آخر الأخبار
ممارسة الرياضة في رمضان بين الترفيه والضرورة الجسدية

ممارسة الرياضة في رمضان بين الترفيه والضرورة الجسدية

الجمعة, 10 يونيو, 2016 - 11:01

بقلم : فريد بن مصباح

 الرباط- يحتل النشاط الرياضي، إلى جانب العادات والتقاليد التي تفرض ذاتها في الحياة المعاصرة للصائمين، مكانة مميزة خلال يوم الصوم الطويل، لاسيما وأن رمضان يتزامن هذه السنة مع فصل الصيف.
  ويطرح النشاط الرياضي، باعتباره وسيلة لتمضية الوقت لدى البعض وضرورة جسدية بالنسبة لآخرين، خلال الشهر الفضيل، العديد من الأسئلة المتعلقة بالخصوص حول ما إذا كانت الرياضة ورمضان يجتمعان وما إذا كان مرضى السكري يواجهون مخاطر بدخولهم في برنامج استثنائي خلال هذا الشهر.
  فقبل عشرات الدقائق من الإفطار، ترى صفوفا طويلة من ممارسي المشي السريع على طول كورنيش الرباط في حلته الجديدة بعد تهيئة وتوسيع الشوارع المحاذية له لضمان انسيابية حركة السير وإحداث ممرات للراجلين على جنبات الكورنيش لضمان سلامتهم وممارسة هوايتهم المفضلة في أمن وأمان، مثيرا انتباه مستعملي الطريق الساحلي بفعل العدد الهائل لممارسي هذه الرياضة الذين يحركون الأجواء الهادئة عادة في هذه الأماكن.
  ويتوافد ممارسو هواية المشي على الكورنيش من شيب وشباب من الجنسين ومن جميع أرجاء العاصمة، بدليل العدد الكبير للسيارات المتوقفة على جانب الطريق، تحت أنظار أفراد الأمن المنتشرين في كل مكان تحسبا لأي اكتظاظ أو عرقلة سير.
  ويعتبر شهر رمضان المبارك الوقت المناسب لأغلبية الناس الذين ينخرطون في ممارسة الأنشطة الرياضية بجميع أنواعها.
  ويقبل الهواة والمحترفون وحتى المواطنون العاديون، بشكل ملفت، على ممارسة الرياضة وهم صيام وخاصة في فصل الصيف الذي يعرف ارتفاعا في درجات الحرارة.
  ومما شجع على الإقبال المتزايد على  ممارسة عدد من الأنواع الرياضية في هذا الشهر المبارك وجود الكثير من ملاعب القرب التي بدأت تنتشر في الأشهر الأخيرة في كل حي من أحياء مدينة الرباط “مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية وعاصمة الشباب العربي”.
  فقد أصبحت الساحات والملاعب الرياضية بالعديد من الأحياء السكنية بالرباط تمثل خدمة متميزة، حيث تحتضن الشباب وتسمح لهم بممارسة هواياتهم المفضلة مثل الجري و كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة بالقرب من منازلهم وبذلك تساهم إلى حد ما في حماية الشباب من الانحراف.

  فهذه الساحات مسيجة وتتوفر على مستلزمات الممارسة السليمة بما في ذلك الإنارة، فضلا عن حدائق مصغرة للأطفال ومقاعد للاستراحة.

  أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 و13 سنة فقد وفرت لهم ملاعب خاصة بهم جهزت ببعض الألعاب التي تتوافق مع الألعاب الشعبية المحلية من حيث التصاميم والأشكال.
  وفي هذا الشأن يقول أحمد، وهو رب أسرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “عندي ثلاثة أبناء ومنزلي قريب من الكورنيش. فأنا أتركهم يلعبون بملاعب القرب لممارسة كرة القدم والسلة والطائرة وغيرها من الألعاب”، معبرا عن اعتقاده بأن هذه الملاعب أفضل للصغار والناشئين لممارسة هواياتهم الرياضية من الأندية لأسباب عديدة منها بعد النادي عن مقر السكنى وحاجة ولي الأمر لبعض الوقت لكي يصطحب أبناءه إلى النادي ومتابعتهم هناك باستمرار بجانب التعرف على أصدقائهم.

  وقد باتت ملاعب القرب تحظى بأهمية بالغة، لاسيما بعد تأكيد صاحب الجلالة الملك محمد السادس حرصه على الاهتمام بالبنيات الرياضية المحلية، من خلال الرسالة السامية التي وجهها إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة في مارس 2013، والتي جاء فيها “هدفنا الأسمى من ذلك، إحياء الممارسة الرياضية في مدننا وقرانا وأحيائنا، خاصة الشعبية منها، باعتبارها المعين الذي لا ينضب للرياضيين والمنبت المعطاء لكبار أبطالنا ممن مارسوا هوايتهم الرياضية”.

  كما اعتبر جلالة الملك أن “الممارسة الرياضية رافعة قوية للتنمية البشرية وللاندماج والتلاحم الاجتماعي ومحاربة الإقصاء والحرمان والتهميش”.

  وبالعودة إلى ممارسة النشاط الرياضي في رمضان يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو ما إذا كانت هناك فوائد صحية لممارسة الرياضة خلال شهر رمضان المبارك، أم على العكس من ذلك أنها تشكل خطرا على الأشخاص الذين يمارسونها.

  وفي هذا الصدد، أكد خبراء الصحة أن ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية من شأنها أن تقي الجسم من الكثير من الأمراض والاضطرابات النفسية.
  وينصح معظم الأطباء الذين التقتهم وكالة المغرب العربي للأنباء بأن ممارسة الجري والمشي والرياضة الجماعية لها تأثيرا طيبا على نحو خاص في الحفاظ على الصحة البدنية و النفسية. فالتمارين الرياضية تخفف الشعور بالاحباط والتوتر وترفع الروح المعنوية وتعزز الثقة بالنفس.
  ووفقا للأخصائيين في الطب الرياضي فإن الإثباتات العلمية تؤكد أن ممارسة الأنشطة الرياضية في شهر الصيام أكثر فائدة على الجسم في تحسين الصحة العامة، وإكساب اللياقة البدنية والوقاية من الأمراض، علما بأن “الفائدة تكون مختلفة بطبيعة الحال باختلاف السن ودرجة اللياقة البدنية والصحية، ونوع الرياضة الممارسة وأيضا كيفية ممارسة هذه الأنشطة وأوقات أدائها وعدد مرات مزاولتها”.
  ولتحقيق الاستفادة من ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية في شهر رمضان يجب اختيار الوقت المناسب للممارسة.
  ففي الأيام العادية يفضل بعض الناس وقت الصباح الباكر لممارسة الأعمال والتمارين الرياضية حيث يشعرون بأنهم في قمة طاقاتهم الحيوية، بالمقابل نجد أخرين يفضلون الفترات المسائية في تأدية أعمالهم ونشاطهم البدني والرياضي بحيوية ونشاط.
  ففي رمضان، “إذا كان الغرض المراد تحقيقه من ممارسة هذه الأنشطة المحافظة على الوزن أو تنشيط الدورة الدموية أو القضاء على التوتر والراحة النفسية، فإن من الأفضل، يؤكد خبراء الصحة، ممارستها بعد الإفطار بثلاث أو أربع ساعات لحرق السعرات الحرارية الزائدة على أن تكون التمارين خفيفة أو متوسطة”.
  أما إذا كان الهدف من هذه التمارين تقليل الوزن والقضاء على مستوى الكوليسترول في الدم، يضيف الأطباء والخبراء، فتفضل ممارستها قبل الإفطار بساعة أو ساعتين وبشدة تدريب عالية وذلك لحرق الدهون المتراكمة في الجسم ومجرى الدم”.
  أما من ناحية درجة نشاط وحيوية الإنسان فبإمكانه أن يختار الوقت الذي يناسب برنامجه اليومي وقدراته في شهر رمضان وأن يكيف جسمه على هذا المجهود الرياضي تدريجيا خلال شهر رمضان المبارك.

اقرأ أيضا

الرباط.. تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:42

تم اليوم الأربعاء بالرباط، تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة.

وزارة العدل والمديرية العامة الأمن الوطني.. نحو إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:13

وقعت وزارة العدل والمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الأربعاء بالرباط، بروتوكول اتفاق لتأطير وتيسير التعاون بشأن التبادل الإلكتروني للبيانات يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون والشراكة لإرساء إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة، تتيح الولوج المشترك للمعلومات بين الطرفين.

السيد بوريطة يجري محادثة هاتفية مع نظيرته الأرجنتينية

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 17:44

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد ناصر بوريطة، أمس الثلاثاء، محادثة هاتفية مع وزيرة الشؤون الخارجية والتجارة الدولية والأديان الأرجنتينية، السيدة ديانا إلينا موندينو.