مراكش.. المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مواكب “موثوق” للشباب حاملي المشاريع في مجال التصميم الداخلي

إعداد سمير لطفي

مراكش – تشكل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تم تصميمها منذ البداية لإحداث تغيير إيجابي لدى الفئات الاجتماعية المستهدفة، بما لا يدع مجالا للشك، مواكبا “موثوقا” و”ناجعا” إن على الصعيد الوطني، أو بمدينة مراكش، بالنسبة للشباب حاملي المشاريع، الذين اختاروا خوض غمار الاستثمار في قطاعات جديدة، وتحظى بشعبية كبيرة، كالتصميم والديكور الداخلي.

فمنذ إطلاقها من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2005، آمنت المبادرة، الغنية بتجربة رائعة وفريدة من حيث إخراج مشاريع هامة ذات تأثير اجتماعي واقتصادي قوي على المستفيدين منها، إلى حيز الوجود، بقوة في كفاءات وقدرات شباب من بين الحاملين لمشاريع طموحة والعاقدين العزم، أكثر من أي وقت مضى، على تعميق معارفهم في ميدان ريادة الأعمال، ولاسيما في مهن جديدة تتطلب المزيد من الابتكار والإبداع، وتحكم جيد في المجال المعلوماتي.

وانطلاقا من يقينها بضرورة ركوب قطار التنمية والارتقاء بالمغرب، بالملموس، إلى مصاف الأمم الكبرى في عصر الرقمنة والتكنولوجيات الدقيقة، انخرطت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مواكبة الشباب حاملي مشاريع مبتكرة، أو مهتمين بتجربة مهنة جديدة، عبر وضع رهن إشارتهم المواكبة التقنية والمالية الضرورية لتحويل حلمهم إلى حقيقة.

وتتعدد، على صعيد عمالة مراكش، أمثلة الشباب المثابرين والمنخرطين في أخذ زمام مستقبلهم بين أيديهم، من خلال الولوج، عبر الباب الكبير، إلى عالم ريادة الأعمال، والتشغيل الذاتي، حيث لا يمكن ل”قصص النجاح” وتجارب غير مسبوقة إلا أن تؤكد نجاعة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وعبقرية مقاربتها، والتي ترتكز على ضرورة توفير الوسائل وتحقيق النتائج، والداعية إلى الواقعية، والبراغماتية والفعالية.

ومن بين هذه المشاريع المبتكرة، التي تنطلق من تعبئة كفاءات شابة وشغوفة، هناك المشروع الذي يحمل اسم “Mr Mine Deco SARL”، والذي رأى النور سنة 2022، بحي عين إيطي بمراكش، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال برنامجها 3 “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”.

وصمم هذا المشروع، الذي أقيم على مساحة 30 مترا مربعا، وأسسه بشكل مشترك شاب وفتاة، منذ البداية بحيث يحفز النهوض بريادة الأعمال وتطويرها لدى مالكيه، ومن ثمة إحداث المزيد من فرص الشغل لشباب آخرين.

وتطلب إنجاز هذا المشروع تعبئة غلاف مالي إجمالي بلغ 334 ألفا و400 درهم، منها 200 ألف درهم كمساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و134 ألفا و400 درهم تحملها صاحبا المشروع.

ويتضمن هذا المشروع اقتناء تجهيزات مكتبية وعتاد معلوماتي، وإحداث موقع على الانترنت، وتوفير وتهيئة مقر الشركة، والتكفل بمصاريف الاستغلال والتسيير، والتأطير والمواكبة.

وبخصوص تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فيتعلق بالمواكبة التقنية والدعم المالي خلال مرحلة ما قبل إنشاء هذا المشروع.

وقال عبد الحفيظ مين، أحد مؤسسي المشروع، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه استفاد من دعم المبادرة سنة 2020، مما مكنه من التوفر على مقر لمقاولته، وتشغيل عدد من الشباب حاملي ديبلومات، وتقوية مهاراته وخبرته في مجال المواكبة والتسيير.

وذكر بأن هذا “المشروع يتمثل في مقاولة متخصصة في التصميم الداخلي”، مسجلا أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اضطلعت بدور هام من حيث اقتناء التجهيزات اللازمة لممارسة هذه الحرفة، وبالتالي تطوير وتعزيز القدرات، مع التوصل إلى التوفر على دخل.

وعبر السيد مين، بالمناسبة ذاتها، عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على العناية التي ما فتئ جلالته يوليها للشباب، وهو ما مكنهم من استشراف المستقبل بحماس كبير وبتفاؤل.

وتتمثل الغاية النهائية من خلال برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، في تعزيز قابلية تشغيل الشباب، ودعم ريادة الأعمال وتطوير جيل جديد من المشاريع الكفيلة بتثمين المؤهلات المحلية عبر اعتماد مقاربة السلسلة من المنتج إلى المستهلك.