لجنة القدس .. دفاع راسخ عن هوية المدينة المقدسة وسند موصول لصمود أهلها

لجنة القدس .. دفاع راسخ عن هوية المدينة المقدسة وسند موصول لصمود أهلها

الأربعاء, 15 يناير, 2014 - 10:02

(بقلم : حسن هرماس)

القاهرة -سجل مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، الذي انعقد في جدة في إطار دورته السادسة سنة 1975 إنجازا يكتب له بمداد الفخر والاعتزار في سجل التاريخ الحديث للأمة الإسلامية. فقد أصدر توصية تقضي بإحداث لجنة القدس، التي نهضت منذ إنشائها بدور رائد في الحفاظ على الهوية التاريخية والحضارية للمدينة المقدسة، ولسكانها الصامدين سواء منهم المسلمين أو المسيحيين.
وقد كان التوفيق حليفا، مرة أخرى، لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وللهيئات المتفرعة عنها، حين تقرر إسناد مهمة رئاسة لجنة القدس لجلالة المغفور له الحسن الثاني، الذي سهر، بحنكته المعهودة في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية، على وضع أسس متينة يستقر عليها بنيان لجنة القدس حتى تتمكن من تحمل جزء كبير من أعباء حماية المدينة المقدسة من أخطار التهويد، والحيلولة دون طمس هويتها التاريخية والحضارية.
ويشهد التاريخ القريب على ما قامت به لجنة القدس إبان فترة رئاسة جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، في النهوض بالمهمة النبيلة التي أوكلها العالم الإسلامي لهذه اللجنة، من قبيل متابعة القرارات المصادق عليها من طرف مختلف الهيئات والمحافل الدولية حول القدس، والاتصال مع المنظمات الدولية التي قد تساعد على حماية المدينة المقدسة، فضلا عن تقديم مقترحات للبلدان الإسلامية والمنظمات المعنية لمجابهة التطورات والأخطار المحدقة بهذه المدينة المغتصبة.
وفي هذا الصدد، يتعين التذكير بالقرار التاريخي الذي اتخذه جلالة المغفور الحسن الثاني، رحمه الله، بصفته رئيسا لهذه اللجنة، والقاضي بإنشاء “وكالة بيت مال القدس”، من أجل حماية الحقوق العربية والإسلامية في المدينة المقدسة، وتعزيز صمود أهلها من خلال دعم وتمويل برامج ومشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والحفاظ على التراث الديني والحضاري للقدس الشريف.
وقد لقيت هذه المبادرة الملكية الحكيمة ترحيبا واسعا في مختلف ربوع العالم الإسلامي، كما عكست ذلك الدورة الثامنة لمؤتمر القمة الإسلامي الذي انعقد في طهران في دجنبر1997، والتي صدر عنها قرار “يشيد بالجهود التي تبذلها لجنة القدس برئاسة جلالة الملك الحسن الثاني، ملك المملكة المغربية، ويؤكد(القرار) جميع القرارات التي صدرت عن لجنة القدس، ويحث الدول الأعضاء على العمل بها”.
كما أعرب القرار الصادر عن قمة طهران لسنة 1997 عن الارتياح ل”شروع بيت مال القدس في أداء مهامه، ويحيي الخطوات التي اتخذها صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني، رئيس لجنة القدس، لتعيين مدير تنفيذي لبيت مال القدس، ومساعد له،ولتخصيص جهاز إداري للوكالة”.
وعلى نفس الطريقة التي رعى بها جلالة المغفور له الحسن الثاني “لجنة القدس” وأعمالها، سار جلالة الملك محمد السادس على ذات الخطى موليا رعايته المميزة للجنة ولوكالة بيت مال القدس، قصد الحفاظ على هوية المدينة المقدسة وطابعها الديني والثقافي والحضاري، وذلك من خلال تمويل المشاريع والبرامج التي تدعم وتعزز الوجود العربي والإسلامي فيها، بشراكة وتعاون مع المؤسسات والفعاليات العربية والإسلامية والدولية.
وتكفى، في هذا السياق، بعض الأرقام للوقوف على ما قامت به وكالة بيت مال القدس من أعمال جليلة، وما نفذته من مشاريع ومنجزات على أرض الواقع كترجمة للأهداف والمرامي التي تأسست من أجلها لجنة القدس.
فخلال الفترة الممتدة ما بين 2006 و2008 بلغ الغلاف المالي الذي أنفقته وكالة بيت مال القدس من أجل تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج أزيد من 10 ملايين دولار، خصصت لتمويل وإنجاز عدد من مشاريع الإسكان، والتعليم، والصحة، والشباب والرياضة، والثقافة والأعمال الاجتماعية، إضافة إلى أعمال الترميم.
وخلال سنة 2009 رصدت وكالة بيت مال القدس غلافا ماليا بقيمة 7ر5 مليون دولار تم إنفاقها في تنفيذ مشاريع موجهة للحفاظ على الطابع الحضاري للقدس الشريف، ودعم صمود سكانها، حيث توزعت هذه المشاريع بين بناء المدارس، وتمتيع الطلبة المقدسيين بمنح دراسية، واقتناء تجهيزات صحية، ودعم الهيئات الإسلامية والمسيحية والجمعيات النسائية، وأعمال الترميم المختلفة، وتمويل الأنشطة ذات الطابع الاجتماعي.
وتماشيا مع روح الأهداف التي أنشأت من أجلها لجنة القدس، بادرت رئاسة اللجنة، سواء على عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني، أو منذ تولي جلالة الملك محمد السادس هذه الرئاسة، باتخاذ مبادرات عدة تصب كلها في اتجاه إيقاظ الضمير الإنساني، ولفت أنظار مختلف البلدان، والمنظمات الدولية، والرأي العام العالمي إلى ما يحدق بالقدس الشريف من مخاطر حتى يتحمل الجميع مسؤولياته اتجاه المدينة المقدسة.
وتكفي الإشارة، في هذا السياق، ل”نداء القدس” الذي أطلقه جلالة المغفور له الحسن الثاني في 10 أبريل 1997 من أجل نصرة القدس ومساندة سكانها، ومشاطرة أهلها مشاعر الألم مما يكابدونه، ومشاعر التضامن للتخفيف عنهم ما حل بهم من اضطهاد وحصار وتهجير.
وعلى هذا النهج النبيل، سار جلالة الملك محمد السادس حين بادر في 29 من شهر نونبر الماضي بتوجيه رسالة إلى رئيس لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، السيد عبدو سلام  ديالو، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني لسنة 2013.
وقد أكد جلالة الملك، في هذه الرسالة، حرصه على مواصلة وكالة بيت مال القدس الشريف لأعمالها في تنفيذ العديد من المشاريع الملموسة، في مختلف الميادين الاجتماعية والتربوية والصحية وفي مجالات السكن، وذلك من أجل مساعدة المقدسيين على الصمود في مواجهة كل محاولات التشويه وطمس المعالم الدينية والثقافية والحضارية الإسلامية للمدينة المقدسة.
ويأتي الاجتماع الحالي ل”لجنة القدس” بمراكش ليؤسس لحلقة مترابطة في مسلسل الدعم الثابت للمغرب وللأمتين العربية والإسلامية للقدس الشريف، لتبقى كما كانت رمزا للتعايش والسلام بين الديانات التوحيدية.

اقرأ أيضا

إفران: تدبير الذكاء الاصطناعي في قلب النقاش بجامعة الأخوين الصيفية

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 10:54

تواصلت أعمال الدورة الثانية للجامعة الصيفية للأخوين بإفران، المنظمة من 21 يوليوز إلى 26 منه تحت شعار “سد فجوة الكفاءات في تدبير منتجات الذكاء الاصطناعي”، أمس الثلاثاء، بمشاركة مختصين من المغرب والخارج.

عدد زبناء مجموعة (اتصالات المغرب) بلغ 78.4 مليون زبون عند متم يونيو 2024

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 10:50

بلغ عدد زبناء مجموعة (اتصالات المغرب) 78,4 مليون زبون، عند متم شهر يونيو 2024، بزيادة بنسبة 5.1 في المائة، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.

بورصة الدار البيضاء .. تداولات الافتتاح على وقع الأخضر

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 10:47

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها اليوم الأربعاء على وقع الأخضر، حيث سجل مؤشرها الرئيسي “مازي” تقدما بنسبة 0,54% ليستقر عند 13.676,61 نقطة.