آخر الأخبار
كأس العرش للغولف سنة 2014 يؤرخ لمئة سنة من الممارسة بالمغرب

كأس العرش للغولف سنة 2014 يؤرخ لمئة سنة من الممارسة بالمغرب

الجمعة, 12 سبتمبر, 2014 - 10:11

(إعداد فريد بن مصباح)

الرباط  – تتزامن الدورة الحادية عشرة لمسابقة كأس العرش لرياضة الغولف للموسم الرياضي الحالي 2014 التي ستحتضنها مدينة طنجة في الفترة ما بين 15 و20 شتنبر الجاري، والاحتفال بالذكرى المئوية لانطلاق أول منافسة في هذا النوع الرياضي بالمغرب، والتي تعود لسنة 1914 بعاصمة البوغاز على أرضية ستصبح في ما بعد أول ملعب للغولف في شمال إفريقيا  ( نادي الغولف الملكي بطنجة). وإذا كان نادي الغولف الملكي بطنجة قد دشن لممارسة الغولف بالمغرب، فإن مدينة مراكش ستشهد عشر سنوات بعد هذه الانطلاقة تدشين الغولف الملكي بمدينة مراكش (1923) قبل أن يتم في سنة 1925 افتتاح ثالث مسلك للغولف بفضالة التي أصبحت حاليا مسالك نادي الغولف الملكي أنفا المحمدية.
وخلال العقود الثلاثة الموالية، عرفت مشاريع الغولف بالمغرب ركودا، قبل أن تشهد طفرة نوعية من جديد بفضل جلالة المغفور له الحسن الثاني. فمنذ تولي جلالته العرش سنة 1961 استطاع الملك الشاب عاشق لعبة الغولف فهم الخصائص السياحية  لهذه الرياضة، وسرعان ما تبصر للانعكاسات الإيجابية لها على القطاع الاقتصادي بالمملكة ، كما فطن جلالته لفكرة مفادها أنه للاستمرار في الوجود على الساحة الدولية للغولف، يتطلب خلق مسابقة كبيرة جسدتها جائزة الحسن الثاني فيما بعد وخلق ملاعب رائعة .
وتم قطع مراحل طويلة في هذا المضمار من أجل النهوض بهذا النوع الرياضي بالمغرب، فمنذ افتتاح نادي الغولف الملكي (روايال كونتري) سنة 1914 بطنجة ، ونادي الغولف الملكي دار السلام بالرباط وتنظيم الدورة الأولى لجائزة الحسن الثاني للغولف سنة 1971، عرف المشهد العام لرياضة الغولف بالمغرب تطورا كبيرا حيث تم الانتقال من 6 ملاعب للغولف سنة 1971 إلى حوالي 40 ملعبا اليوم، إضافة إلى ما يناهز عشرين مشروعا جديدا، وذلك حتى يستجيب العرض المغربي في هذا المجال للتطور المتسارع الذي تعرفه سياحة رياضة الغولف.
وفي هذا الإطار انخرطت أسماء كبيرة في عالم هذه الرياضة في انجاز العديد من مشاريع منتجعات الغولف نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر روبيرت جونز  وغاري بلاير وجاك نيكلوس.
وموازاة مع ذلك، بذلت جهود حثيثة بهدف توسيع نطاق ممارسة رياضية الغولف، وقد فتحت أندية الغولف بالمملكة مدارس لتكوين الشباب، خاصة في وجه المتمدرسين، ولم تتأخر النتائج عن الظهور سواء على المستوى المغاربي أو العربي أو حتى على المستوى الأوروبي، حيث أبان اللاعبون الشباب عن مستواهم  الجيد، من بينهم على الخصوص مها الحديوي أول لاعبة عربية تنظم إلى الدولي الأوروبي للمحترفات .
كما أن جائزة الحسن الثاني للغولف، التي احتفلت هذه السنة بالذكرى ال41 على تأسيسها والتي خلدت الذكرى العشرين لكأس صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم ، تعتبر بلا شك مرآة تعكس صورة رياضة الغولف وأداة ترويجية هامة حيث تستقطب كل سنة العديد من نجوم هذه الرياضة الدوليين الذين يأتون لاكتشاف المغرب وما يزخر به من إمكانيات سياحية واقتصادية رائعة .
فجائزة الحسن الثاني التي أحدثت سنة 1971 من قبل جلالة المغفور له الحسن الثاني طرأت عليها على مدار السنين الأخيرة جملة من التغييرات التي كان لها دور كبير في تعزيز موقع البطولة على الساحة الدولية لرياضة الغولف، وكانت أولى هذه التغييرات إلحاق البطولة بالدوري الأوروبي المرموق سنة 2010. فإلى غاية هذا التاريخ لم تكن جائزة الحسن الثاني مرتبطة بأي دوري لكن هذا الأمر لم يمنعها من استقطاب أفضل اللاعبين في العالم من أوروبا وأمريكا .
وحظيت رياضة الغولف بالمغرب سنة 2010 بتكريم مزدوج، فمن جهة، تم إدماج جائزة الحسن الثاني للغولف في الدوريات الأوروبية، ومن جهة أخرى، اختير المغرب كأفضل وجهة لممارسة رياضة الغولف في إفريقيا .
ولم يكن ليتم ذلك إلا بفضل الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي كرس منذ اعتلائه العرش ، نهج الاستمرارية الذي سطره والده المنعم جلالة المغفور له الحسن الثاني بغية تحويل الرياضة إلى قطاع استراتيجي يساهم في المسيرة التنموية للمملكة.
وهذه الرعاية المولوية نابعة أيضا من إيمان جلالة الملك بالأهمية التي تكتسيها الرياضة، التي باتت تشكل مدرسة مفتوحة على الحياة، وقطاعا منتجا، بدليل أنها أضحت رافدا اقتصاديا ومجالا خصبا للاستثمار وخلق مناصب الشغل ومصدر رزق آلاف الأسر دون إغفال الدور الإشعاعي الذي تضطلع به من خلال الإنجازات الرائعة التي يحققها الأبطال المغاربة في الرياضة في مختلف المحافل الدولية.
ومن أبرز تجليات هذه الرعاية الملكية إشراف جلالته شخصيا على انطلاقة وتدشين المنشئات الرياضية مرورا بحرص جلالته على أن يكون أول المهنئين للأبطال الرياضيين في مختلف الأنواع الرياضية ، الذين حققوا إنجازات متميزة ورفعوا راية المغرب خفاقة في المحافل الدولية وتوشيحهم بأوسمة ملكية، ومنح التمويلات الشخصية، وانتهاء برسم خارطة طريق للنهوض بقطاع الرياضة والشباب قوامهما التأهيل المادي والبشري وتوفير البنيات التحتية الضرورية والتجهيزات اللازمة لممارسة سليمة وعلمية لمختلف الأنواع الرياضية مع اعتماد سياسة القرب باعتبار أن ورش الرياضة يعد من الأوراش الكبرى التي ينبغي أن تحظى بدعم كامل من قبل الحكومة والجماعات المحلية ومختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين.
من طنجة إلى أكادير ، مرورا بفاس والرباط والصويرة والجديدة والمحمدية وبطبيعة الحال مراكش، أضحت ملاعب الغولف متوفرة في جميع مناطق البلاد حوالي 40 ملعبا اليوم وما يقرب عن العشرين في طور الإنجاز معظمها يفتتح السنة المقبلة، ليشهد القرن أزهى فترات الغولف المغربي، وما زالت الحكاية في بدايتها.

اقرأ أيضا

مجلس حقوق الإنسان.. السيد زنيبر يترأس أول اجتماع للمجلس الاستشاري المعني بالمساواة بين الجنسين

الإثنين, 4 نوفمبر, 2024 في 23:31

ترأس رئيس مجلس حقوق الإنسان، السفير عمر زنيبر، اليوم الاثنين بجنيف، الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري المعني بالمساواة بين الجنسين، والذي تم إحداثه تحت الرئاسة المغربية.

متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يحتفي بالذكرى العاشرة لتأسيسه

الإثنين, 4 نوفمبر, 2024 في 21:24

احتفى متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر،اليوم الاثنين بالرباط، بالذكرى العاشرة لتأسيسه، وذلك بتنظيم حفل رسمي، حضرته ثلة من الشخصيات من علم الثقافة والدبلوماسية والاقتصاد.

باريس انفرا ويك: البنية التحتية المستدامة، مجال متميز للتعاون بين المغرب وفرنسا (السيد بنشعبون)

الإثنين, 4 نوفمبر, 2024 في 21:07

باريس – أكد المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، محمد بنشعبون، اليوم الاثنين بباريس، أن مجال البنيات التحتية المستدامة يمثل مجالا متميزا للتعاون بين المغرب وفرنسا. وقال السيد بنشعبون، في كلمة ألقاها في ندوة نظمت في إطار اليوم الافتتاحي لأسبوع “باريس انفرا ويك”، أحد المواعيد الرائدة في أوروبا المخصصة لتمويل البنية التحتية، إن البنيات التحتية […]

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية