مؤسسة محمد الخامس للتضامن.. مبادرات متعددة لتكريس الحق في الولوج إلى الخدمات الصحية لفئة المعوزين

وجدة – يشكل الإسهام في تقريب الخدمات الصحية من مختلف الشرائح الاجتماعية، وخاصة منها فئة المعوزين، أحد مجالات عمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن التي تعمل، منذ تأسيسها، على إحداث مراكز متخصصة في الوقاية وعلاج العديد من الأمراض، وجعلها أداة لتخفيف معاناة المرضى، وخاصة من شرائح المسنين والأطفال وكذا المصابين بالأمراض المزمنة.

فقد دأبت مؤسسة محمد الخامس للتضامن على إحداث مراكز متخصصة في علاج ومواكبة المصابين بداء السكري أو القصور الكلوي المزمن، أو طب الإدمان، أو في علاج الأمراض النفسية والعقلية، وخاصة لفائدة المسنين، علاوة على تجربتها الرائدة في مجال تتبع ومواكبة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بما يمكن من تعزيز البنيات التحتية الصحية في مختلف جهات المملكة وتمتيع المستفيدين بظروف استشفاء جيدة وميسرة.

وفي هذا الإطار يأتي مركز “الحسن الثاني” لتصفية الدم والوقاية من أمراض القصور الكلوي الحاد، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس،، نصره الله ، اليوم الجمعة، على وضع الحجر الاساس لبنائه بوجدة، والذي تنجزه مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ليعزز رصيد جهود هذه المؤسسة في قطاع الصحة الذي يشكل مجالا يحظى بالأولوية في برامج عملها.

ويعكس إشراف جلالة الملك على وضع الحجر الأساس لبناء هذا المركز تجليا جديدا لإرادة جلالته الراسخة في تطوير البنيات التحتية الاستشفائية وتعزيز الخدمات الصحية الأساسية وتقريبها من المواطنين، وكذا تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية وضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى العلاجات والرفع من جودتها، وخاصة لفائدة المصابين بالقصور الكلوي المزمن.

ويأتي إشراف جلالة الملك على وضع الحجر الأساس لبناء هذا المركز بعد يومين فقط من إشراف جلالته على تدشين المركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” بوجدة أيضا، والذي يعكس إنشاؤه قناعة جلالته بأن الحق في الولوج إلى الخدمات الصحية، يشكل إحدى الركائز الأساسية لتعزيز قيم المواطنة في إطار الكرامة وتحقيق تنمية بشرية شاملة، مستدامة ومندمجة.

ويتماشى إحداث مركز “الحسن الثاني” لتصفية الدم والوقاية من أمراض القصور الكلوي الحاد مع مضامين الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للصحة (فاتح يوليوز 2013 بمراكش)، والتي قال فيها جلالته “.. لنؤكد حرصنا الموصول على جعل النهوض بقطاع الصحة من الأوراش الحيوية الكبرى، إيمانا منا بأن حق الولوج للخدمات الصحية، الذي كرسه الدستور الجديد للمملكة، يعد دعامة أساسية لترسيخ المواطنة الكريمة، وتحقيق ما نتوخاه لبلدنا من تنمية بشرية شاملة ومستدامة”.

ويشكل هذا المركز أيضا محطة جديدة في إطار برنامج عمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن الهادف إلى دعم قطاع الصحة الوطني وتحسين جودة البنيات العمومية الطبية ومعداتها لولوج أفضل للخدمات الصحية من طرف الساكنة المعوزة، لاسيما من خلال مشاريع ذات مقاربة اجتماعية تكميلية.

ومن شأن إحداث هذا المركز سيواكب الجهود المبذولة في إطار البرنامج الوطني للتكفل بمرضى القصور الكلوي الذي يروم تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية تتمثل في تلبية الحاجات الملحة لتصفية الدم المعبر عنها من طرف المواطنين من خلال تعزيز قدرات المستشفيات العمومية، أو شراء الخدمات من القطاع الخاص، وتطوير وتشجيع عمليات زرع الكلي بالمراكز الاستشفائية الجامعية، على اعتبار أن هذه العمليات تعد العلاج الأنجع لهذا المرض، وكذا الوقاية من مرض ارتفاع الضغط الدموي وداء السكري اللذين يشكلان المسببين الرئيسين للقصور الكلوي الحاد.

يشار إلى أن برنامج عمل مؤسسة محمد الخامس في مجال الصحة يتمحور بالأساس حول إقامة مشاريع تتم في إطار شراكة مع وزارة الصحة، وتهم تقوية قدرات المستشفيات العمومية من خلال مدها بالتجهيزات الطبية وعتاد الإسعافات المتنقلة، وبناء وتجهيز عدة وحدات متخصصة في علاج المصابين بالحروق والمصابين بداء السرطان وفي مجال الولادة، وهي الوحدات التي مكنت من تعزيز إمكانيات الاستقبال للبنيات القائمة، والتكفل بعدد أكبر من الأشخاص المعوزين.