محادثات “أبساكو”.. الشباب الإفريقي أفضل حصن للتصدي لكوفيد-19 (خبير)

الرباط – اعتبر المسؤول عن التحليل والبحث حول إفريقيا جنوب الصحراء بمعهد الدراسات الأمنية للاتحاد الأوربي، جيوفاني فاليغ، أن الشباب الإفريقي يشكل أفضل حصن لمواجهة الأزمة الصحية المرتبطة ب(كوفيد-19)، لاسيما على مستوى الأمن الإنساني.

وسجل الخبير فاليغ، خلال تدخله في إطار المؤتمر السنوي للسلم والأمن بإفريقيا (محادثات أبساكو)، المنعقد عن بعد، ابتداء من اليوم الأربعاء وإلى غاية 25 شتنبر الجاري حول موضوع “أزمة كوفيد-19 ومسألة الأمن في إفريقيا”، أن الاستثمار في شباب القارة السمراء يظل حلا لا محيد عنه لتجاوز هذه الأزمة.

وأكد الخبير، لدى تنشيطه ندوة في موضوع “قطاع الأمن في إفريقيا خلال أزمة الكوفيد وما بعدها” عقدت في إطار المؤتمر الذي ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أن مفهوم الأمن الإنساني أو البشري يكتسي طابعا مركزيا.

وشدد ، من جهة أخرى ، على أن الأزمة الصحية المرتبطة بالجائحة تمثل عدة تحديات بالنسبة لمختلف قطاعات الأنشطة بإفريقيا، مبرزا الانكماش الاقتصادي والبطالة والتوترات الاجتماعية وتصاعد العنف، كوقائع ولدها تفشي فيروس كورونا المستجد.

ومن جانبه، قال الباحث بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، خالد الشكراوي، إن عدة بلدان إفريقية تواجه صعوبات جمة في تدبير الجائحة، مشيرا إلى أن هذه البلدان ليست مستعدة في عموميتها لمثل هذا النوع من الأزمات الصحية.

وحسب السيد الشكراوي، فإن تطور الفيروس يكتسي خصوصية داخل كل بلد، متوقفا ، في هذا الصدد ، عند الفوارق المسجلة على صعيد عدد حالات الإصابة ب(كوفيد-19) وعدد الوفيات، وتدبير الأزمات، والحكامة، وأيضا الاستقرار.

ولاحظ أن “هذه الأزمة الصحية فرصة للدول الإفريقية للتفاعل مع الساكنة وممارسة وظائفها السيادية”، مؤكدا على أهمية التواصل والتحسيس في هذه الظرفية الحساسة.

وبدوره، أبرز مدير معهد دراسات السلم والأمن، يوناس أدايي أديتو، وقع فيروس كورونا المستجد على حياة العامة بالقارة السمراء، داعيا الأفارقة إلى الحفاظ على روح الجماعة والتضامن لمواجهة هذه الأزمة غير المسبوقة.

وسلط الخبير أديتو الضوء على الانعكاسات السلبية ل(كوفيد-19) على الاقتصاد الإفريقي، خاصة في قطاعات الفلاحة والصناعة، معربا عن الأسف للخسائر المهمة على مستوى مناصب الشغل المسجلة طيلة فترة الأزمة الصحية.

ويعد هذا اللقاء ضمن الندوات الثلاث المبرمجة للنقاش في المؤتمر الذي يتواصل غدا بندوة ثانية حول “خوصصة العنف في إفريقيا عن طريق الجماعات المسلحة غير الحكومية والأمن الخاص”، تليها ندوة ثالثة يوم 25 شتنبر الجاري تبحث في القضايا المرتبطة بمؤشر الأمن البشري في إفريقيا أو بمؤشر السلام العالمي الذي يُعتبر أداة مرجعية من إنتاج معهد الاقتصاد والسلام في بلجيكا.

ويأتي المؤتمر، الذي يعتبر أهم الفعاليات التي يقيمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد سنويا، في سياق الأزمة الصحية التي ترخي بظلالها على القارة السمراء كما باقي القارات منذ شهر مارس الماضي.