مطار بني ملال الجديد.. مشروع مهيكل يتوخى تعزيز جاذبية جهة تادلة أزيلال

جماعة أولاد يعيش (إقليم بني ملال) – يعتبر مطار بني ملال الجديد،الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس،نصره الله ، على تدشينه يوم الجمعة، بعد أشغال إعادة بنائه وتهيئته، ورشا مهيكلا، سيسهم في تعزيز جاذبية جهة تادلة أزيلال الاقتصادية والسياحية وتقوية بنياتها التحتية، باعتبارها قطبا يرسي بشكل واعد دعائم تنميته المجالية. 

ويندرج هذا المشروع، في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تمكين جهة تادلة أزيلال من بنيات تحتية مهمة في مجال الملاحة الجوية تستجيب للمعايير الدولية وتواكب المشاريع المهيكلة والنهضة الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة.
كما يأتي هذا المشروع، في سياق تنفيذ استراتيجية المكتب الوطني للمطارات للتطوير والتحديث والتي تروم تعميم المعايير الدولية المتعلقة بانسيابية الملاحة الجوية الدولية وبسلامة الطيران وأمن المطارات وجودة الخدمات.
وتم إعداد مشروع تهيئة وإعادة هيكلة مطار بني ملال مواكبة لتوقعات نمو حركة النقل الجوي بالجهة والرفع من الطاقة الاستيعابية الإجمالية للمطار التي كانت في السابق لا تلبي الاحتياجات المتزايدة.
ويأتي تدشين هذه المنشآة الجديدة، أيضا، في إطار الجهود المبذولة من قبل المكتب الوطني للمطارات لتمكين قطاع النقل الجوي الوطني من تحقيق نمو مضطرد يساير التطور على الصعيد العالمي، وتسهيل الاندماج في أنظمة الملاحة الجوية المستقبلية، والتقيد بالمتطلبات الجديدة لسلامة النقل الجوي.
وتنبع هذه النظرة الواعدة من الدور الذي يتعين أن يضطلع به النقل الجوي كمحفز للتنمية الاقتصادية على المستويين الوطني والإقليمي، هذا الدور الذي تزداد أهميته اليوم، لدعم مجال التنافسية الوطنية في إطار عولمة الاقتصاد وتحرير النقل الجوي، وهو ما يجري العمل على تفعيله الآن بهدف تجهيز مختلف جهات المملكة بمطارات حديثة وبتجهيزات تستجيب للمعايير الدولية التي تنظم قطاع الطيران المدني.
والواضح أن الموقع الجغرافي لمطار بني ملال، الذي يقع على بعد 8 كيلومترات في الشمال الغربي للمدينة، على مساحة تقدر ب 170 هكتار، سيساعد على إضفاء جاذبية على جهة تادلة أزيلال، سواء على صعيد الرفع من مستوى استقطابها السياحي، بالنظر للمؤهلات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة، أو تطوير ممارسة بعض الأنشطة الرياضية الجوية كالطيران الشراعي، والقفز بالمظلات، والطائرات الخفيفة، إلى جانب استقبال الطيران الخاص وزيادة حركة الطائرات التابعة لنوادي الطيران بالمملكة.
ويعتبر مشروع تأهيل مطار بني ملال ترجمة لرغبة مشتركة للمكتب الوطني للمطارات والسلطات المحلية للمدينة لتزويد الجهة بمطار يلبي طموحاتها في تطوير حركة النقل الجوي الدولي مع الدول الأوروبية، سواء التي يفد منها السياح، أو التي يتواجد بها عدد هام من أبناء الجالية المغربية القاطنة بالخارج والمنحدرة من هاته المنطقة.
والجدير بالذكر، أن شركة الخطوط الملكية المغربية، برمجت ثلاث رحلات جوية أسبوعية ابتداء من صيف 2014 نحو عدة مدن إيطالية انطلاقا من مطار بني ملال. وموازاة مع ذلك، يباشر المكتب الوطني للمطارات، حاليا، عدة مساعي للترويج لهذه الوجهة لدى شركات النقل الجوي لكي تساهم في تعزيز الربط الجوي لهذا المطار وذلك اعتبارا للمؤهلات الهامة التي تختزنها جهة تادلة أزيلال.
ويشار إلى أن المخطط الاستراتيجي للمكتب الوطني للمطارات للفترة الممتدة ما بين 2011 و2016 ، يرتكز على عدة محاور رئيسية، تتمثل في بلورة ثقافة إرضاء الزبائن و تحقيق الفعالية في سياق الانتقال من منطق” الفاعل التقني” إلى منطق” المقاولة” المتجهة نحو تحقيق الفعالية على كل المستويات وتعزيز مكانة المكتب كفاعل في التنمية الوطنية والجهوية، وكذا تدعيم مجالات الأمن والسلامة في إطار ملاءمة المكتب الوطني للمطارات مع المقتضيات المعتمدة في مجالي الأمن والسلامة.
كما يرتكز المخطط الطموح للمكتب على الانخراط في برنامج للتنمية المستدامة بإشراك جميع الفاعلين والتوافق مع معايير حماية البيئة، وإحداث يقظة استراتيجية تنافسية، قانونية وتكنولوجية ، إلى جانب مواصلة العمل من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية الوطنية ، سيما عن طريق مواكبة الاستراتيجيات القطاعية الوطنية والسياسة الجهوية وذلك عبر تكوين 700 مهندس في أفق 2016 ، ورفع الطاقة الاستيعابية للمحطات الجوية ، و مضاعفة قدرات محطات الشحن الجوي من أجل تكريس دور المطار كفاعل أساسي في التنمية الجهوية.
ويندرج المخطط الاستراتيجي للمكتب، ضمن الدينامية التي تعرفها هذه المؤسسة اليوم، بهدف تطوير جميع المنشآت المطارية على صعيد المملكة.
وفي هذا السياق، عرفت السنوات الأخيرة استكمال عدد من الأوراش على مستوى مطارات، الصويرة موغادور، الداخلة، وجدة انكاد، الحسيمة. و مكنت هذه المشاريع من تحديث البنيات التحتية و تحسين جودة الخدمات و تأهيل تجهيزات سلامة الملاحة الجوية. كما تم وضع عدد من التجهيزات الحديثة، المستعملة في مجال الاستغلال المطاري و أخرى لضمان استقبال مختلف أحجام الطائرات وفق الضوابط التنظيمية الجاري بها العمل.