مكتبة مارتن لوثر كينغ بواشنطن تعيش على إيقاع انتخابات رئاسية لا مثيل لها

بقلم .. كريم اعويفية

واشنطن – على متن قطار أنفاق يعج بالركاب يربط بين ضواحي ولاية ميريلاند والعاصمة واشنطن، ليس هناك ما يدل على أن هذ اليوم ليس له مثيل في التاريخ المعاصر للولايات المتحدة الأمريكية، حيث سيقرر الأمريكيون هوية الرئيس المقبل الذي سيتسلم مقاليد الحكم بأكبر قوة في العالم خلال السنوات الأربع المقبلة.

بعض “الركاب” منهمكون في قراءة الصحف أو الروايات، والبعض الآخر يفضل قضاء الوقت في النقر على هواتفه الذكية أو لوحاته الالكترونية، في جو يبدو مليئا باللامبالاة والتجاهل، خصوصا بعد حملة انتخابية رئاسية ملطخة بالفضائح المتكررة والاتهامات المتبادلة التي شوهت اكثر من حقيقة مسلم بها لدى الناخب الأمريكي.
“وأسر أحد الركاب الذي كان يطالع الأخبار على أعمدة (واشنطن بوست) أن “الأمر في الحقيقة لا يتعلق باللامبالاة، بل سيكون من الصعب علي التصويت هذا الصباح لأن لدي موعدا مهنيا مهما يتعين علي احترامه، ولكن أنوي التصويت بعد ظهر هذا اليوم”.
ويرى هذا الناخب المقيم بمنطقة شيدي غروف، بولاية ميريلاند، أنه من الضروري التصويت لإحداث الفرق في أمريكا التي “تطمح إلى مزيد من التغيير والتقدم”.
راكب  آخر من أصول أمريكية إفريقية وينحدر من واشنطن، أشار إلى أن الوقت ما زال متاحا للذهاب إلى التصويت، مضيفا أن “مكاتب الاقتراع  فتحت للتو، واليوم طويل”.
على بعد مسافة قصيرة من محطة القطار المركزية، وتحديدا بمكتبة مارثن لوثر كينغ الواقعة بشارع 901 ج في الجزء الشمالي الغربي من العصمة الفيدرالية، الأجواء مغايرة تماما.
عدد كبير من الناخبين، خاصة الشباب، توجهوا قصدا إلى هذه المكتبة الأسطورية، التي ترمز إلى ذكرى شخصية بارزة في الدفاع عن الحقوق المدنية للأمريكيين من أصول إفريقية في بلاد العم سام.
داخل المكتبة، مجموعة مكونة من سبعة ناخبين من أصول لاتينية يتبادلون بضع كلمات باللغة الاسبانية عن خطوات عملية التصويت، قبل أن يوضح بيدرو مبتسما أنه “جاء لإحداث الفرق في الانتخابات الرئاسية”.
مواطنون آخرون يقفون في صف ليس بالطويل جدا من أجل ممارسة حقهم الدستوري والاختيار بين هيلاري كلينتون، التي تعد بمزيد من التقدم في ظل الاستمرارية، ودونالد ترامب، العازم على خوض حملة لتنظيف النظام السياسي الحالي و “تفكيك” الإرث الغالي على القاطن الحالي للبيت الأبيض.
من بوابة هذه المكتبة، دلف اثنان من الشباب الأمريكيين، اللذين أنهيا للتو ممارسة الرياضة الصباحية، نحو مركز الاقتراع عازمين على ما يبدو للتصويت والمساهمة في قرار الأمريكيين الذي قد يغير وجه الولايات المتحدة.
ودعي حوالي 226 مليون ناخب لانتخاب الرئيس ال45، الذي ينتظر ان يخلف الرئيس المنتهية ولايته، باراك اوباما.
وفي النظام الانتخابي الأمريكي، يتم انتخاب الرئيس من قبل هيئة ناخبة كبرى مكونة من 538 يتم انتخابهم على صعيد الولايات. وللفوز بالسباق نحو البيت الابيض، يجب أن يحصل المرشح على دعم 270 ناخبا كبيرا على الأقل.
في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تكتسي الولايات المتأرجحة، التي يتغير دعمها بين المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين من اقتراع إلى آخر، أهمية بالغة، وتستأثر خمس ولايات باهتمام خاص خلال هذه الانتخابات بالنظر إلى مساهمتها الهامة في تشكيل الهيئة الناخبة الكبرى المكونة من 538 ناخبا.
وتعتبر ولاية فلوريدا الأهم من بينها لكونها تتوفر على 29 ناخبا كبيرا، تليها بنسلفانيا (20) ثم أوهايو (18) وميتشغان (16)، وأخيرا كارولاينا الشمالية (15).