منتدى إعلامي خليجي بالمنامة يدعو إلى التقيد بالمعايير المهنية لإشاعة ثقافة السلم والحوار

منتدى إعلامي خليجي بالمنامة يدعو إلى التقيد بالمعايير المهنية لإشاعة ثقافة السلم والحوار

الجمعة, 13 نوفمبر, 2015 - 8:52

المنامة – شدد إعلاميون عرب شاركوا في المنتدى الخليجي الثالث للإعلام السياسي، الذي انعقد أول أمس الأربعاء بالمنامة، على ضرورة تقيد محترفي الإعلام التقليدي والجديد بالمعايير المهنية، لإشاعة ثقافة السلم والحوار، وتعزيز السلم الأهلي الذي تهدده خطابات وممارسات التطرف، والفرقة والانقسام.

وأكدوا خلال المنتدى الذي تمحور حول موضوع “الإعلام والسلم الأهلي”، على وجوب التزام الدقة والموضوعية عند تقديم المعلومة، والعمل بجهد ومسؤولية على نشر قيم التسامح واحترام التعددية، لاسيما مع انتشار نزوع الفرقة والتعصب، وازدياد وتيرة الإرهاب والتطرف والفوضى، مما يشكل تهديدا حقيقيا لأمن واستقرار المنطقة.

وأوضح المتحدث الرئيسي في المنتدى والمدير العام لقناة (العربية)، الإعلامي تركي الدخيل، في ورقة عمل حول دور الإعلام العربي التقليدي والجديد في السلم الأهلي، أن ثقافة السلم الأهلي صناعة تؤسس لها الأنظمة السياسية بالشراكة مع المجتمع المدني والمؤسسات الدينية، ويتمخض عنها صقل الوعي وترسيخ مبادئ التسامح، وتوطيد لغة الحوار، ونشر قيم قبول الآخر، وحفظ حقوق الأقليات، وصون مفهوم الحق بالاختلاف وقبول الآخر.

وقال المتحدث إن السلم الأهلي يهدف إلى منع الحرب الأهلية في المجتمع عبر معالجة الخطابات التحريضية العنفية، ورفض كل أنواع التحريض المادي والرمزي ضد أي مكون من مكونات المجتمع عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والإعلام الجديد.

وتمحورت أولى جلسات المنتدى، الذي نظمه معهد البحرين للتنمية السياسية، حول دور الإعلام التقليدي كمنبر لتسليط الضوء على مبادئ وقيم ثقافة السلم الأهلي، والحفاظ على دعائم الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، وكيفية تجنب إساءة استغلال منابر هذا الإعلام لقطع الطريق على التطرف والإرهاب .

وشدد الإعلامي حسن معوض على وجوب اعتماد المهنية والدقة في نقل وتناول الأخبار من أجل حماية المجتمع من أذى الأخبار الكاذبة والمغرضة، معتبرا أن على الإعلامي الناشط أن ينحي رأيه جانبا ويمثل مؤسسته لدى ممارسته عمله، داعيا المؤسسات التشريعية إلى الاضطلاع بدورها كاملا في تشريع القوانين التي تحول دون إثارة الفتن والقلاقل عبر الإعلام .

ويرى معوض أنه لا يمكن اعتماد مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر موثوقة بها للأخبار، مطالبا بالالتزام بمواثيق الشرف، وبسن قوانين مرنة ضابطة للمهنة وتستوعب مختلف أصناف الإعلام، حماية لحقوق القارئ والمشاهد والمستمع.

من جانبه، حذر نارت بوران، المدير العام لقناة (سكاي نيوز عربية)، مما أسماه ظاهرة “تبييض الأخبار”، حيث تتم صياغة أخبار ما غير دقيقة أو كاذبة، ويجري الترويج لها وتناقلها بين عدد من وسائل الإعلام وكأنها أخبار صحيحة.

وشدد على أنه يتعين على القنوات أن تفرض سياساتها على مقدمي البرامج وليس العكس، موضحا أن البرامج الحوارية أصبحت أمام تحدي كبير ولم تعد تقتصر على مواعيدها فقط، بل أضحت مرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يستمر مقدم البرنامج الحواري لأيام في مناقشة القضية المثارة في برنامجه.

وبالنسبة للكاتب والمحلل السياسي الكويتي، خالد الجنفاوي، الفائز بجائزة المنتدى للصحافة، فإن المؤسسات الإعلامية مدعوة لتكوين رأي عام مستنير يعكس عدالة وعقلانية المجتمع وتسامحه، كما يجب عليها أن تحرص على تدعيم الوحدة الوطنية بكل تفاصيلها ومبادئها ونشر قيم السلم والاعتدال والتسامح في المجتمع

ويرى الجنفاوي أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تمثل إعلاما بالمعنى الدقيق للكلمة، وأنه ينبغي التمييز بين الوسائل التابعة لمؤسسات إعلامية وبين تلك التي تتبع لأفراد، متوقعا أن يتم مستقبلا تقسيم وسائل التواصل الاجتماعي طبقا لقطاعات المجتمعات كل على حدة، كقطاع الاقتصاديين أو قطاع السياسيين، حيث ستصبح أكثر تخصصا .

وفي جلسة أخرى، تناول متدخلون مخاطر الإعلام الجديد على تماسك المجتمعات الخليجية، في ظل بروز وسائل الإعلام الجديد كلاعب أساسي على الساحة الإعلامية، وما رافق ذلك من ظهور حالة من “التشوهات السلوكية والفكرية” في الخطاب الإعلامي المتداول.

وقارن المتدخلون بين قدرة وخطاب وسائل الإعلام الجديد ونظيره التقليدي، من حيث مقدار استيعابهما لثقافة السلم الأهلي، ومدى تمكن وسائل الإعلام الجديد من استيعاب التناقضات المجتمعية أو مفاقمتها. كما ركزوا على دور الدولة في استيعاب دور هذه الوسائل، والحد من مخاطرها المجتمعية على ثقافة السلم الأهلي.

وحسب رئيس مجلس إدارة (دار العرب) بلندن، هيثم الزبيدي، فإنه في كل من الإعلام التقليدي والجديد لم يتم اعتماد الوسائل الإعلامية الصحيحة بسبب تحيز المحتوى لإحدى الدول أو لجهة سياسية ما، مبرزا أن العنصر المفقود على هذا الصعيد هو الوعي، الذي من دونه يصبح الخطاب الإعلامي مجرد مزايدات ومهاترات.

ومن ناحيته، استعرض بدر صالح، مقدم برنامج (ايش اللي) ذي الإقبال الواسع على اليوتيوب، نماذج من محتوى الإعلام الجديد، مبرزا دور هذا الإعلام في تعزيز ثقافة السلم الأهلي، خاصة من خلال التحلي بالموضوعية وفسح المجال للتبادل الحر للآراء والأفكار.

وتطرقت الجلسة الثالثة والأخيرة من المنتدى إلى محورين رئيسيين هما آليات ومقومات الخطاب الإعلامي، والتشريعات المنظمة لضمان السلم الأهلي، حيث تم إبراز ضرورة العمل على بناء أطر خاصة بإعلام موضوعي، بدعم ثقافة السلم الأهلي، وأهمية التحاور بين القائمين على وسائل الإعلام المختلفة، لوضع ميثاق شرف إعلامي تركز بنوده على فلسفة الحوار، وسلوكيات الإعلاميين كنموذج لدعم قيم السلم الأهلي.

وارتكازا على الحالة اللبنانية، تحدثت الإعلامية جيزيل خوري، عن الحاجة الماسة إلى تعزيز قيم التعايش السلمي والتسامح وقبول الآخر ونبذ التعصب، والتوافق على تبني خطاب إعلامي يستوعب الاختلاف داخل المجتمع، ويعمل على تكريس الشراكة الوطنية على أسس ديمقراطية.

ومن جهته، اعتبر الأكاديمي والمستشار الإعلامي الإماراتي علي الشعبي، أن تثبيت دعائم السلم الأهلي يحتاج إلى ترشيد الخطاب الإعلامي، مشددا على الحاجة إلى التقليص من الفجوة الحاصلة بين الإعلام والجمهور، وإنتاج محتوى إعلامي خليجي جديد قوامه “جيش جديد” من الإعلاميين الشباب.

ووقع اختيار منظمي المنتدى الخليجي للإعلام السياسي على موضوع “الإعلام والسلم الأهلي” لدورة هذا العام، بالنظر إلى الأجواء المضطربة التي تحيط بدول المنطقة، لاسيما مع انتشار آفة التطرف والإرهاب وتزايد مظاهر العنف والفوضى ومخاطر الصراعات والحروب وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة ككل.

ويؤكد معهد البحرين للتنمية السياسية، وهو معهد وطني تأسس سنة 2005 ويتبع مجلس الشورى، أن المنتدى جاء ليشكل منبرا مستقرا ودائما لتعزيز ثقافة الديمقراطية في المجتمعات الخليجية، مشددا على أن هذه الأجواء والمظاهر جعلت من العمل على تحصين الجبهة الداخلية من محاولات اختراق المجتمعات الخليجية وبث الفرقة والتعصب والاقتتال فيها، وهدم مقومات الوحدة الوطنية بين أبناء المجتمع الواحد، أمرا ضروريا ومسؤولية مشتركة لا مناص من القيام بها، بغية ترسيخ دعائم السلم الأهلي بمفاهيم سليمة تعزز لغة الحوار والتسامح، واحترام التعددية.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024: انتهاء مرحلة تجميع المعطيات من لدن الأسر (المندوبية السامية للتخطيط)

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 21:28

أعلنت المندوبية السامية للتخطيط أن مرحلة تجميع المعطيات لدى الأسر في إطار الإحصاء العام السابع للسكان والسكنى قد انتهت مع حلول منتصف ليلة أمس الإثنين، وشهدت تجاوبا كبيرا أبدته الأسر والساكنة.

الرباط.. التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة تهدف إلى تسريع الانتقال نحو اقتصاد أخضر ومنخفض الكربون

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 20:38

وقعت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وصندوق الإيداع والتدبير (CDG)، اليوم الثلاثاء بالرباط، اتفاقية إطار للشراكة بهدف تسريع النتقال نحو اقتصاد أخضر ومنخفض الكربون.

افتتاح المنتدى الأكاديمي-الصناعي الدولي الأول بالرباط

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 16:21

افتتحت، اليوم الثلاثاء بالرباط، فعاليات المنتدى الأكاديمي-الصناعي الدولي الأول، بمبادرة من المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، وبشراكة مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة.