مؤسسات ثقافية مهتمة بالذاكرة الوطنية وباحثون يحيون بالرباط الذكرى الأربعينية لرحيل الزعيم علال الفاسي

مؤسسات ثقافية مهتمة بالذاكرة الوطنية وباحثون يحيون بالرباط الذكرى الأربعينية لرحيل الزعيم علال الفاسي

الجمعة, 23 مايو, 2014 - 15:59

الرباط -في إطار البرنامج الثقافي لمؤسسة علال الفاسي برسم سنة 2014، وبمناسبة الذكرى الأربعين لوفاة صاحب نداء القاهرة، الزعيم علال الفاسي، نظمت المؤسسة أمس الخميس بالرباط ندوة علمية بمشاركة عدد من المؤسسات الثقافية المهتمة بالذاكرة الوطنية، وبتأطير من عدد من الباحثين.

وفي مستهل اللقاء، ذكر السيد امحمد بوستة، رئيس مؤسسة علال الفاسي، بنصائح وجهها له العلامة علال الفاسي في بوخاريست (رومانيا) قبل وفاته يوم 13 ماي 1974 وهو يدافع عن قضية الأقاليم الجنوبية المغربية وعن القضية الفلسطينية.

وأوضح أن الراحل أوصى بتوحيد الصفوف من أجل العمل الإيجابي وبهدف تحقيق الإنجازات الكبرى التي تهم الوطن، وتجنب التشتث والبلقنة واحترام الراي الآخر، ملحا على ضرورة الحفاظ على المؤسسات الديموقراطية التي تراقب وتحاسب.

وفي كلمة للأستاذ خالد القادري عن مؤسسة أبي بكر القادري، دعا إلى تعريف الأجيال الحالية بالشخصيات التي بصمت تاريخ المغرب الحديث، ومن بينها الزعيم الراحل مذكرا بزيارة قام بها رفقة والده إلى المستشفى الأمريكي بباريس في ربيع 1967 حيث كان يرقد علال الفاسي إثر حادثة سير، وحديث هذا الأخير عن النموذج الأمريكي في التعليم القائم على الإنتاجية وربط التعليم بفرص العمل.

كما تحدث السيد القادري عن إعجاب المفكر المصري الراحل أنور عبد المالك، الأستاذ السابق بالمدرسة العليا للعلوم الاجتماعية في باريس، بكتاب “النقد الذاتي” لعلال الفاسي الذي عده، في محاضرة له بدار المغرب في العاصمة الفرنسية في أعقاب هزيمة يونيو 1967، أول كتاب آنذاك يتطرق بشمولية واستقلالية فكر إلى المعاصرة والحداثة والجدة دون تقيد بالقدامى ودون تبعية لهم.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد محمد بنسعيد آيت يدر، أحد أبرز السياسيين الذين جايلوا الزعيم الراحل، أن علال الفاسي رمز من رموز الحركة الوطنية، خلف إرثا سياسيا ونضاليا وثقافيا يعتز به مهما اختلفت وجهات النظر، واصطف إلى جانب العمل الوطني والكفاح المسلح من أجل استقلال البلاد، مذكرا بلقاء جمعه به في 15 غشت 1972، وتخلله حوار نقدي من أجل إعادة الارتباط بالماضي ووضع فصائل الحركة الوطنية المغربية على سكة العمل المشترك.

وباسم مركز بنسعيد آيت يدر، قال السيد عبد اللطيف اليوسفي إن علال الفاسي شكل رمزا مهما له قيمة كبيرة في البلاد، إذ كان وطنيا صادقا مبدئيا ووحدويا، ومثقفا عضويا منخرطا في القضايا المصيرية لوطنه وأمته، ورمزا للنبوغ الفكري والسياسي منذ أوائل شبابه، ما يطرح سؤال الوعي المبكر لديه ولدى جيل من رواد الوطنية.

وأكد السيد عبد الكريم الزرقطوني، عن مؤسسة محمد الزرقطوني، أن علال الفاسي عالم قرن الفكر بالممارسة والموقف بالمبدإ والاجتهاد بالأصول، واختزل جوهر الحركة الوطنية والعمل الكفاحي المجابه للاستعمار، ودعا إلى العودة للتأمل في كتاباته المرجعية التي تعد عنوانا للعطاء الفكري والأدبي ، ونموذجا لتلقيح الرؤى وترشيد المواقف، مشيرا بالخصوص إلى أن سيرته الذاتية، التي تتمثل في الإخلاص والتضحية والشموخ، تشكل نبراسا للأجيال القادمة لتجاوز الإكراهات.

وتحدث ممثل مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد عن علال الفاسي العالم المتنور والوطني الشامخ والسياسي المحنك والأديب البارع ، والسياسي الصامد في وجه الأعاصير والمثقف المحاور الصلب والمثقف العصامي، الذي أشهر الحرب على الجمود والرجعية والتخلف، ومنح أفكار أساتذته من أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده “مدلولا عمليا قابلا للتطبيق”، داعيا إلى تنظيم ندوة دولية كبرى خلال هذه السنة للتنقيب في مميزات هذه الشخصية الفذة وإسهاماتها وعطاءاتها الغزيرة.

ورأى السيد عبد الحميد المودن، ممثل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أن علال الفاسي كان قطبا للوطنية وعالما وفقيها ومفكرا ألمعيا ومن القادة الماهدين للحرية والاستقلال، تميز بموسوعية معارفه وتعددية مواهبه، مذكرا بأن المندوبية بتعاون مع مؤسسة علال الفاسي قامت بإعادة طبع ثلاثة من كتبه وهي “النقد الذاتي” (الطبعة التاسعة) و”الحركات الاستقلالية” (الطبعة السابعة) و”الكتاب الأحمر، مع وثائق” باللغة الفرنسية.

وفي كلمة لرئيس الجلسة عبد الرحيم المصلوحي، أشار إلى العلاقة الوطيدة التي جمعت بين المغفور له الملك محمد الخامس والحركة الوطنية، والصدى الدولي لنداء القاهرة الذي وجهه الزعيم علال الفاسي للمغرب أولا وللمنتظم الدولي بما فيه المشرق العربي، مستشهدا على سبيل المثال بتنديد العراق وسورية ومصر بنفي سلطات الحماية للملك الشرعي للمغرب وعدم اعتراف سلطات الحماية الإسبانية بابن عرفة سلطانا على المغرب، ورفض المملكة العربية السعودية السماح له بزيارة أراضي الحجاز.
وفي مداخلة بعنوان “سياق تطور الفكر الوطني من سنة 1934 إلى غشت 1953″، اختار الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ، سعيد بنسعيد العلوي ،، ثلاثة تواريخ أساسية شكلت علامات فارقة في هذا المجال، هي سنة 1934 التي شهدت تحضير كناشة مطالب الشعب المغربي وتشكل كتلة العمل الوطني، وبداية ملامسة الحداثة السياسية، وسنة 1944 التي عرفت تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير بعد التأكد أنه لا إصلاح في ظل الاحتلال، وسنة 1953 التي عرفت نداء القاهرة في أعقاب أزمة 20 غشت .

وأكد الأستاذ بنسعيد العلوي على النقلة المهمة التي تمثلت في إضافة المغفور له محمد الخامس المشروعية الشعبية باعتباره ملكا وطنيا إلى مشروعيته التاريخية ما أحدث قلبا استراتيجيا جديدا، وعلى ميلاد حقل دلالي جديد في المغرب قوامه الانتقال من مفاهيم عتيقة إلى مفاهيم حديثة ، وتنامي الوعي السياسي الوطني من خلال تطور العمل على تحرير الأرض وتحرير الفكر أيضا.

وتحدث الكاتب الصحافي محمد العربي المساري بإسهاب عن سياق الأوضاع السياسية في خمسينيات القرن الماضي، وعن المخططات التي أفضت إلى نفي المغفور له محمد الخامس.

اقرأ أيضا

الرباط.. تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:42

تم اليوم الأربعاء بالرباط، تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة.

وزارة العدل والمديرية العامة الأمن الوطني.. نحو إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:13

وقعت وزارة العدل والمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الأربعاء بالرباط، بروتوكول اتفاق لتأطير وتيسير التعاون بشأن التبادل الإلكتروني للبيانات يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون والشراكة لإرساء إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة، تتيح الولوج المشترك للمعلومات بين الطرفين.

السيد بوريطة يجري محادثة هاتفية مع نظيرته الأرجنتينية

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 17:44

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد ناصر بوريطة، أمس الثلاثاء، محادثة هاتفية مع وزيرة الشؤون الخارجية والتجارة الدولية والأديان الأرجنتينية، السيدة ديانا إلينا موندينو.