آخر الأخبار
محور الرباط – دكار.. إرادة مشتركة لانبعاث نمط نموذجي للتعاون جنوب-جنوب

محور الرباط – دكار.. إرادة مشتركة لانبعاث نمط نموذجي للتعاون جنوب-جنوب

الأربعاء, 24 يوليو, 2013 - 14:57

دكار – مما لا شك فيه أن الزيارة الملكية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس في مارس الماضي لدكار والزيارة التي يشرع فيها الرئيس السنغالي ماكي سال، غدا الخميس للرباط، ستبثان دينامية جديدة في العلاقات المغربية السنغالية الممتازة وستعطيان المزيد من الدفع لهذه الإرادة المشتركة لانبعاث نمط نموذجي للتعاون جنوب-جنوب.

ويعد محور الرباط – دكار، الذي أضحى من الآن فصاعدا نموذجا رائدا للتعاون جنوب-جنوب، بالمزيد من الإشعاع والمبادرات الفعلية والمتعددة الأشكال لإعطاء نموذج إفريقيا جديدة تتطلع لتأليف جهودها من أجل التنمية والاندماج.

وتماشيا مع الإرادة المشتركة للمضي قدما في هذه العلاقات العريقة والمميزة التي تجمع قائدي البلدين منذ فجر الاستقلال، قام جلالة الملك محمد السادس سنة 2001 بزيارة أولى للسنغال.

وخولت هذه الزيارة حينها إعطاء دفعة قوية ومضمون حقيقي لعلاقات التعاون في المجالات التنموية ذات الأولوية بين البلدين كالفلاحة والصيد البحري والتعليم والتكوين والصحة وتدبير المياه والري والاتصالات والتهيئة الحضرية والنقل الجوي والبنيات التحتية الأساسية.

وتوالت منذ ذلك الحين زيارات جلالة الملك للسنغال كدلائل إضافية على الرغبة الأكيدة في إعطاء دينامية متجددة لهذه العلاقات الأخوية التي ما فتئ جلالته يوليها للنهوض بعلاقات المغرب مع هذا البلد.

ففي 14 نونبر 2006، قام جلالة الملك بزيارة عمل للسنغال هي الرابعة في غضون خمس سنوات وتميزت بالتوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون في مجالات الاستثمار والمساعدة التقنية في قطاعات تقنين وتنظيم قطاع البناء والأشغال العمومية والوقاية المدنية والنقل الجوي.

وتعمل المجموعة البنكية على تطوير التعاون المغربي السنغالي في مجال المبادلات التجارية والاستثمارات. وحسب الرئيس المدير العام للمجموعة فهي تعتبر أول بنك تجاري ساهم في تمويل مشاريع كبرى من قبيل إنشاء طريق سيار بالسنغال ومشروع محطة حرارية ومشروع محطة كهربائية تعمل بالفحم الحجري (محطة سيندو بطاقة إنتاج 125 ميغاواط).

وتفيد حصيلة البنك للعام 2011 بأن القروض الموجهة للاقتصاد السنغالي من طرف المجموعة بلغت 527 مليار فرنك إفريقي من مجموع موارد بلغت 493 مليار فرنك إفريقي (أورو واحد يعادل 654 فرنك افريقي).

كما يحضر المكتب الوطني للماء والكهرباء بقوة في السنغال إذ حصل المكتب على صفقتي مشروعين للكهربة القروية في سان لوي ولوغا (شمال). وتتكلف حاليا الشركة المغربية السنغالية للكهرباء التابعة للمكتب الوطني للماء والكهرباء والمحدثة في أكتوبر 2008 بتنفيذ مشروع كهربة 550 قرية بمنطقة سان لوي في حين يشمل البرنامج الثاني كهربة 11 ألف منزل في لوغا.

وضمن الاستثمارات المغربية الخاصة، يمكن الحديث أيضا عن وحدة “غرب إفريقيا للصيدلة” التابعة للمختبر المغربي “سوطيما” التي افتتحت مصنعا للأدوية في دكار باستثمار يصل 6,5 مليون أورو.

ورغم ذلك، لا تزال المبادلات التجارية بين المملكة والسنغال على الخصوص ومع منطقة غرب افريقيا على العموم تعاني من صعوبات بفعل غياب اتفاق تجاري مع “المجموعة الاقتصادية والنقدية لغرب إفريقيا” التي تضم ثمانية بلدان من بينها السنغال والكوت ديفوار.

ويعد تسريع التوقيع على الاتفاق التفضيلي للتجارة والاستثمارات الموقع عليه بالأحرف الأولى مع المجموعة في نونبر 2008 شرطا ضروريا للنهوض بالتعاون جنوب-جنوب? ويتعلق الأمر باتفاق يندرج في إطار علاقات مربحة للطرفين تبعا لمساعي المملكة الرامية إلى الاندماج الإقليمي.

ووعيا من المغرب بضرورة إضفاء بعد تضامني على علاقاته مع السنغال، حرص على المساهمة في إنجاز العديد من المشاريع في هذا البلد ركزت على القطاعات التنمية ذات الأولوية في إطار التعاون جنوب- جنوب.

فقد وضع المغرب رهن إشارة هذا البلد تقنية استمطار السحب لفائدة عدة بلدان إفريقية، خاصة السنغال التي يساعد فيها البرنامج، الذي يحمل إسم (باوان)، على إنجاح برنامج البلاد لتطوير الإنتاجية الزراعية (غوانا) بغية تحقيق الأمن الغذائي.

ويعد التكوين قطاعا آخر لا يقل أهمية في التعاون بين البلدين? فبوجود 8000 طالب سنغالي يتابعون دراستهم، يعتبر المغرب ثاني وجهة للسنغاليين للدراسة بعد فرنسا. وبدورها تستقطب الجامعات السنغالية أكثر من 600 طالب مغربي يتابع غالبيتهم دراساتهم العليا في كلية الطب بجامعة الشيخ أنتا ديوب بدكار.

ويهم التعاون بين البلدين كذلك المجال الديني، خاصة من خلال الزاوية التجانية. وقد احتضنت فاس في العام 2007 مؤتمر التيجانيين عبر العالم. ومن أبرز سمات هذا التعاون بناء المغرب سنة 1964 لمسجد الحسن الثاني بدكار والذي تم ترميمه في العام 2002.

وأعطى جلالة الملك محمد السادس خلال زيارته الأخيرة للسنغال دفعة جديدة لهذا التعاون عبر التوقيع على عدة اتفاقيات تفتح آفاقا جديدة للتعاون، منها بالخصوص اتفاقيتان تهم إحداهما اللوجيستيك والأخرى قطاعات الطاقة والمعادن.

وتوافقت كل من الرباط ودكار بالتالي على تطلعهما كي تكونا أرضيتين للاستثمارات والمبادلات الاقتصادية في منطقتيهما. ولتحقيق هذا الهدف، تكتسي الاتفاقيتان المذكورتان أهمية استراتيجية وتختزنان قدرات هائلة للشراكة ضمن منطق مربح للطرفين.

كما شكلت الزيارة مناسبة لتجسد من خلال نماذج ملموسة هذا التعاون جنوب-جنوب عبر تدشين مصنع للصناعة الصيدلية يعد من بين الأهم في منطقة غرب إفريقيا، ومصحة لطب العيون تجسد التعاون التضامني.

هكذا تعبر زيارة جلالة الملك للسنغال وزيارة الرئيس السنغالي للرباط عن إرادة مشتركة لتقوية مكتسبات هذا التعاون المتعدد الأشكال والمتضامن والفعال.

كما أن الروابط الروحية والأخوة العريقة المنسوجة عبر التاريخ بين البلدين تمهد السبل لإنجاح تحديات تعاون جنوب- جنوب واعد ومثمر بالنسبة للبلدين.
إدريس حيداس

اقرأ أيضا

مهرجان مقامات 2024: تقديم وتوقيع كتاب “ملحون وتشكيل” للكاتبة لبابة لعلج

الأربعاء, 3 يوليو, 2024 في 14:54

قدمت الفنانة التشكيلية والكاتبة لبابة لعلج، مساء أمس الثلاثاء بسلا، كتابها المعنون ” ملحون وتشكيل” الصادر باللغتين الفرنسية والعربية، وذلك في إطار الدورة 14 لمهرجان مقامات.

رفع الطاقة الاستيعابية لمجموعة من مطارات المملكة في أفق سنة 2035 (وزير النقل و اللوجيستيك)

الأربعاء, 3 يوليو, 2024 في 14:36

أكد وزير النقل واللوجيستيك محمد عبد الجليل، اليوم الأربعاء بالرباط ، أن المغرب سيعمل على توسيع مجموعة من المطارات وتجديدها من أجل الرفع من طاقتها الاستيعابية والوصول إلى 80 مليون مسافر في أفق سنة 2035 عوض 40 حاليا.

إصلاح القانون التنظيمي للمالية يهدف إلى تطوير السياسة المالية وتمكينها من ترجمة السياسات التنموية بالمملكة (فوزي لقجع)

الأربعاء, 3 يوليو, 2024 في 14:18

أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، اليوم الأربعاء بمجلس النواب، أن إصلاح القانون التنظيمي رقم 130.13 لقانون المالية يهدف إلى تطوير السياسة المالية وجعلها قادرة على ترجمة السياسات التنموية بالمملكة.