مشروع “SMART TECH INSTITUTE”: نهج مبتكر لمحاربة الأمية الرقمية في صفوف الأطفال ونساء التعاونيات

مراكش – في ظل الثورة الرقمية الحالية، أضحى الاهتمام منصبا على تلقين الأجيال الصاعدة المهارات الرقمية، وهو ما يتجسد من خلال النهج المبتكر الذي تعتمده المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمحاربة الأمية الرقمية في صفوف الأطفال ونساء التعاونيات ودعمها المتواصل للمشاريع المتميزة في هذا المجال.

ويبرز هذا الاهتمام جليا من خلال السعي الدؤوب للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى دعم ومواكبة المشاريع الهادفة إلى تنمية التقنيات الجديدة للمعلوميات والتواصل، وضمان الاستخدام الفعال للمهارات الرقمية، ولاسيما في صفوف الناشئة في عصر تعتبر فيه التكنولوجيا الرقمية أداة أساسية للتعلم وتطوير الذات.

ويعتبر الترميز المعلوماتي من بين سلاسل الإنتاج التي تحظى بالأولوية ضمن برامج المبادرة لما قد يوفره من مناصب شغل مهمة، إلى جانب النسيج والمنتوجات النباتية والحليب والزيتون والأركان والنباتات العطرية والطبية، وتثمين المنتوجات البحرية والسياحة البحرية.

ومن بين المشاريع المتميزة الرامية إلى تطوير المهارات في مجال التكنولوجيا الالكترونية والرقمية، والتي تحظى بالدعم المالي والتقني من قبل المبادرة، مشروع “SMART TECH INSTITUTE” بمنطقة لمحاميد بعمالة مراكش، والذي تشرف عليه تعاونية التميز والنجاح القرائية والتربية والتكوين.

ويقوم هذا المشروع، الذي يستهدف الأطفال ابتداء من سن الخامسة والمنجز في إطار برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب (محور تحسين الدخل)، بكلفة مالية تبلغ 325 ألف درهم، ساهمت فيها المبادرة ب 195 ألف درهم، على التحسيس بأهمية البرمجة والترميز المعلوماتي وتوظيفهما على النحو الأمثل والسليم في تعزيز وتنمية القدرات المعرفية للأطفال.

ويقدم المشروع مجموعة من الأنشطة المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتيك، من خلال تطبيقات عملية “الأردوينو”، وأنترنت الأشياء، وتكنولوجيا المعلومات والتشفير، عبر تعلم البرمجة والمكتبيات وأمن المعلومات، والحساب الذهني والشطرنج لتطوير القدرات الذهنية واستراتيجيات اللعب.

وأوضحت رئيسة تعاونية التميز والنجاح القرائية للتربية والتكوين، ثورية باعية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المشروع الذي يعتبر ثمرة شراكة بين التعاونية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، هو عبارة عن مؤسسة رقمية تعنى بمحاربة الأمية الرقمية في صفوف الأطفال والشباب والنساء خاصة وأن المملكة تسير في مسار التنمية والتطور الصناعي والرقمنة.

وأضافت أن المشروع يعكس انخراط التعاونية التي تهتم أيضا بالتعليم الأولي والدعم التربوي، في مسلسل التحول الرقمي، وذلك بفضل الدعم المقدم من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمتمثل بالأساس في توفير الأجهزة والمعدات الرقمية اللازمة لتنفيذ هذا المشروع وضمان نجاحه واستمراريته.

وأبرزت أن “SMART TECH INSTITUTE” يهدف إلى تلقين الأطفال ابتداء من خمس سنوات، آليات الذكاء الاصطناعي والروبوتيك وتكنولوجيا المعلومات، وتدريب النساء ولاسيما اللواتي يشرفن على تسيير تعاونيات في إطار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، على كيفية استخدام الحاسوب وتحسيسهن بأهمية الانفتاح على المجال الرقمي في تعاملاتهن.

يذكر أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بعمالة مراكش، وفرت الدعم المالي التقني للتعاونيات في إطار البرنامج الثالث من المرحلة الثالثة من المبادرة، تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب (محور تحسين الدخل)، وذلك في إطار تحسين سلاسل الإنتاج ذات الأولوية وذات إمكانات التشغيل العالية وتتماشى مع المؤهلات الاقتصادية لعمالة مراكش.

وقامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار هذا البرنامج، بدعم 173 مشروعا لفائدة 154 تعاونية، مما ساهم في خلق أكثر من 1900 فرصة شغل مكنت المستفيدين من تحسين دخلهم.