كوب 22: قضية تغير المناخ لم تعد حكرا على الدول والمطلوب تأسيس “حركة مقاومة مدنية” لإيجاد حلول حقيقية

كوب 22: قضية تغير المناخ لم تعد حكرا على الدول والمطلوب تأسيس “حركة مقاومة مدنية” لإيجاد حلول حقيقية

الخميس, 20 أكتوبر, 2016 - 11:19

أجرى الحديث: عبد اللطيف أبي القاسم من مكتب دكار

دكا- أكدت مريما ديالو، الناطقة باسم الحركة المواطنة الشعبية للتعبئة الجماعية من أجل العدالة المناخية وتثمين حلول ملموسة (ألتيرناتيبا-دكار)، أن قضية تغير المناخ والإشكاليات التي يطرحها في مختلف أنحاء العالم لم تعد مسألة خاصة بالدول والحكومات فقط، مشددة على ضرورة تأسيس “حركة مقاومة مدنية” ينخرط فيها الجميع من أجل إيجاد حلول حقيقية لهذه الظاهرة.

وقالت ديالو في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الخجل الدبلوماسي” الذي رافق المفاوضات حول المناخ وفشل العديد من دورات (كوب) في السابق على غرار مؤتمر كوبنهاكن، تحثنا على توسيع المتدخلين في قضية المناخ، وعدم حصرها على الخبراء أو كبار المفاوضين فقط.

وحسب ديالو، فإن “المناخ لم يعد مسألة خاصة بالدول والخبراء فقط. إنه يهمنا جميعا. لم تعد المسألة مسألة انتظار القرارات السياسية، فباعتبارنا مواطنين، كلنا لنا القدرة على تحفيز وإحداث تغيير في المنظومة التي ستنقذ المناخ، والتي ترفض الحكومات إطلاقها بسبب مصالحها الاقتصادية أو الجيوسياسية”.

واعتبرت في هذا الصدد أنه من الضروري أن يتموقع المجتمع المدني كقوة بديلة قادرة على التفاوض بشأن قضية المناخ، ولاسيما من خلال إطلاق مسار إيجاد حلول حقيقية لهذه الظاهرة. وبالتالي يجب علينا أن نؤسس “لحركة مقاومة وبديل قادر على الحفاظ على علاقة تفاوضية قوية وإيجابية”.

وفي معرض ردها على سؤال حول أهمية الدورة 22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 22)، التي ستحتضنها مراكش في نونبر المقبل، قالت ديالو إنها تشكل دروة ملائمة لرفع التعبؤ حول حلول ملموسة للإشكاليات التي تواجه القارة الإفريقية بسبب التغير المناخية.

وأوضحت أن (كوب 22) “يشكل فرصة للتطرق لقضيتين حاسمتين هما التكيف والتمويل. وكذا تحديا للتعبؤ حول حلول ملموسة وإصخاء السمع للساكنة الأكثر تضررا من التغير المناخي وأضحت مسألة التكيف بالنسبة لهم ضمن المعيش اليومي في القارة الإفريقية”.

واعتبرت ديالو أن انعقاد هذه الدورة على أرض إفريقية له دلالته بالنظر إلى أن إفريقيا هي الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية، من جهة، كما أنها القارة التي وضعت العديد من الحلول الناجعة لهذه الظاهرة، مشيرة إلى أنه “في المغرب وحده الذي يحتضن (كوب 22)، تحققت العديد من المنجزات، ولاسيما في مجال الطاقات المتجددة والفلاحة الإيكولوجية”.

وحول ما يمكن لإفريقيا أن تجنيه من (كوب 22)، قالت ديالو إنه على الرغم من أن القارة هي الأقل تلويثا، فهي التي تتحمل العبء الأكبر للتغير المناخي، معتبرة أن بإمكان إفريقيا أن تربح الكثير إذا تمكنت من الترافع بصوت واحد ، ولا سيما في ما يتعلق بقضايا شمولية وأساسية من قبيل التكيف والتمويل اللتين تشكلان أكبر انشغال بالنسبة لدول القارة.

وبعدما أبرزت وجود وعي يترسخ يوما عن يوم عن طريق عمل المنظمات غير الحكومية والحركات الاجتماعية بخصوص رهانات الحفاظ على المناخ، قالت ديالو إن هذا الأمر يفتح باب الأمل بإمكانية تحقيق نتائج.

واعتبرت أن إفريقيا ستربح الكثير أيضا من خلال التركيز على تثمين المعارف والممارسات في المجال التكيف مع التغيرات المناخية، وجعل الحلول المحلية والداخلية التي تبنتها تحظى بالدعم والتأييد.

وأوضحت أن الأمر يتعلق هنا بنقل التكنولوجيا، وآليات التعويض المالي، ولكن أيضا وأساسا بدعم حلول حقيقية وليس حلول تكرس هيمنة الشمال على الجنوب. وحسب ديالو فإن “التركيز على هذه الحلول الحقيقية هو ما يضعنا على الطريق الصحيح لإحداث انتقال إيكولوجي واجتماعي حقيقية بالقارة”.

وتعد (ألتيرناتيبا) حركة مواطنة شعبية تهدف إلى تثمين حلول ملموسة محلية لمكافحة فعالة للتغيرات المناخية. وحسب ديالو، فإن هذه الحلول موجودة وتهم أساسا الفلاحة السليمة والمستدامة، والاستهلاك المسؤول، والصيد البحري المستدام، وتثمين تدوير النفايات، والطاقات المتجددة.

وأشارت إلى أن هدفنا في تحالف (ألتيرناتيبا) يتمثل في نشر والتعريف بهذه الحلول على نطاق أوسع لتكون في متناول الجميع، مبرزة أن التحالف نظم لهذا الغرض قرية لبدائل التغيير المناخي يومي 1 و2 أكتوبر الجاري بالعاصمة دكار.

وأوضحت أن التظاهرة شكلت مناسبة لإبراز بدائل اجتماعية وإيكولوجية للتغيرات المناخية حاولنا من خلالها أن نؤكد على أن دولنا السائرة في طريق النمو قادرة على طرح حلول لمواجهة التغيرات المناخية واعدة بالتنمية، مشيرة إلى أنه تم في إطار هذه القرية تنظيم ورشات عملية وسوق لمنتوجات الفلاحة البيولوجية المحلية المستدامة، وكذا فقرات فنية تعالج قضايا البيئة والتغير المناخي.

وخلصت إلى أن هذا الموعد سعى لأن شكل فرصة للجميع لاستيعاب قضية التغير المناخي “ليس باعتبارها تحديا مؤلما، وإنما كأفق رائع للانخراط من دون انتظار في الانتقال الإيكولوجي والاجتماعي الذي يساهم فيه كل شخص بحصته في بلورة مشروع مجتمع ما بعد الكربون، أكثر استدامة وأكثر عدالة”.

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024/كرة القدم-رجال (الجولة الثانية).. المغرب ينهزم أمام أوكرانيا (1-2)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 18:22

انهزم المنتخب الوطني المغربي الأولمبي أمام نظيره الأوكراني بنتيجة (1-2)، في اللقاء الذي جمع بينهما، اليوم السبت على أرضية ملعب جيوفروي غيشار بمدينة سانت إتيان، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في إطار منافسات كرة القدم (رجال) برسم الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

أولمبياد باريس.. الوفد الرياضي المغربي عازم على تحقيق مشاركة متميزة (السيد بنموسى)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:17

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم السبت بباريس، أن الوفد الرياضي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة خلال الألعاب الأولمبية 2024.

الداخلة تعيش على إيقاع الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:11

انطلقت مساء أمس الجمعة بالداخلة، فعاليات الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى عيد العرش المجيد.