مؤسسة محمد الخامس للتضامن.. مراكز التكوين المهني فضاءات لتخريج شباب مؤهل ومنفتح على محيطه السوسيو-مهني

الدار البيضاء – استمرارا في تنزيل برامجها لفائدة الشباب، ووعيا منها بمحورية دور هذه الفئة من المجتمع في الدفع بمسلسل التنمية، تواصل مؤسسة محمد الخامس للتضامن، سنة بعد أخرى، إحداث مراكز للتكوين المهني في مختلف التخصصات وعبر مختلف جهات المملكة، مفتوحة في وجه الشباب الراغبين في الاستفادة من تكوين مؤهل يمكنهم من اندماج سوسيو-مهني ناجح. ويشكل مركز التكوين المهني في مهن الخدمات ، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الخميس على وضع الحجر الأساس لإنجازه بالحي الحسني بالدار البيضاء، تجليا آخر للأهمية التي توليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن لفئة الشباب التي تشكل الثروة الحقيقية للأمة، وتجسيدا للمكانة التي يحتلها التكوين المؤهل في برامج عملها، باعتباره السبيل الأنجع لتحقيق وقع مستدام لفائدة الفئة المستهدفة. ويعكس إشراف جلالة الملك على تدشين ووضع الحجر الأساس لبناء هذا النوع من المراكز في مختلف جهات المملكة، حرص جلالته الأكيد على التتبع الميداني للمبادرات الرامية إلى النهوض بأوضاع فئة الشباب وتفادي هدر طاقاتهم، بما يمكن من خلق جيل متوازن مندمج في محيطه فاعل في بلده حريص على تقديم إسهامه في مسار التنمية. كما يعكس هذا الإشراف تجسيدا بليغا لمضامين الخطاب السامي الذي وجهه جلالته للأمة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب في غشت 2012 ، والذي أكد فيه جلالته أن “شبابنا يتطلع إلى إيجاد الظروف المثلى التي تساعده على تحقيق الذات وتحمل المسؤولية، ويحذوه الطموح المشروع إلى تحقيق اندماج أفضل على الصعيدين الاجتماعي والمهني، ولاسيما عبر خلق آفاق أوسع لفرص الشغل”. وبالفعل، فإن وضع جلالة الملك للحجر الأساس لإنجاز مركز التكوين المهني في مهن الخدمات بالدار البيضاء، يأتي في سياق وتيرة متسارعة يشهدها إحداث مؤسسة محمد الخامس للتضامن لهذا النوع من المراكز، حيث أشرف جلالته ، خلال شهر رمضان الحالي فقط ، على تدشين ووضع الحجر الأساس للعديد من المراكز المماثلة من قبيل مركز التكوين في مهن إصلاح السيارات بحي سيدي عثمان (عمالة مقاطعات مولاي رشيد)، ومركز التكوين في مهن الفندقة والسياحة بحي كيش لوداية بتمارة، ومركز تكوين وإدماج الشباب بحي قرية أولاد موسى بسلا، ومركز التكوين المهني بحي أولاد وجيه بالقنيطرة. وتجدر الإشارة إلى أن مراكز التكوين المهني التي تحدثها مؤسسة محمد الخامس للتضامن توفر تكوينا تأهيليا يتوج بحصول المستفيدين على دبلومات تؤهلهم لولوج سوق الشغل أو إحداث مقاولات خاصة، صغرى ومتوسطة ، عادة ما تحظى بدعم المؤسسة، وذلك من خلال إعانتهم على تخطي مراحل إرساء الوحدات الإنتاجية وتوفير أدوات التدبير والتسويق، إلى جانب منح الدعم التقني والمالي التي تقدم لهم بمساعدة المهنيين. وقد عملت المؤسسة على تكليف مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل والإدارات التي تتوفر على برامج تكوينية متخصصة ومعترف بها، بتسيير أزيد من عشرين مركزا منجزا في هذا الإطار. وتنضاف مراكز التكوين المهني لمؤسسة محمد الخامس إلى مراكز أخرى خاصة بالتنشيط الثقافي والفني موجهة بدورها لفئة الشباب. وهي مراكز تسعى المؤسسة من خلالها إلى تمكين هذه الفئة من تطوير ملكاتها واستثمار طاقاتها الإبداعية. وحسب مسؤولي المؤسسة فإن هذا المراكز تعد بمثابة منشآت كفيلة ب”الارتقاء بالمستوى الدراسي للشباب ومساعدتهم على تفادي الوقوع في مختلف أشكال الانحراف الذي يمكن أن يكونوا عرضة له”، علاوة على كونها توفر للشباب فضاءات متعددة لمزاولة أنشطة ثقافية وتربوية ورياضية وفنية تمكنهم من صقل مواهبهم وتطوير مهاراتهم. وهكذا، تعمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن على تمكين الشباب المستفيدين من مراكز التكوين المهني والتنشيط الثقافي والفني، من مختلف أصناف التأهيل والوسائل اللازمة لإنجاح مشروع اندماجهم الاجتماعي والمهني، وذلك في أفق ضمان مساهمتهم بفعالية في التنمية المحلية.