متطوعو “ليونز كلوب” مواطنو العالم في خدمة القيم الكونية (ندوة)

طنجة – أبرز المشاركون في فعاليات الندوة المتوسطية ال17 ل”ليونز كلوب” ،التي تحتضنها مدينة طنجة من 20 الى 22 مارس الجاري، أن القيم الكونية ومبادئ الصداقة والتضامن التي تتشبع بها الحركة، تتجاوز الخصوصيات الثقافية والاجتماعية الثقافية للمجتمعات دون أن تمحيها .

وأكد المتدخلون في جلسة حول موضوع “الروافد الثقافية والهوية الوطنية وعلاقتها بحركة “ليونز” الحديثة “، أن حركة أندية ” ليونز” تتسع بشكل طبيعي لكل الثقافات والأديان، من منطلق أنها ترتكز على القيم المشتركة للبشرية جمعاء وتعمل من أجل تحقيق الرفاهية لكل الاشخاص على اختلاف هوياتهم ومعتقداتهم .

وفي هذا السياق ،اعتبر السيد خليل الهاشمي الادريسي الحاكم السابق لمقاطعة ” ليونز كلوب ” بالمغرب، أن مقاربة البين-ثقافية التي تتبناها الحركة مكنتها من أن تكون متدخلا مفيدا وأساسيا في مجال العمل الاجتماعي في مختلف مناطق العالم ، وهو ما يفسر استمرارية الحركة لعقود طويلة من الزمن، والتي ستخلد في غضون السنوات القليلة القادمة الذكرى المئوية لتأسيسها .

وأبرز أن نقط قوة الحركة أو ظاهرة “ليونيزم” كما تفسر وتعكس ذلك التزاماتها وعملها الميداني ، تكمن في بعدها الدولي، وفي الانصهار الثقافي لمختلف مكوناتها و قيم الحركة التي تتشبع بها، بما في ذلك التفاهم بين الشعوب والعمل من أجل سيادة السلام في العالم.

وأضاف السيد الهاشمي الإدريسي أن التنوع الثقافي أضحى المحرك الأساسي لحركة “ليونيزم ” الحديثة، ويتجاوز روح هذه الحركة فكرة الهرمية الثقافية والهيمنة لتتأسس على مفهوم الاعتبار المتبادل و المعاملة بالمثل بين مكونات جميع الثقافات والتفاهم بين الشعوب المبني على أساس القيم الإنسانية و الكونية.

من جانبه، قال المدير الدولي السابق لنوادي “ليونز” الدولية إرمانو بوتشيني، أن مسألة التنوع الثقافي تهم بشكل خاص منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ، التي تتميز بالاختلاف القوي بين الثقافات والهويات، وهي تعكس التاريخ العاصف لهذه المنطقة من العالم.

واعتبر أن التنوع الثقافي يمكن أن يكون مصدرا للإثراء والتقاسم بين الشعوب ،إلا انه يمكن أن يصبح، إذا لم يتم استغلاله والاستفادة منه بشكل لائق، ذريعة لرفض الآخر و احتدام المواجهة، مشددا على أن حركة “ليونيزم” منخرطة بشكل قوي ووثيق من أجل تحقيق السلام والصداقة بين الشعوب.

وقال إن متطوعي “ليونز كلوب” هم مواطنو العالم بالإضافة إلى كونهم مواطني بلدانهم الاصلية ، مؤكدا على أهمية مواصلة مهام نوادي “ليونز” من اجل دعم التفاهم على الصعيد العالمي ،وذلك من خلال العمل الاجتماعي ودعم الأنشطة التي تساهم في توحيد الناس على كلمة سواء ، مثل الموسيقى والفن و الرياضة.

ويتم تنظيم الندوة 17ال لأندية “ليون” في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بمبادرة من المقاطعة 416 المغرب التابعة ل”ليونز كلوب” الدولية ومرصد التضامن المتوسطي التابع للحركة.

وتعود بداية مسار حركة نوادي الليونز الدولية على المستوى الدولي الى سنة 1917 ، ولديها أكثر من 45 ألف ناد ينخرط فيها نحو مليون و360 ألف عضو عبر العالم، وحسب تصنيف لصحيفة “فاينانشال تايمز” الأمريكية، تعد حركة نوادي “ليونز” أول منظمة غير حكومية على الصعيد الدولي .

وقد انطلق عمل أندية الحركة، التي تهتم بتقديم الخدمات وتعزيز التضامن والصداقة تحت شعار “وي سيرف “(نخدم)،على صعيد المغرب منذ عام 1953 ،ويلتئم في إطارها أكثر من 40 ناديا تضم في عضويتها ما يقارب ألف شخص معبئين لخدمة المحتاجين والفقراء والفئات الضعيفة والهشة من المجتمع.