مغاربة أمريكا: ذكرى المسيرة الخضراء مناسبة لتذكير العالم أجمع بمغربية الصحراء وبتشبث الشعب المغربي بوحدته الترابية

واشنطن- إعداد .. عادل بلمعلم – أجمع أفراد الجالية المغربية المقيمة بمنطقة واشنطن الكبرى، على أن تخليد الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء المظفرة، مناسبة وطنية لتذكير المجموعة الدولية بمغربية الصحراء، وبالتشبث القوي والراسخ للشعب المغربي، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بالدفاع عن مقدساته الوطنية وبوحدته الترابية.
واعتبر أفراد الجالية، الذين التقتهم وكالة المغرب العربي للأنباء، أن تخليد هذه الذكرى الغالية يبرز توحد المغاربة وتماسكهم كلما تعلق الأمر بوحدتهم الترابية وبقضاياهم العادلة، وهي فرصة سانحة لتجديد الدعوة إلى المجموعة الدولية، التي عبرت مرارا وتكرارا، عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي، من أجل المضي قدما في اتجاه تسوية هذا النزاع الذي عمر طويلا.
وشددوا على أن المسيرة الخضراء تعتبر، بكل ما تحمله من معاني الوفاء والتضحية، مدرسة وطنية، تستلهم منها الأجيال الصاعدة حب الوطن وروح المواطنة الحقة، والتعلق بالعرش العلوي المجيد، والتعبئة المتواصلة والدائمة دفاعا عن القضايا الحيوية للأمة، وفي مقدمتها الصحراء المغربية.
وفي هذا الصدد، قال حسن السمغوني، رئيس (واشنطن موروكن أمريكن كلوب)، إن تخليد هذه الذكرى فرصة ومحطة أساسية لنشر روح المواطنة، ولتأكيد تشبث المغاربة بحقهم وسيادتهم على الصحراء المغربية.
وأضاف أن هذه الذكرى مناسبة للتعريف بإحدى أهم المحطات التاريخية للمغرب، محطة تطوع فيها قبل 40 سنة مضت 350 ألف مغربي من كل ربوع الوطن، حاملين الرايات والقرآن الكريم، قوتهم الإيمان والسلم والسلام لاسترداد حقهم بشكل سلمي من أيدي المحتل، ملبين نداء المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني.
ونوه السيد السمغوني، في هذا السياق، بالانخراط القوي لمغاربة العالم بشكل عام، ومغاربة أمريكا بشكل خاص، في هذا الموعد السنوي، الذي أضحى عيدا يفتخر فيه الأحفاد بثورة الأجداد، داعيا إلى مواصلة العمل والالتزام، كل من موقعه ومن البلد الذي يقيم به، من أجل التعريف والدفاع عن قضية وحدتنا الترابية، من أجل إنهاء هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ومن جانبه، اعتبر أبوبكر أبي السرور، اقتصادي سابق بالبنك الدولي، أن الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة تأتي اليوم لتكشف للعالم حجم الجهود التي بذلها المغرب من أجل تسوية قضية الصحراء المغربية، وكذا أهمية المبادرات والمقترحات التي وضعها على طاولة المفاوضات، لاسيما مخطط الحكم الذاتي، الذي حظي بإشادة دولية، وكذا مشروع الجهوية الموسعة بالأقاليم الجنوبية، الذي سيمكن الصحراويين المغاربة من تدبير شؤونهم الذاتية في إطار المؤسسات الوطنية، عكس الأطراف الأخرى التي ظلت حبيسة مواقفها الجامدة.
وشدد السيد أبي السرور على أنه حان الوقت لتغليب العقل، فالقضية ليست لها علاقة بمنهزم أو منتصر، ولا رابح أو خاسر، وإنما الأمر أكبر من ذلك، لأنه يرتبط بمصير شعوب المنطقة، التي تطمح إلى الوحدة والازدهار والتقدم في ظل عالم لا يؤمن إلا بالتكتلات، محذرا من أن عدم تسوية قضية الصحراء سيدفع المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه، لا سيما في ظل تنامي التهديدات الإرهابية، والاتجار في الأسلحة والمخدرات، وتهريب البشر.
وقال .. “فنداؤنا، كجالية مغربية بالولايات المتحدة، إلى الجارة الجزائر والإخوة المغرر بهم أن يحكموا العقل لما فيه خير المنطقة جمعاء”، مشيرا إلى أن المنطقة تواجه وضعا اقتصاديا متأزما، لا يمكن تجاوزه دون تحقيق الوحدة المغاربية، التي ستساعد حتما على بناء اقتصاد مغاربي قوي متكامل يقود نحو مستقبل واعد لجميع شعوب المنطقة.
أما نوال العماري ارصيمي، وهي فاعلة جمعوية، مقيمة بالولايات المتحدة لأزيد من 17 سنة، فقد أكدت أن ذكرى المسيرة الخضراء مناسبة غالية وعزيزة على نفوس كل المغاربة، لأنها تذكرنا بالعبقرية المغربية، وبالمعجزة التاريخية التي صنعها الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، والتي تمكن من خلالها من استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة من أيدي المستعمر، بالسلم والإيمان القوي بقيم الوحدة والتحرر.
وأبرزت أن “الأمر يتعلق بمناسبة نريد من خلالها أن نذكر العالم بأسره بتجديدنا للعهد والوفاء والبيعة للوطن الحبيب، وتأكيد تعلقنا بالعرش العلوي المجيد، والتمسك والتشبث بالوحدة الترابية لبلدنا، وعدم التفريط في أي شبر من أقاليمنا، أو أي حبة رمل من صحرائنا المغربية”.