“مبدعون في رحاب الإعلام” : حين يتمرد الصحفي على اليومي وينفتح على فضاءات الكتابة الأرحب

“مبدعون في رحاب الإعلام” : حين يتمرد الصحفي على اليومي وينفتح على فضاءات الكتابة الأرحب

الجمعة, 21 فبراير, 2014 - 10:22

(إعداد.. نزهة بولندة )

الدار البيضاء- ما بين زحمة اليومي وضيقه، وبين إكراهات الذات وتوقها لعوالم أكثر رحابة، يكمن السؤال مفتوحا حينما ينتقل الصحفي من ذات تنقل الخبر إلى أخرى منتجة للفكر والإبداع، أيهما تبسط سطوتها، وبأي ثمن.

تلكم أسئلة طرحتها ندوة “مبدعون في رحاب الإعلام” المنظمة ضمن فعاليات الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء بمشاركة ثلة من أبرز الأسماء التي طبعت المشهد الإعلامي الوطني وشكلت علامات فارقة في مسار الصحافة الثقافية بالمغرب، حيث لم يستطع الصحفي أن يتحلل من قمع السؤال حتى وهو في فضاء يفترض فيه أنه مجال للمقارعة والنقاش الثقافي الأدبي المحض.

وفي هذا الصدد، يرى الناقد أحمد الدافري أن إكراهات اليومي تجبر المبدع على التموقع مما يجعل منه “كائنا صداميا”، معتبرا أن الصحفي حينما يبقى حبيسا لتموقعه هذا، كيفما كان نوعه، فإنه يتحول إلى “نقيض ذاته المبدعة”.

وأكد أن المطلوب الآن هو ” البحث عن التكامل ين الذاتيات المبدعة، أيا كان مجالها، لخلق مشروع مجتمعي قادر على إنتاج نخبة من المبدعين يكون بوسعها استيعاب احتياجات مجتمعها وتطلعاته، لتمنح الأجيال الصاعدة القدرة على الإنتاج، ليس الإنتاج المادي فقط ، وإنما إنتاج قيم وعلاقات إنسانية فاعلة ترقى بالوطن إلى ما هو أفضل”.

واستطرد مستفسرا عن “وجود وصفة جاهزة داخل هذا العامل المعقد تسهل تحقيق المصالحة مع العقل الإبداعي بمراعاة المتغيرات التكنولوجية الحديثة، وتطور احتياجات اليومي، التي كان ينظر إليها في وقت سابق بنوع من التعالي، لتصبح في حد ذاتها موضوعا للإبداع”.

ومن جهته، أعرب الإعلامي والشاعر حكيم عنكر، في سياق تساؤله عن السر الكامن وراء تراجع الصحافة الثقافية في المغرب، عن أسفه “للتدبير السيء للمجال الإعلامي الثقافي، وفقدانه لبريقه الذي ميزه لعقود حينما كانت الصحف تعرف بأسماء كتابها”، معتبرا أنه من الأجدى البحث في مدى تمكن ما تبقى من الأقسام الثقافية بمختلف المؤسسات الإعلامية من أن تضطلع بدورها كفضاء للسجال والنقاش البناء، ومختبرا لميلاد أسماء يكون لها موقعها في المشهد الثقافي الوطني، ناهيك عن دورها في ممارسة النقد والتوجيه ضمن محيطها الإبداعي.

جل المداخلات في هذه الأمسية الثقافية انصبت حول تقديم طروحات تخص المسؤولية التي يتحملها الصحفي في التأطير المجتمعي والالتزام بقضايا أمته، ونجاحه في التمييز بين انتماءاته الفكرية والسياسية والاجتماعية، ورسالته كمسؤول عن التعبير عن تطلعات المجتمع بأكمله، مشددة على أهمية أن تشكل النقاشات والتوصيات التي تم تداولها في هذا اللقاء أرضية للتأسيس لميثاق إعلامي مواطن واع بكل مسؤولياته وإكراهاته في ظل مجتمع يعيش دينامية التحول الديمقراطي وإرساء دولة المؤسسات والقانون.

وتميزت الندوة بتقديم شهادات لثلاثة إعلاميين من أجيال مختلفة للحديث عن تجاربهم الخاصة في مجال الصحافة الثقافية خصوصا والإنتاج الإعلامي بشكل عام، والحديث عن أبرز المعيقات التي اعترضتهم خلال مسيرتهم المهنية، وانتظاراتهم التي شكلت الحلم الذي عملوا من أجله، ومن بينهم من أفنى زهرة عمره ودفع الثمن باهظا قربانا للتميز والإبداع.

وكانت المنصة، التي أدارها الإعلامي سعيد كوبريت، متقاسمة بين الإعلامي خالد مشبال، والكاتب الصحفي عمر الزغاري، والناقد والإعلامي الطاهر الحمزاوي، والصحفي والكاتب عزيز الساطوري.

اقرأ أيضا

السياحة المغربية.. إطار تحفيزي وإشارات قوية للمستثمرين (وزارة)

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 15:58

أفادت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بأن المغرب وضع عدة تدابير تحفيزية جذابة للرفع من جاذبية الاستثمار في الإيواء والترفيه السياحيين، مما يوفر فرصا استثمارية لا مثيل لها.

مجلس النواب يختتم الدورة الثانية من السنة التشريعية 2023-2024

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 14:45

اختتم مجلس النواب، اليوم الخميس، الدورة الثانية من السنة التشريعية 2023-2024 للولاية التشريعية الحادية عشرة (2021-2026).

التغيرات المناخية.. المغرب قادر على تقديم أجوبة مبتكرة (السيدة بنعلي)

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 14:40

أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، اليوم الخميس بالرباط، أن المغرب قادر على تقديم أجوبة مبتكرة في إطار الجهود العالمية لمواجهة التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية.