ترسيخ شراكة فاعلة بين الصين والقارة السمراء.

ويمثل المنتدى ، الذي ينظم كل ثلاث سنوات منذ 2000 ، إطارا للصين والبلدان الإفريقية من أجل إبرام عقود واتفاقيات تعاون.

كما تعتبر دورة جوهانسبورغ المنعقدة حول موضوع “الصين وإفريقيا تتقدمان معا.. تعاون رابح- رابح من أجل تنمية مشتركة “، مناسبة لإطلاق ديناميكية جديدة للعلاقات بين الجانبين وتوسيع آفاقها.

وعملت الصين وإفريقيا منذ الدورة الأولى ل(فوكاك ) على تمتين علاقاتهما التي شهدت في سنة 2009 منعطفا جديدا تجلى في كون الصين أضحت أول شريك تجاري لعديد من البلدان الإفريقية.

وقد سجلت المبادلات التجارية بين إفريقيا والصين ارتفاعا ملحوظا، حيث انتقلت من 10,6 مليار دولار سنة 2000 إلى 91,06 مليار سنة 2009 قبل أن يستقر حالها في 201,1 مليار دولار سنة 2014 ، وهي السنة نفسها التي شهدت فيها الاستثمارات الصينية في إفريقيا ارتفاعا بقيمة 30 مليار دولار، مع تواجد أزيد من 2500 مقاولة صينية بالقارة الإفريقية وإحداث قرابة 100 ألف منصب شغل.

وينعقد منتدى هذه السنة في ظل ظرفية صعبة تتسم خصوصا بانخفاض أسعار المواد الخام ، وبطء وتيرة الاقتصاد الصيني ، كانت لها تأثيراتها الخاصة على الناتج الداخلي الخام لكثير من البلدان لاسيما جنوب إفريقيا، وهو المعطى الذي سيلقي بظلاله ، لا محالة على ، أشغال قمة جوهانسبورغ التي سيتعين من خلالها على المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال أن يوضحوا مدى انعكاسات هذه الظرفية على تطلعات الشراكة الصينية- الأفريقية.

وقد أبدى المسؤولون الصينيون كل الثقة، وهم يؤكدون عزم بكين إعطاء بعد جديد لحضورها في القارة السمراء عبر تركيزها أكثر على مشاريع كبرى تخص البنيات التحتية (شبكات حديدية وطرق سيارة وبنيات تحتية جوية إقليمية) ، وكذا على النهوض بتصنيع إفريقيا.

وحسب المسؤولين الصينيين، فإن التعاون الإفريقي سيتوسع ، خلال السنوات الثلاث القادمة التي ستلي منتدى جوهانسبورغ، ليشمل السلم والأمن.

وكان القائم بالأعمال بالنيابة في سفارة الصين ببريتوريا السيد لي سونغ، قد صرح خلال لقاء ببريتوريا أن الصين عازمة على جعل منتدى التعاون الصيني-الإفريقي ( فوكاك 2015) حدثا ناجحا، مشيرا إلى أن المنتدى سيشكل فرصة مميزة لإطلاق مبادرات هامة تخدم القارة الإفريقية ، وأن محطة جوهانسبورغ تجسد منعطفا هاما في تاريخ العلاقات الصينية -الإفريقية.