مدينة طنجة تعزز جاذبيتها كقطب اقتصادي متميز

طنجة- تكثف جهة طنجة تطوان مناطقها الحرة والصناعية لتتحول إلى ثاني قطب اقتصادي بالمغرب بعد الدار البيضاء، إذ أضحى المثلث الذي تشكله طنجة وميناء طنجة المتوسط وتطوان في بضع سنوات واجهة اقتصادية للمغرب تزخر بمناطق حرة وصناعية يربطها طريق سيار وميناء جد متطور وسكة حديدية وقريبا خط للقطار فائق السرعة.

ويستفيد شمال المغرب من موقعه الجغرافي النموذجي بتواجده على حدود كل من المتوسط والأطلسي وأوروبا وإفريقيا. وتتموقع هذه الجهة كمحور لتدفقات البضائع شرق-غرب وشمال جنوب. وإذا كانت الاستثمارات تتركز أكثر فأكثر في هذه المنطقة، فإن الهدف من وراء ذلك يبقى هو جعل مدينة طنجة ملتقى للطرق وأحد الأقطاب الحضرية الأفضل تهيئة والأكثر جاذبية بالمتوسط.

وتشهد المشاريع العديدة وبرامج التنمية ذات الأهمية البالغة التي تم إطلاقها بطنجة، واجهة المغرب التي تتحرك بخطوات عملاقة، على عزم الدولة، بفضل الرعاية المباشرة لجلالة الملك محمد السادس، على تعزيز المكتسبات بهذه الجهة وترسيخ جاذبيتها، حتما، كقطب اقتصادي ينمو بقوة بالمملكة.

وللمسؤولين الاقتصاديين بمدينة البوغاز أن يفخروا، بعد أن صنفت “مجلة فورين دايركت إنفستمنت”، التي تنشرها +فينناشل تايمز+ الأمريكية، المنطقة الحرة بمدينة طنجة كسادس منطقة واعدة بالنسبة لسنة 2012/2013، وكأول منطقة مينائية حرة وثاني أفضل منطقة مطار، على الصعيد العالمي طبعا.

ويشهد وضع قاعدة مينائية ذات معايير دولية وإعداد مناطق حرة لوجيستية وتجارية وصناعية ذات صيت عالمي وإنجاز بنيات تحتية عصرية على حرص ملكي قوي ، طالما تجسد خلال عقد تميز بمشاريع مكثفة تروم إعادة إطلاق محور طنجة تطوان اقتصاديا ومنحه تموقعا بارزا بالمتوسط، مخصص للمبادلات والمهن الحرة.

وقد صمم ميناء طنجة المتوسط، المشروع الهيكلي الذي شرع في الخدمة في يوليوز من سنة 2007، لاستقبال آخر الأجيال من السفن الحاملة للحاويات، فضلا عن كونه يتوفر على قاعدة مخصصة للأنشطة العالمية لإعادة الشحن وعلى بوابة دخول للمغرب تسمح باستقبال تجارة الصادرات والواردات وبمواكبة اتفاقيات التجارة الحرة والاتفاقيات التفضيلية الموقعة، ميسرة بذلك ولوج عدد أكبر من المستهلكين.

وبعد إقامة مصنع شركة رونو بملوسة، لمدينة طنجة أن تتباهى بكونها أضحت، في ظرف وجيز، قاعدة صناعية لقطاع السيارات الدولي. فقد كان لمعمل رونو، في واقع الأمر، مفعول العصا السحرية على كافة منطقة الشمال. وبعيدا عن لغة الأرقام، يشكل مشروع رونو بملوسة محفزا حقيقيا للاقتصاد المحلي.

وعلى الصعيد الصناعي، اختار كافة الموردين المصنعين الكثر تقريبا الاستقرار بالمغرب من أجل ضمان فاعلية أكبر. ويتعلق الأمر بالعديد من الشركات، بينها “سنوب دينوا”، المتخصصة في ختم القطع المعدنية الصغيرة، والتي استقرت بالمنطقة الحرة بطنجة، وكذا شركة “فيسيون” الأمريكية المتخصصة في التجهيز، والتي توجد بصدد الاستقرار بمدينة تطوان.

وقد كان من حسنات سلسلتي تركيب سيارات رونو وكذا هدف تركيب 400 ألف وحدة بالمغرب على المدى البعيد، أن فتحت شهية العديد من المزودين مثل “يازاكي” و”كوفيكاب” واللذين استقرا بعين المكان. إنها استثمارات تتماشى والهدف الذي سطرته شركة رونو والمتمثل في بلوغ معدل تركيب محلي بنسبة 50 بالمائة.

ويلعب الانجذاب نحو هذه الجهة دورا مهما للغاية على مستوى مناصب الشغل، إذ أحيا آمال العديد من شباب المنطقة، بل وآمال شباب باقي المناطق أيضا. ويصل عدد مناصب الشغل التي يوفرها الفاعل الفرنسي في مجال صناعة السيارات 6 آلاف منصب مباشر وأزيد من 30 أف منصب إضافي غير مباشر.

ولمدينة طنجة أن تفخر أيضا بالمشروع الضخم المتعلق بخط القطار فائق السرعة، والذي من شأنه أن يحدث، في واقع الأمر، ثورة على السفر السككي بالمغرب، إذ سيمكن من ربط مدينتي طنجة والدار البيضاء في ظرف ساعتين و10 دقائق فقط، ومن تلبية، وبجودة عالمية، الطلب المتزايد على النقل بين مدينة البوغاز والعاصمة الاقتصادية للمملكة والذي زاد بواقع 70 بالمائة بين سنتي 2002 و2009. وحسب تقديرات المكتب الوطني للسكك الحديدية، سينقل القطار الفائق السرعة أزيد من 6 ملايين مسافر منذ السنة الأولى لشروعه في الخدمة.