“ماتيو”..فيلم كولومبي عن الحلم الجماعي بالتغيير في ضواحي العنف والفقر

(بقلم نزار الفراوي) سلا- يقدم فيلم “ماتيو” للمخرجة الكولومبية ماريا غامبوا، صورة تحاكي المتخيل العام حول الواقع السائد في بعض الأوساط الشعبية الهامشية بعدد من بلدان أمريكا اللاتينية، حيث يحتدم التجاذب بين مستنقعات العنف والفقر من جهة، وتقاليد راسخة لحلم جماعي بالتغيير نحو الأفضل، من جهة أخرى.
خط درامي تقليدي لصراع بين الخير والشر، و “نهاية سعيدة” مريحة للجمهور الواسع، لكن الفيلم الذي عرض أمس الثلاثاء في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة، بدا متماسكا من حيث صناعة الثنائية المزمنة بين مجالين اجتماعيين، احدهما يخصب الفن والحلم وبناء الأمل وضده يحاول توسيع رقعة الخوف والاستغلال والاقصاء. وهي مزية أفرزها سيناريو محبوك وإدارة جيدة للممثلين، وتوزيع عالم الحكاية بين شخصيات تمثيلية تحيل الى أدوار ووظائف متمايزة.

ليس عبثا أن يقع الاختيار على فتى في مقتبل الشباب لأداء الدور الرئيسي “ماتيو”، الذي يجد نفسه مرتبطا بنشاط خاله المشبوه، زعيم عصابة عنيفة بأحد الأحياء الفقيرة لمنطقة ماغدالينا الكولومبية. “ماتيو” هو عنوان للمستقبل الجماعي لساكنة الهوامش، المرشح للاختطاف من قبل جماعات العنف والاقتصاد السري.